المشــــــــــــاهدات

الأحد، أبريل 29، 2012

حننتَ إلى ريَّا - للصمة القشيري

حننتَ إلى ريَّا ونفسك بـاعــدت * مزارك من ريـَّا وشعباكما معـا

فما حسنٌ أن تأتيَ الأمر طائعـا * وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا

كأنك لم نـشـهـد وداع مـفارق * ولم تر شعـبي صاحبين تقطـعـا

ألا ياخليلـي اللـذين تـواصـيا * بلومي إلا أن أطـيـع وأسـمعـا

فإني وجدت اللوم لايذهب الهوى * ولكن وجدت اليأس أجدى وأنفعا

قفاودِّعا نجدا ومن حل بالحمى * وقلَّ لنجـــدِ عندنا أن يُودعـا

بنفسي تلك الأرض ماأطيب الربا * وماأحسن المصطاف والمتربعــا

وأذكر أيام الحمى ثم أنـثـنـي * على كبدي من خشيــةٍ أن تصدعا

فليست عشيــات الحمى برواجع * عليك ولكن خلِّ عينيــك تدمعـا

ولما رأيت البِشـر أعرض دوننـا *وجالت بنات الشوق في الصدرنُزعا

تلفثَّ نحو الحيِّ حتـى وجـدتـنـي * وجعت من الإصغاء ليتاً وأخـدعـا

بكت عيني اليمنى فلما زجرتهـا * عن الجهل بعدالحلم أسبلتا معا

أمـا وجــلال الله لو تذكـرينـنـي * كذكريك ما كفكفتِ للعين مدمعا

فقالت بلى والله ذكراً لو أنـه * يصب على صــمِّ الصفــا لتصدعا

لقد خفت إلا تقنع النفس بعدها * بشيء من الدنياوإن كان مقنعا

وأعذل فيهـاالنفس إذحيل دونها * وتأبى إليهـا النفس إلا تطلُّعا

سـلام على الدنيا فما هي راحة * إذا لم يكن شملي وشملكما معا

ولا مرحبـا بالربع لستتم حلوله * ولو كان مخضل الجوانب ممرعا

فمـاء بلا مرعى ومرعى بغير ما * وحيث أرى مـاء ومرعى فمسبعا

لعمري لقد نادى منادي فرقنـا * بتشتيتنا في كل واد فأسمعـا

كأنـَّا خلقنــا للنوى وكأنما * حرام على الأيام أن نتجمعــا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق