المشــــــــــــاهدات

الاثنين، أبريل 30، 2012

أبيـــــات لها قصـــــــة

الخير أبقى وإن طال الزمان به        والشر أخبث ما أوعيت من زاد
 ذكر الميداني في كتاب الأمثال أن البيت قال عبيد بن الأبرص أو أبو عبيد؛ وقال أنهم زعموا أنه من أقوال الجن، وبعضهم ينسبه إلى طرفة بن العبد. والصحيح أنه لعبيد بن الأبرص الشاعر الجاهلي. وفي هذا حكاية وهي أن عبيد بن الأبرص سافر في ركب من بني أسد فبينا هم يسيرون إذا هم بشجاع(حيَّة) يتمعَّك على الرمضاء غاتحا فاه من العطش وكان مع عبيد فضلة من الماء، فنزل فسقاه، فلما انتعش انساب في الرمل، فلما كان في الليل ونام القوم ندَّت رواحلهم وتفرقت فلم يُرَ لها اثر فقام كل واحد يطلب راحلته فتفرقوا فبينا عبيد كذلك وقد أيقن بالهلكة والموت إذ هو بهاتف يقول له:

يا أيها الشخص المضل مذهبه       وليس معه من أنيس يصحيه
 دونك هذا البكر خذه فاركبه          حتى إذا الليل توارى مغربه
 بساطع الصبح ولاح كوكبه               فحط عنه رحله وسبسبه


فقال عبيد : يا ايها المخاطِب نشدتك الله إلا أخبرتني من انت ؟

 فأنشأ الهاتف يقول :

أنا الشجاع الذي ألفيته رمضاً     ينازع الماء من ذي المورد الصادي
 فجدت بالماء لما ضن حامله           رويت هامي ولم تولع بإنكادي

 الخير يبقى وإن طال الزمان به       والشر أخبث ما أوعيت من زاد

 وتروى هذه الأبيات:

أنا الشجاع الذي ألفيتني رمضاً      والله يكشف ضر الحائر الصادي
 فجدت بالماء لما ضن حامله                تكرما منك لم تمنن بإنكاد
 الخير يبقى وإن طال الزمان به       والشر أخبث ما أوعيت من زاد
 هذا جزاؤك مني لا أمُنُّ به        فاذهب حميدا رعاك الخالق الهادي

 ويقال أيضا إن عبيد بن الأبرص لما ركب البكر الذي أعطاه إياه الهاتف وجنب بكره ووصل إلى أهله سالمًا وأطلق سراح بكر الهاتف قال هو للبكر :

يا أيها البكر قد أنجيت من كرب      ومن هموم تضل المدلج الهادي
ألا فخبرني بالله خالقنا         من ذا الذي جاد بالمعروف في الوادي
وارجع حميداً فقد بلغتنا مننا        بوركت من ذي سنام رائح غادي


فرد عليه البكر بالأبيات التي بقوله:

أنا الشجاع الذي ألفيته رمضاً     ينازع الماء من ذي المورد الصادي
 فجدت بالماء لما ضن حامله           رويت هامي ولم تولع بإنكادي
 الخير يبقى وإن طال الزمان به        والشر أخبث ما أوعيت من زاد
 فتعجب الرشيد من قوله، وأمر بالقصة والأبيات فكتبت، وقال: لا يضيع المعروف أين وُضع!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق