المشــــــــــــاهدات

الأربعاء، أبريل 18، 2012

إنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً


قاله النبي صلى الله عليه وسلم حين وَفَدَ عليه عَمْرو بن الأهتم والزِّبْرِقَانُ بن بدر وقَيْسُ بن عاصم، فسأل عليه الصلاة والسلام عمرَو بن الأهتم عن الزِّبْرِقان، فقال عمرو‏:‏ مُطَاع في أَدْنَيْه ‏(‏هكذا في جميع أصول هذا الكتاب، والأدنون‏:‏ جمع الأدنى بمعنى الأقرب، ووقع في بعض الأمهات ‏"‏مطاع في أذينه‏"‏ والأذين - بوزن الأمير - النداء، يعني أنه إذا نادى قومه لحرب أو نحوها أطاعوه‏)‏ شدِيدُ العارِضة، مانعٌ لما وَرَاء ظهره، فقال الزبرقان‏:‏ يا رسول اللّه إنه لَيَعْلَم مني أكثَرَ من هذا، ولكنه حَسَدني، فقال عمرو‏:‏ أما واللّه إنه لَزَمِرُ المروءة، ضَيّق العَطَن، أحمق الوالد، لئيم الخال، واللّه يا رسول اللّه ما كَذَبْتُ في الأولى، ولقد صدقْتُ في الأخرى، ولكني رجل رَضِيت فقلت أحسنَ ما علمت، وسَخِطْتُ فقلت أقبحَ ما وجدت، فقال عليه الصلاة والسلام ‏"‏إنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً‏"‏ يعني أن بعض البيان يعمل عمل السحر، ومعنى السحر‏:‏ إظهار الباطل في صورة الحق، والبيانُ‏:‏ اجتماعُ الفصاحة والبلاغة وذكاء القلب مع اللسَنِ‏.‏
وإنما شُبِّه بالسحر لحدَّة عمله في سامعه وسرعة قبول القلب له‏.‏
يضرب في استحسان المنطق وإيراد الحجَّة البالغة‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق