المشــــــــــــاهدات

الأحد، يونيو 03، 2012

في ضباب التأمل - فدوى طوقان

في ليلة مجنونة الإعصار ، ثائرة مثيرة 
تتراقص الأشباح فيها خلف نافذتي الصغيرة
ألقيت فوق وسادتي آلام روحٍ مثقلٍ 
مصدومة شاردة أقلب في الظلام كتاب عمري
صور ، وأطياف كئيبات ، تلوّن كل سطر 
فهنا خيال شاحب لم ترحم الدنيا ذبوله 
هذا خيال طفولة لم تدر ما مرح الطفولة 
وهنا صباّ عضّت عليه قيود سجنٍ واضطهاد
باكٍ ، ذوت أيامه خلف انطواء وانفراد . . 
وهنا شباب ما يزال يجوس قفراً بعد قفر 
متحرّق أبدا إلى شيء . . إلى ما لست أدري ! . . 
تغدوه فوق دخانها متعطشاً يقفو السرابا
أحلامه الحيرى معلقّة بأفلاك الغيوم 
ستظل أحلاماً عطاشى ، تائهات في السديم
وهناك عن قمم النزوع ؛ هناك عن قمم الطموح
دنيا منىً ، وبروج آمال تهاوت للسفوح . . 
وتململت بقفار قلبي ، في فراغ توحدّي 
نفسٌ تسائل نفسها في حيرة وتردّد : 
لم جئت للدنيا ؟ أجئت لغاية هي فوق ظني ؟ 
املأت في الدنيا فراغا خافياً في الغيب عني ؟ 
أيحس هذا الكون نقصاً حينما أخلي مكاني ؟! 
وأروح لم أخلف ورائي فيه جزءاً من كياني؟!
إن كان غيري في وجودهم امتداد للوجود 
صورٌ ستبقى منهم يحيون فيها من جديد . . 
فانا سأمضي ، لم أصب هدفاً ولا حققّت غاية ! 
عمر نهايته خواء فارغ . . مثل البداية ! 
هذي حياتي ، خيبة وتمزّقٌ يجتاح ذاتي 
هذي حياتي ، فيم أحياها ؟ وما معنى حياتي؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق