المشــــــــــــاهدات

السبت، أبريل 21، 2012

نهاية الأرب في فنون العرب : للنويري

المؤلف هو شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب المعروف بالنويري لولادته في قرية نويرة في مصر. 
كان النويري يشغل مناصب إدارية في عهد الملك الناصر بن قلاون ، ارتبط بالتجارة لكنه نبذها وراء ظهره وعكف على صناعة الآداب وظل عاكفا على الدرس والطلب. 
يقول عن ذلك :" ثم نبذتها وراء ظهري (أي أعماله ) ، وعزمت على تركها في سري وجهري ، وسألت الله تعالى الغُنْية عنها ، وتضرعت إليه فيما هو خير منها ورغبت في صناعة الآداب ، وتعلقت بأهدابها وانتظمت في سلك أربابها ، فرأيت غرضي لايتم بتلقيها من أفواه الفضلاء شفاها ، وموردي منها لايصفو مالم أجرد العزم سفاها ، فامتطيت جواد المطالعة ، وركضت في ميدان المراجعة ، وحيث ذل لي مركبها ، وصفا لي مشربها ، وآثرت أن أجرد منها كتابا أستأنس به وأرجع إليه ، وأعول فيما يعرض علي من المهمات عليه ". 
فكتاب نهاية الأرب هو مثال لتطور التصنيف والتبويب في تلك الفترة ، فهو لم يكتف بتقسيم محتوى كتابه إلى موضوعات رئيسة بل قسمه إلى خمسة فنون وجعل في كل فن خمسة أقسام ، ثم جعل في كل قسم موضوعات لم يتقيد فيها بعدد معين. 
ومن الفنون التي تناولها : السماء وتدرج في هذا القسم بالبحث في السماء ومافيها من طبقات وأفلاك وملائكة وسحب وصواعق ثم الأرض وطبيعتها. 
والفن الثاني عن الإنسان ثم الفن الثالث عن الحيوان ثم الفن الرابع عن النبات والفن الأخير كان عن التاريخ.  
وقد ضمن كتابه آيات من القرآن وأحاديث نبوية وأمثال وأشعار. 
ويعد كتاب نهاية الأرب بحق حصيلة الثقافة في عصر النويري ، فضلا على أنه يمدنا بمعلومات وافرة في شتى النواحي ، يطلعنا على الثقافة العامة والخاصة في عصره ، كما يشير إلى أي حد وصل الامتزاج بين الثقافتين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق