المشــــــــــــاهدات

الاثنين، يونيو 18، 2012

محمد صلى الله عليه وسلم

حينما يذكر اسم محمدٍ عليه الصلاة والسلام تتألَّق لُغَة الشموخ " :

مقامُ المصطفى أعلى مقامِ هنالك عند خَلَّاقِ الأنامِ

خِتَامُ الأنبياءِ أتى بشيراً جديراً بالنُّبوَّة والخِتامِ

أتى بشريعةِ الإسلام ديناً تميَّز بالكمالِ و بالتَّمامِ

فَدَيْتُ المصطفى قلباً محباً وروحاً ترْتقي رُتَبَ التَّسامي

إلى الثَّقلين أُرْسِلَ فهو رَمْزٌ لإيمانٍ وصِدْقٍ والتزامِ

أخو جبريلَ ، حين أَتَاهُ وحيٌ وحَسْبُكَ بالأُخُوَّةِ للكِرامِ

تلاقى مُرْسَلٌ و أَمِينُ وحيٍ على ترتيل آياتٍ عِظَامِ

فلا تسألْ عن الآفاقِ لمَّا تشرَّبتِ البليغَ من الكلامِ

ولا تسألْ عن الأمطار لمَّا أثارَ هطولها شَغَفَ الثَّمامِ

ولا تسألْ عن الأَنهار لمَّا تشرَّبَ ماءَها وُجْدانُ ظامي

تَرَفَّعتِ الحياةُ عن الدنايا بِبَعْثتِه ، وعن سوءِ النِّظامِ

لقد بُعِثَ الرسولُ لنا ضياءً يفرِّق ما تراكم من ظلامِ

فبدَّدَ نُورُه ظَلْماءَ كُفْرٍ وجلَّى ما تكاتفَ من قَتَامِ

وأَسْرَجَ خيلَ إِيمانٍ وهَدْيٍ فكانَ صَهيلُها لحنَ السَّلامِ

وكان صَدَى حوافِرِها نشيداً به يُشْفى المريضُ من السَّقَامِ

شواهدُه بمكةَ قائماتٌ نواطقُ بين زَمْزَمَ والمَقَامِ

وعندَ حِرَاءَ منه لنا حديثٌ يذكِّرُنا بموقفِه العِصَامي

وفي الحَجَرِ المباركِ منه رَمْزٌ أراح الناسَ من وَهَجِ الصِّدامِ

وفي صَحْن المَطَافِ نرى خُطَاهُ نُجومَ الخير تَلْمَعُ في الزِّحامِ

غَضِبْتُ له من الجهلاءِ لمَّا أراهم يَهْذِرُونَ بلا لجامِ

ويَنْفَلِتُونَ في طُرُق التَّجَنِّي بلا قَيْدٍ يَصُدُّ ولا زِمَامِ

مَنَابِتُ فكرِهم مُسْتَنْقَعَاتٌ ويَنْتَقِصُونَ من قَطْرِ الغَمامِ

إذا أَمِنَ العقوبةَ مستهينٌ بدين الله أَوْغَلَ في التَّعامي !!

وبالَغَ في التجاوزِ والتَّجَنِّي وفي سوء التَّعامُل والخِصَامِ

سَكَتْنا عن ذَوي الإلحادِ دَهْراً فجاؤوا في الشريعةِ بالطَّوامِ !!

أَسَأَلوا حِبْرَهم سُمَّاً زُعافاً يسمِّم فِكْرَ بنتٍ أو غُلامِ

فكيف نريدُ أنْ يصفو شرابٌ ونَلْقَى ما يَطيبُ من الطَّعامِ؟؟

أَلاَ بُعْدَاً ، وبُعْداً ثُمَّ بُعْداً لمن يرمي النُّبوَّةَ بالسِّهامِ

عَجِبْتُ له ، أليس لديه وَعْيٌ بما اقْتَرَفَتْ يَدَاهُ من الآثامِ

بَرِئْنَا من سَفَاهتِه وعُذْنا بربِّ الكون من سوءِ الخِتَامِ

لخيرِ الأَنْبِيَاءِ نَسَجْتُ شعري ثياباً من وفائي والْتزامي

و أَرْسَلْتُ الصَّلاةَ عليه نَبْضَاً يَفيضُ به سروري وابتسامي

تَوَارَثْنا الصلاةَ عليه يلاً فجيلاً ، بعد أَجيالٍ كِرَامِ

هنا لُغَةُ الشُّموخِ فلا مكانٌ هنا لحروفِ ذُلٍّ وانهزامِ

عبدالرحمن العشماوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق