المشــــــــــــاهدات

الأربعاء، سبتمبر 12، 2012

إلى السموأل عبر العصور - إبراهيم الأسود

إذا المرءُ لم يدنسْ من اللؤم عرضهُ
و عضهُ كلبٌ لم يُنجِّسه عضُّهُ
وإن سُلبت من بعد ثوبه أرضُهُ
فكل رداء ٍ يرتديه جميلُ
.
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمَها
و ضاقت به دنيا تجهَّمَ غيمَها
وعاب على هذي الأعاريب نومَها
فليس إلى حسن الثناء سبيلُ
.
تعيرنا أنا قليلٌ عديدنا
و هيضَ بنا واستعبدَتنا عبيدُنا
وأن لم نجد يوماً كريماً يقودُنا
فقلت لها إن الكرام قليلُ
.
وما قلّ من كانت بقاياه مثلنا
لو انّا تسامينا على منطق الأنا
فهذي أعادينا وقد أحسَنوا البُنى
شباب تسامى للعلى وكهولُ
.
وما ضرَّنا أنا قليلٌ وجارُنا
أبيحت له أعراضُنا و ديارُنا
فإنسانُنا في قيدهِ و حمارُنا
عزيزٌ وجار الأكثرين ذليلُ
.
لنا جبل يحتله من نجيرهُ
أجاره منا للعدوِّ أجيرُهُ
لتشقى رعاياهُ و يبقى سريرُهُ
منيعٌ يرد الطرف وهو كليلُ
.
رسا أصلُه تحت الثرى وسما بهِ
غرورٌ و قد كان امرءاً غيرَ نابه
طغى و بغى لما علا من حجابهِ
إلى النجم فرعٌ لا يُنال طويلُ
.
هو الأبلقُ الفرد الذي شاع ذكرهُ
كما شاع ذكرٌ للطواعين ِ يُكرهُ
وبالرغم أذعنّا وقد صار وكرُهُ
يعزّ على من رامَهُ ويطولُ
.
وإنا لقومٌ لا نرى القتل سُبةً
و إن جعلتنا أرجُل القوم كبّةً
ولسنا نرى أن نلبس العز جُبّةً
إذا ما رأته عامرٌ وسَلولُ
.
يُقرِّب حبُّ الموت آجالنا لنا
لأنا سئمنا وطأة الهم والعنا
و ينأى جوارُ الله عن ولَد الزنا
وتكرهه آجالهم فتطولُ
.
وما مات منا سيدٌ حتف أنفهِ
و لكن برشاش الأمير وسيفهِ
و ما قام منا ذو بلاء ٍ بحيفهِ
ولا طُل منا حيث كان قتيلَ
.
تسيل على حد الظباة نفوسُنا
ظباتٍ بأيد ٍ ماهراتٍ تسوسُنا
بواحٌ لها أرواحُنا و فلوسُنا
وليست على غير الظباةِ تسيلُ
.
صفونا ولم نكدُر وأخلص سرُّنا
رَكبنا رُكبنا لم يعد ذا يضرُّنا
سِماحٌ على الوجهين لله درُّنا
إناث أطابت حملنا وفحولُ
.
علونا إلى خير الظهور وحطَّنا
وفاءٌ لمن كان اعتلانا وغطَّنا
فأعجبه استسلامُنا فتوطّنا
لوقتٍ إلى خير البطون نزولُ
.
فنحن كماء المزن ما في نصابنا
عصيٌّ على ما نابنا من عُصابنا
ولم يعلُنا يوماً لأجل اغتصابنا
كهامٌ ولا فينا يُعد بخيلُ
.
وننكر إن شئنا على الناس قولَهمْ
وإن لم نطُل شيئاً يقاربُ طَوْلَهمْ
ولم ينطقوا يوماً لنا السبقُ أو لهمْ
ولا ينكرون القول حين نقولُ !
.
إذا سيدٌ منا خلا قام سيدُ
علينا حَريباً يستبي و يقيِّد
له من رؤوس الشعب صرحٌ مشيَّدُ
قؤول لما قال الكرام فعولُ
.
وما أخمدت نار لنا دون طارق ِ
ولا أوصِدت أبوابُنا دون سارق ِ
ولا نستحي من رفع بيض البيارق ِ
ولا ذمّنا في النازلين نزيلُ
.
وأيامنا مشهورة في عدونا
فما أرضنا حلٌّ له دون جوِّنا
نخيفُ سراياهم بصورةِ بوِّنا
لها غررٌ معلومةٌ وحُجولُ
.
وأسيافنا في كل شرق ومغربِ
على وسط لصٍّ أو بكفِّ مهرِّبِ
وسوءاتُنا اللهم صلِّ على النبي
بها من قراع الدارعين فلولُ
.
معوَّدةٌ أن لا تُسلّ نصالُها
على حِر ِ أنثى أو يشقَّ مبالُها
ولا تُنتضى يوم الهياج ِ طوالُها
فتغمد حتى ستباح قبيلُ
.
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهمُ
ولا تهمسي من بابَةِ الهزء من همُ
هم فاعلمي ضرب من الناس مبهَمُ
فليس سواء عالمٌ وجهولُ
.
فإن بني الريان قطبٌ لقومهمْ
وكلُّ بقاع الأرض مَرعى لسوْمهمْ
وكلُّ ابن أنثى غيرهم ليس بالمُهِمْ
تدور رحاهم حولهم وتجولُ

الأحد، سبتمبر 09، 2012

المــــــــــوت - كامل الشناوي

شبح يمر . . ومانراه         ونظل نفزع من لقاه ! 
غمر الوجود بظلمه         وعدت على الدنيا يداه 
هو سيف جبارٍ               أباد العالمين وما كفاه 
هو كأس سم فى النفوس      زعافها لا فى الشفاه 
كل سيشربها فلا                حذر يفيد ولا انتباه 
يا قلب قل لى ما الزمان      وما تؤمل من رضاه 
وعلام تفرح بالحياة       وأنت من صرعى الحياة 
أو ليس آخر ما سنسمع          عنك أصوات النعاه ؟

رسائل قصيرة - محمد سيد عمار


( إلى الصمت )
إليك
يا أيها السلطانُ في هذا الوطن
يا أيها الملكُ المتوجُ
فوق أشلاءِ الكلامْ
بعد التحيةِ والصلاةِ
على مقامكَ والسلامْ
أشكو إليكَ حديثَ نفسي
في المنامْ
أشكو إليك تفكري في أمرِ
ذا العصرِ الهمامْ
أشكو إليك توجعي
من دفن رأسي كالنعامْ
بالله يا مولاي هل أخبرتني
هل هذه الأعراض أعراض الكلامْ ؟
( إلى محمد الدرة ) 
لأنك أطهر من في الزمانِ الدنسْ
وأجمل من في الزمان القبيحْ
فراشٌ يطير على كل دربٍ
فلا يستريحْ 
وصرحٌ صغيرٌ من الأغنياتِ
فسيحٌ فسيحْ
ودرةُ أرضٍ تكيل القذارةَ
 كيلاً صريحْ
لأنك أنت الهجاءُ الوحيدُ
بهذا الزمانِ الشجي المديحْ
لأنك أنت الجبالُ الرواسي
 وبعضُ الملوكِ فراغٌ وريحْ 
ستصبح بين الرفاقِ الذينَ 
يبيعون لحمَكَ ، كبشاً ذبيحْ 
وتصبح عند الذين يمصون 
تلك الشفاه الحزينةَ وجهاً مليحْ 
وتصبح عند الدراويشِ نذراً 
فأنت الوليُّ وأنت الضريحْ 
وتصبح عند قضاةِ الزمانِ 
دليلاً جديداً على عدلِ هذا 
الزمانِ الكسيحْ 
دليلاً جديداً لعصرِ الصليبِ 
وعصرِ المسيحْ 
 
( إلى شارون )
كما أنت كنْ 
جريئاً وحطم هذا الشغبْ 
ولا تستجبْ 
لهذا النباحِ بأرضِ العربْ 
لمن يعشقون قشورَِ السلامِ 
لتجميلِ وجهِ النضالِ الكذبْ 
ولا تستجبْ 
لمن حرروا أرضنا بالطربْ 
ومن أرغموك على الانحناء ببعضِ الخُطبْ
ولا تستجبْ 
لمن يلبسون النعالَ الذهبْ 
وبين الشعوبِ كثيرون من أصدقاءِ الكُربْ
أولئكَ من يطعمون الحطبْ 
ومن يرقدونَ بجوفِ اللهبْ 
فلا تستجبْ 
لمن يعلنون ألا قتالَ 
وألا نزال 
وأن المدائنَ تحت الطلبْ 
أولئك من يلعنونَ الجهادَ 
وعند القتالِ 
تكونُ الشهورُ جميعاً رجبْ 
فلا تستجبْ 
لأنك أنت انتقامُ الإلهِ 
وأنت الغضبْ 
لأنك سيفُ الدمارِِ الوحيدُ 
وباقي السيوفِ سيوفٌ خشبْ
( إلى الأقصى )
 لله من قُتلوا ، ولنا الحجارةْ 
ولك القداسةُ يا شعاعَ اللهِ 
في أرض الطهارةْ 
لا تبتئسْ 
إن الجواهرَ قد تخالطها القذارةْ 
لا تبتئسْ 
إن الحرائرَ قد يلدنْ فوارساً 
بين التخنثِ والدعارةْ 
لا تبتئسْ 
إن الدماءَ إذا همتْ 
ستعيدُ للوجهِ النضارةْ 
إن الشموعِ إذا خبتْ 
ستعيدُ للقلبِ الجسارةْ 
إن الجسوم إذا هوتْ 
ستعيد للوطنِ انتصارهْ 
وتقيمُ للسيفِ انكسارهْ 
فلك القداسةُ يا شعاعَ اللهِ 
في الأرضِ التي قد بُوركتْ 
ولمن يبيعك هذه النيرانُ تغلى في الصدورِِ
فتنجلي في الكفِ 
آلافُ الحجارةْ .

الثلاثاء، سبتمبر 04، 2012

الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري

المؤلف هو الحسن بن عبدالله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري أبو هلال الشاعر الناثر الأديب الفقيه.
وُصِف بالعلم والعفة.  
له كثير من المصنفات وقد عد بروكمان من مؤلفاته أربعة وعشرين مؤلفا منها جمهرة الأمثال وكتاب الصناعتين وكتاب الزواجر والمواعظ وديوان المعاني وكتاب النوادر في العربية وتفسير القرآن وكتاب الفروق اللغوية.
وقد قسم أبو هلال العسكري كتابه إلى ثلاثين بابا. قدم له بمقدمة ذكر فيها الشاهد على اختلاف العبارات والأسماء يوجب معنى اختلاف المعاني في كل لغة.
فالكتاب يتناول ظاهرة الترادف والفرق بين والمعاني.
وقد جاء أسلوبه مشتملا على مافيه الكفاية به من غير إطالة ولاتقصير ، تاركا الغريب الذي يقل تداوله.
وتناول ثلاثة مجالات :
• مايعرض منه في كتاب الله تعالى.
• مايجري في ألفاظ الفقهاء والمتكلمين.
• مايدور بين الناس من محاورات.

مساور بن هند

هو مساور بن هند بن قيس بن زهير العبسى ، شاعر معمر .

قيل: ولد في حرب داحس والغبراء قبل الإسلام بنحو خمسين عاما ، وعاش إلى أيام الحجاج ، وكان أعور .

قال المرزبانى: هو من المتقدمين في الاسلام ، هو و أبوه و جده أشراف من بني عبس ، شعراء ، فرسان .

وقال البغدادي: كان يهاجى المرار الفقعسى .
وأورد له أبياتا رقيقة في هجاء بني أسد .

 قال الشاعر:
شَقِيَت بَنُو أَسَدِ بِشِعْرِ مُسَاوِرِ
        إِنَّ الشَّقِىَّ بكُلِّ حَبْل يُخْنَقُ

كان جده قيس مشهورا في الجاهلية ولا سيما في حرب داحس والغبراء ذكر الأصمعي ما يدل على أن له إدراكًا فحكى عن أبي طفيلة قال وكان نحو أبي عمرو بن العلاء في السن قال حدثني من رأى مساور بن هند ولد في حرب داحس قبل الإسلام بخمسين عاما وذكره المرزباني في معجم الشعراء وذكر له قصة مع عبد الملك وفي حكاية الأصمعي أنه لما عمر صغرت عيناه وعظمت أذناه فجعلوه في بيت صغير ووكلوا به امرأة فرأى ذات يوم غفلة فخرج فجلس في وسط البيت وكوم كومة من تراب ثم أخذ بعرتين فقال هذه فلانة وهذه فلانة لفرسين كان يعرفهما ثم أرسلهما من رأس الكوم ثم نظر فقال سبقت فلانة ثم أحس بالمرأة فقام فهرب وقال الأصمعي وبلغني أنه أتي به الحجاج فقال له ما كنت تصنع بقول الشعر قال كنت أسقي به الماء وأرعى به الكلأ وقال المرزباني كان أعور وهو من المتقدمين في الإسلام وهو وأبوه وجده أشراف من بني عبس شعراء فرسان .

الاثنين، سبتمبر 03، 2012

أبو علقمة والطبيب

 دخل أبو علقمة النحوي على طبيب فقال له: أمتع الله بك، إني أكلت من لحوم هذه الجوازل، فطسئت طسأة فأصابني وجع ما بين الوابلة إلى دأية العنق، فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الخلب والشراسيف، فهل عندك دواء لي؟

فقال الطبيب: نعم، خذ خربقاً وشلفقاً وشربقاً فزهزقه وزقزقه واغسله واشربه.

قال أبو علقمة: ما فهمت ما قلت!

قال الطبيب: ولا أنا فهمت ما قلت!

أبيـــــــات أعجبتني

 أني أحبكِ عندما تبكينا
       وأحِب وجهكِ غائماً وحزينا
الحزن يصهرنا معاً و يذيبنا
      من حيث لا أدري ولا تدرينا
 تلكَ الدمُوع الهامياتِ أحبها
       وأحِب خلف سقوطِها تشرينا
بعضُ النِساء وجوهُهن جميلةٍ
         و تصيرُ أجمل عندما يبكينا

                      نزار قباني

أمام حجرة عائشة - عبد الرحمن العشماوي

حَصانٌ - أيها الأعمى - رَزانُ
          يُشيرُ إلى فضائلها البَنانُ
رآها المجدُ أوَّلَ ما رآها
          مُبجلةً لها في الخير شَانُ
ترى فيها البراءةُ مبتغاها
         ويعجَبُ مِن بلاغَتها البيانُ
لها في قلبِ خيرِ الناس حُبٌّ
          تضلَّع من منابعهِ الجَنانُ
سرى في الأُفْقِ منهُ شذاهُ حتَّى
           تعطَّرَتِ الغمائمُ والعنانُ
حبيبةُ قلبهِ روحاً وعقلاً
    أحاطَ بها من الهادِي الحَنانُ
لقد شهدَت بحبِّهما البَرايا
     وطارَ بذكرِهِ الحَسَنِ الزمانُ
حبيبةُ سيِّدِ الأبرار أهدَى
      إليها الحبَّ فارتفعَ المكانُ
و أمُّ المؤمنين بأمرِ ربِّي
        وتلكَ أُمومةٌ فينا تُصانُ
لها من طِيبِ مَحتدِها شموخٌ
           به تأريخُ أمَّتنا يُزانُ

             ♦ ♦ ♦

لقَد أعلى رَسولُ الله قدراً
      لعائشَ، فاستقرَّ لها الكيانُ
وعن جبريلَ أقرأَها سلاماً
   فقُل لي: كيفَ ينفلت العنانُ؟!

ويبقى الحنين - جمال عبد الرحيم

و يبقى الحنين

و رغم السكون

و رغم الغيوم

و رغم الأحبة و الراحلين

سيبقى الحنين

تدوس المآسي على بسمتي

و تقطف زهراً على الوجنتين

سقته السنين

تغني الليالي

نشيد الفناء

و تعزف لحناً مع العازفين

و رغم الليالي

و رغم السواد

و رغم سنين عمري

و رغم الأنين

سيبقى الحنين

لضحكة طفلي

أبيـــــــات أعجبتني

قال المتنبي:

هام الفؤاد بأعرابية سكنت
       بيتاً من القلب لم تمدد له طنبا
مظلومة القد في تشبيهه غصناً
     مظلومة الريق في تشبيهه ضربا
بيضاء تطمع في ما تحت حلتها
     وعـز ذلك مطلـــوبا إذا طلبــــا
كأنها الشمس يعيي كف قابضه
       شعاعها ويراه الطرف مقتربا

السبت، سبتمبر 01، 2012

إِذا عَزَّ أَخُوكَ فَهُنْ - مثل

        إِذا عَزَّ أَخُوكَ فَهُنْ

قال أبو عبيد‏:‏ معناه مُيَاسَرتَكُ صديقَك ليست بضَيْم يركبك منه فتدخلك الحميَّة به، إنما هو حسن خلُق وتفضّل، فإذا عاسَرَك فياسره‏.‏

وكان المفضل يقول‏:‏ إن المثل لهُذَيل ابن هُبَيرة التَّغْلبي، وكان أغار على بني ضبة فغنم فأقبل بالغنائم، فقال له أصحابه‏:‏ اقْسِمْهَا بيننا، فقال‏:‏ إني أخاف إن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب، فأبوا، فعندها قال‏:‏ إذا عزَّ أخوك فهُنْ، ثم نزل فقسم بينهم الغنائم، وينشد لابن أحمر‏:‏

دَبَبْتُ له الضَّرَاء وقُلْتُ‏:‏ أبْقَى
            إذا عَزَّ ابنُ عمك أنْ تَهُونَا

من روائـــع الإجـــــــازات

قال عمارة اليمني الشاعر في كتابه في شعراء اليمن: إن الفقيه أبا العباس أحمد بن محمد الآبي حدثه، قال: أذكر ليلة وأنا أمشي مع الأديب أبي بكر العدني على ساحل عدن، وقد تشاغلت عن الحديث معه، فقال لي: في أي شيء أنت تفكر؟ فقلت: في بيت عملته، وهو:

وأنظر البدر مرتاحاً لرؤيته
        لعل طرف الذي أهواه ينظره

فقال: لمن هذا البيت؟ فقلت: لي، فأنشد مرتجلاً:

يا راقد الليل بالإسكندرية لي
  من يسهر الليل وجداً حين أسهره

ألاحظ النوم تذكاراً لطلعته ... وإن جرى دمع أجفاني تذكره

قيــــــــــــل في الزيــــــــارة

قال العباس بن الأحنف:

يقرِّب الشَّوق داراً وهي نازحةٌ
  من عالج الشَّوق لم يستبعد الدَّارا
أزوركم لا أكافئكم بجفوتكم
      إنَّ المحبَّ إذا لم يستزر زارا

وقال الأحوص:

وماكنت زوَّاراً ولكنَّ ذا الهوى
       إذا لم يزر لا بدَّ أن سيزور
أزور على أن لست أفقد كلَّما
          أتيت عدوَّاً بالبنان يشير

وقال آخر:

فإنَّي لزوَّارٌ لمن لا يزورني
       إذا لم يكن في ودِّه بمريب
ومستقربٌ دار الحبيب وإن نأت
      وما دار من أبغضته بقريب

وقال آخر:

رأيت تباعد الإخوان قرباً
     إذا اشتملت على الودِّ القلوب
وليس يواصل الإلمام إلاَّ
           ضنينٌ في مودَّته مريب

وقال إبراهيم بن العباس الصولي:

دنت بأناسٍ من تناءٍ زيارةٌ
      وشطَّ بليلى عن دنوٍ مزارها
وإنَّ مقيماتٍ بمنقطع الِّلوى
    لأقرب من ليلى وهاتيك دارها

طوق الحمامة : لابن حزم الأندلسي

المؤلف هو أبو محمد علي بن حزم الأندلسي ولد بقرطبة سنة 384 هـ
قال الإمام الذهبي عنه : كان ينهض بعلوم جمة ، ويجيد النقل ويحسن النظم والنثر ، وفيه دين وخير ومقاصد جميلة ومصنفاته مفيدة. لزم منزله مكبا على العلم وقد أثنى عليه قبلنا الكبار.
وقال عنه أبو القاسم صاعد بن أحمد : كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام ، وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان ووفور حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار.    
له الكثير من المصنفات قال ابنه الفضل أنه احتمع عنده بخط أبيه من تواليفه أربعمائة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف صفحة.
كتب ابن حزم "طوق الحمامة " وهو في منفاه لرغبة صديق من العلماء.
 لَمْ يعرف التاريخ رجلا كتب في الحب وأحوال العشاق بمثل تلك الرقة والعذوبة والصراحة في الوقت نفسه كانت الأندلس تفيض بالاضطرابات والتفكك السياسي والاجتماعي.
 وقد رتب ابن حزم كتابه على ثلاثين بابا منها في أصول الحب عشرة ، ومنها في أعراض الحب وصفاته المحمودة والمذمومة اثنا عشر بابا. ومنها ستة أبواب في الآفات الداخلة على الحب، ومنها بابان ختم هما " باب الكلام في قبيح المعصية " و "باب في فضل التعفف".
وقد ضمن كتابه الكثير من أبيات الشعر وأورد بعض مصطلحات الفلسفة والمنطق واهتم بالعلل والمقدمات والنتائج وأورد أيضا بعض المصطلحات الدينية والفقهية.  
ويشير ابن حزم في كتابه إلى بعض الحوادث التاريخية التي شهدتها الأندلس حيث مزقتها إلى دويلات صغيرة.

أجرى جواد كان للعرب

أجرى جواد كان للعرب أعوج، الذي يضرب به المثل، وهو فحل كريم، كان لبني هلال بن عامر، وأنه قيل لصاحبه: ما رأيت من شدة عدوه؟ فقال: ضللت في باديةٍ وأنا راكبه، فرأيت سرباً من القطا يقصد الماء، فتبعته وأنا أغض من لجامه، حتى توافينا الماء دفعة واحدة.
وهذا أغرب شيءٍ يكون؛ فإن القطا شديدة الطيران، وإذا قصد الماء اشتد طيرانه أكثر من غير الماء. وأغرب من ذلك قوله: كنت أغض من لجامه، ولولا ذلك كان يسبق القطا، وهذه مبالغة عظيمة.
وإنما قيل له أعوج؛ لأنه كان صغيراً، وقد جاءتهم غارة فهربوا منها، وطرحوه في خرج، وحملوه لعدم قدرته على متابعتهم لصغره، فاعوج ظهره من ذلك، فقيل له: أعوج.