المشــــــــــــاهدات

الخميس، يونيو 28، 2012

ثلاث فتيات يحتكمن إلى حاج


من الطرائف الادبية التي وردت في كتاب (مصارع العشاق لابن السراج القارئ) حكاية وردت في الجزء الاول صفحة (250) تحت عنوان (الاخوات الثلاث) ذكر فيها ان رجلا من اهل البادية خرج حاجا، فبينما هو قد نزل تحت سرحةٍ وهي شجرة وارفة الظل، بين المدينة ومكة وجد كتابا معلقا في السرحة فيه: بسم الله الرحمن الرحيم .. ايها الحاج القاصد بيت الله الحرام ان ثلاث اخوات فتيات خلون يوما، فبحن بهواهن وذكرن اشجانهن فقالت الكبرى:

عجبت له أن زار في النوم مضجعي
                     ولو زارني مستيقظا كان أعجبا

وقالت الوسطى:

وما زارني في النوم إلا خياله
                      فقلت له: اهلاً وسهلاً ومرحبا

وقالت الصغرى:

بنفسي وأهلي من أرى كل ليلة
                  ضجيعي ورياه من المسك أطيبا

وفي اسفل الكتاب المعلق:
رحم الله من نظر في كتابنا هذا وقضى بيننا بالحق ولم يجر في القضية فأخذ الحاج الكتاب وكتب في أسفله:

أحدث عن حور تحدثن مرة
              حديث امرئ ساس الامور وجربا
ثلاث كبكرات الهجان عطابل
                     نواعم يقتلن اللئيم المسببا
خلون، وقد غابت عيون كثيرة
                    من اللاء قد يهوين أن يتغيبا
فبحن بما يخفين من لاعج الهوى
              معا، واتخذن الشعر ملهى وملعبا

وكتب يصور حالتهن وما يكابدن من هيام:

عجبت له أن زار في النوم مضجعي
                ولو زارني مستيقظا كان أعجبا
وإذ أخبرت ما أخبرت وتضاحكت
                  تنفست الأخرى، وقالت تطربا
وما زارني في النوم إلا خياله
                  فقلت له: أهلا وسهلا ومرحبا
وشوقت الأخرى وقالت مجيبة
                  لهن بقول كان أشهى وأعذبا
بنفسي وأهلي من أرى كل ليلة
             ضجيعي، ورياه من المسك أطيبا
فلما تبينت الذي قلن وانبرى
            لي الحكم لم أترك لدى القول معتبا
قضيت لصغراهن بالظرف، إنني
               رأيت الذي قالت الى القلب أطربا

هذه صورة فنية وان كانت من الخيال ولكنها من الابداع الشعري كما هو عند معظم الشعراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق