المشــــــــــــاهدات

الخميس، يونيو 28، 2012

حكاية في ليل ٍبهي .. يحيى السماوي 

لـيـلٌ حِجابُـك حول وجهِـك قـد سَـجـا
سُـبحان َمَـنْ جَمَعَ الـضياءَ مع الـدُّجى

جَـلـسـا معا : لـيـلٌ وصـبـحٌ مُــشـمِــسٌ
فــكــأن ّبـــدرا ًبـالــظــلام ِ تــبــرَّجَــا

ومَـشـتْ .. فـقـلتُ ربابـة ٌتـمـشي عـلى
صـدري .. فـحُـقَّ لخافـقـي أنْ يـهـزجـا

وتـثـاقـلـتْ في خـطـوِهـا لا مِـن ضـنىً
فـودَدتُ لـو كـانـتْ ضـلوعــيَ هـودَجـا
 
لا صَـقـتـُهـا خطوي .. وأجْلـَسَـنا مـعـا ً
حظ ٌّمكانا ًفي "الشُـبَـيكة " مُـسْـرَجا
 
فــاسْــتـَـنْـفَـرَتْ بُــقـيــا شَــبـاب ٍآفِــل ٍ
قـد كان يـومـا بـا لـهُـيـام ِ مُـضـرَّجـا

واسْـــتـَدْرَجَـتـنـي فِــتــنـة ٌوحــشــيَّـة ٌ
ألـفـيْـتُ قـلــبــي نحـوهـا مُـسْـتـَـدرَجـا

نَـشَـرَتْ سَـحابة َعـطرِها فـتـنـفَّـسَـتْ
روحي عـبيرا ً يـسـتـبيحُ ذوي الحِجـا
 
مَــرَّتْ لـُحَـَـيـظــاتٌ وكـل ٌّ يـرتـجـي
مـن صَـمـتِـه نحـوَ الـتحدُّث ِمَـخـرَجا

حَــيَّـيـتُـهــا ... وزعَـمْـتُ أنـي تــائِـه ٌ
ضـل ّالطـريـقَ وقـد أضاع الـمُـلتـَجـا

رَدَّتْ بـمِـثـل ِ تـحـيَّـتـي ... لـكـنـَّهـــا
زادتْ عــلـيـهــا رِقـَّـة ً وتـغــنـُّـجـــا

ضَحِكـتْ وشَـعَّ العـشـبُ في أحداقِهـا
حتى ظننـتُ الـلـيـلَ حـقـلا ً مُـبْـهِـجـا

واسْـتـَظرفتْ آهـا ً يُخـالِـطُ جَـمـرَهـا
مـاءٌ وهـمـســـا ًكــادَ أنْ يـتـَهَــدَّجــا

سـألَ الغريبُ غـريبة ً ـ قالـتْ ـ وقـد
لـثغَـتْ بـ" راءِ " فـم ٍ أذابَ وأثـلجـا:

جِـئـنـا إلى حَـجّ ٍ وأوشـكَ جَـمْـعُـنـا
عَـودا ً.. فـقـد شـدَّ الركابَ وأرتجا

أزِفَ الرحـيـلُ إلى الـشـآم ِ فأهـلـنـا
قــد هَـيّـأوا زادا ً لــنـا وبـنـفـسَــجـا

فـأجَـبـتـهــا ـ وأنـا أمَــسِّــدُ كـفَّـهــا
تـمـسـيـدَ قـمّـاش ٍ تـأمَّـلَ مَـنـسَـجـا :

شـاميَّـة ٌ ؟ مَـلـكَ الـقـلوبَ جَـمـالكم
يــامــا أذلَّ مُـكـابــرا ً ومُـدَجَّـجـا !!

مـا بيننا قـُربـى الـفـرات ِ وجـيـرة ٌ
وجذورُ أنساب ٍ وغربة ُ مَنْ شـَجـا

لـلـجـار ِ حَـق ٌّ والـقــرابـةِ مِــثـلـُه ُ
أنـعِـمْ بـمَنْ حـقـا ً يـصونُ ومنهَجـا

فـتَـوَهَّـجَ الـتـفـاحُ فـي وجَـنـاتِـهــا
خـَجَلا ً يُـزيـدُ من الجمال ِ توهُّـجا

واهْـتـَزَّ عصفـوران ِ تحتَ عـباءة ٍ
عَـبَـثـتْ بها ريحُ الصَّـبا فَـترَجْرَجا

وعلى مَـرايا الجيدِ ـ فـرطَ نعومة ٍ ـ
نظري إلى النحر ِ المضيء تدَحْرَجا

زمَّـتْ عـباءتها .. وأحـسَــبُ أنهـا
زمَّـتْ على عـينيَّ جـفـنـا ً أهـوَجـا

واسْتحْكمَتْ شِـقَّ القميصِ وأسْدَلتْ
شـالا ً بـلون ِ المقـلـتـيـن ِ مُـزجّجـا

قـالتْ وكان الفجـرُ بـدءَ طـلـوعِـه ِ:
بـغـد ٍ سـنـرحـلُ قبل ميعاد ِ الـدجى

فـاطرقْ بلادَ الشـامِ حيث ُعشيرتي
وأبي إذا كـنـتُ الـمُـنى والمـُرتجى

عَـرِّجْ عـلـيـنـا لـيـلـة ً وصَـبـيـحَـة ً
وارجَعْ بـقـلـبي ـ لا يَديَّ ـ مُـتـوَّجـا

أو كنتَ تـلهـو فـاعْـلـمَـنَّ : قـُرُنفلي
يـغـدو إذا رِمْـتَ الـغِـوايَة َ عَوسَجا

ويصيرُ جمرا ً نـفحُ ورد ِ حدائـقي
ونـسـيـمُ شـطـآني لظىً مُـتـأجِّـجـا

عَـرِّجْ تـجـدْ أهــلا ً ودارَ مـحَـبَّـة ٍ
قـد فـازَ مَـنْ رامَ الحبيـبَ فـعَـرَّجا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق