المشــــــــــــاهدات

الجمعة، أبريل 27، 2012

بين أبي تمام و الكندي

 أنشد أبو تمام لأحمد بن المعتصم قصيدته التي مدحه بها:

مَا في وُقُوفِكَ سَاعَةً مِنْ بَاسِ
              تَقْضِي ذِمامَ الأَرْبُعِ الأَدْرَاسِ
فَلَعَلَّ عَيْنَكَ أنْ تُعِينَ بِمَائِهَا
               وَالدَّمْعُ مِنهُ خَاذِلٌ وَمْوَاسِي

فلما قال:

أَبْليَتَ هذَا المَجْدَ أَبْعَدَ غَايَةٍ
                فِيهِ وَأَكرَمَ شِيمةٍ ونِحَاسِ
إِقْدَامَ عَمْروٍ في سَماحَةِ حَاتِمٍ
           في حِلْمِ أَحْنَفَ في ذَكَاءِ إِيَاسِ

قال له الكندي، وكان حاضراً وأراد الطعن عليه:
الأمير فوق مَن وصفت.
فأطرق قليلاً،ثم زاد في القصيدة بيتين لم يكونا فيها:

لاَ تُنْكِروُا ضَرْبِي لَهُ مَنْ دُونَهُ
             مَثَلاً شَروُداً في النَّدَى وَالبَاسِ
فالله قد ضَرَبَ الأَقَلَّ لِنُورِهِ
                مَثَلاً منَ المِشْكَاةِ وَالنِّبْرَاسِ

وبذلك أشار أبو تمام إلى قوله تعالى:
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } النور35

هناك تعليق واحد:

  1. قمة الروعة والجمال مشكور ياورد

    ردحذف