المشــــــــــــاهدات

السبت، يونيو 16، 2012

شـــــــــــــــادي - سليمان الطويهر


شادي

طفلٌ صغيرٌ جاءَ للحياة ِ..

كي يقاتلْ ..

و كي يموتَ في الوغَى ..

بِلا تخاذلْ ..

فقد أتاها دونما بكاء!

بل “شادياً ” ..

كأحزنِ البلابلْ !!
  
**
 
قد شبّ دون أن يرى أباً له سـُجِـن..

في أبشع المعاقلْ ..

بتهمة الدفاع عن بنيهِ ..

بأنهُ ..

عن عرضه يقاتلْ ..

وأنه ..

عن أرضه يناضلْ !!
 
**
 
طفلٌ صغيرٌ أمه حكاية..

قد عُلـِّقَت في أسقفِ المنازلْ ..

في الحي ..

في موطنٍ جريحْ ..

- وأين هي ؟!

- مضت برفقة القوافلْ .

- متى تعود ؟!

- أوّاه يا صغيري .. لن تعود !!

- وما هي القوافل ؟!

- قوافل الشهادة ..

- إذن ..طواها الموت في خفوت..

- إن الشهيد ياصغيري لايموت ..

لكنه يطير في الجنانْ ..

في حوصلات الطير في أمان

وخالداً..

مخلداً..

في أجمل الخمائلْ..

- طمعتُ في الخلود يا عمّاه ..

إلى اللقا في تلكما الجنان..

وخبـّر الجميع أني راحلْ !!
 
**
 
طفلٌ صغيرٌ جاوزَ الجموعَ والجحافلْ ..

وجاوز التفتيشَ في المداخلْ ..

ودونما هويّةٍ ..

ودونما تحايلْ ..

فلم يكن في كفـّه حجارة !!

ولم يكن في جيبه قنابلْ !!

 **

تغلغل الصغير في الحشود ..

توسط اليهود ..

في مَجْمَعٍ تفرّش الرذائلْ ..

وحينما تنفـّس الزبائلْ ..

استل صوته الصغير ..

” الكل منكم يا بني صهيون زائلْ ..”

أعادها..

و زادها..

وحينها..

.

.

 تفجّـر ..

.

.

كأعنف القنابلْ!

.

.

فقـُـتـِّلوا ..

وجـُـرِّحوا ..

.

.

وقد حكى إعلامهم :

“بأنها من أعنفِ الوسائلْ !!”

.

وفي ذهولٍ ..

أسرف الجنود في التساؤلْ ..

كعادة اليهود في المسائلْ ..

” وكيف ذاك ؟!

فلم يكن في كفـِّه حجارة..

ولم يكن في جيبه قنابل !!! “

 
**

طفلٌ صغيرٌ كان في الحياة..

أشلاؤه تناثرت..

على الرغيف، والرصيف، والشراب، والكتاب..

وخاطبت يهود:

يا أخوة الخنزير والقرود ..

يا من أمنتم في أسرّة التفاؤلْ !!

فلتحذروا ..

فإن في الحنايا .. كالفؤاد ..

لكنه ترسانة المقاتلْ !!

سينفجرْ ..

لسحقكم ..

وطمسكم ..

من الوجود ..

ولو تأخر الزمان..

فالكل منكم يا بني صهيون زائلْ ..

الكل منكم يا بني صهيون زائلْ ..!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق