المشــــــــــــاهدات

الأربعاء، يونيو 20، 2012

النمـــــيري يتلقى الضربة القاضية


لما قال النُّميري :

يا صاحِبيّ دنا الرّواح فسِيرا
     غَلَبَ الفَرَزْدَقُ في الهجاءِ جريرا

دعا جرير بعض أصحابه، وقال: اكتب عنِّي:

أقلِّي اللومَ عاذلَ والعِتابا
        وقولي إنْ أصبتُ لقد أصابا

قال كاتبه: فكتبت وهو يفكر فأخذتني سِنَةٌ فصاح ووثب فكاد رأسه يُصيب السقف، وقال : اكتب، فوالله أخريتُه ولن يُفلح بعدها أبداً :

فغُضّ الطرفَ إنَّك من نُمَيْرٍ
              فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا
وكنتَ متى نزلتَ بدارِ قوْمٍ
           رحلتَ بخِزْيةٍ وتركتَ عابا

فما أفلح النميري بعدها وخرج هارباً إلى البادية فما اجتاز بحيٍّ من أحياء العرب إلا وقد سبقه الهجاء إليه، ولمَّا ورد حيّ قومه قالوا: بئسما جئتنا به، ومن هذه الأبيات يهجو أُمَّ النميري:

لها وَضَحٌ بجانب اسْكتيها
          كعنفقةِ الفرزْدَقِ حينَ شابا

قال ابن الفرزدق: كنت مع أبي في مربد البصرة وجرير ينشد هذه الأبيات فلما انتهى إلى قوله: لها وَضَحٌ، غطَّى أبي وجهه وولَّى، فأنشد جرير: كعنفقة الفرزدق البيت فقال أبي : قاتلك الله، والله إني عرفت أنه لا يقول غيرها ولقد غطَّيت وجهي فما أغناني.

هناك تعليق واحد: