المشــــــــــــاهدات

الأربعاء، يونيو 20، 2012

الزبرقان بن بدر و الحطيئة

كان الزبرقان بن بدر سيد قومه غير مدافع هجاه الحطيئة بقوله:

دعِ المكارم لا تَرْحلْ لبُغْيتها
         واقعُدْ فإنَّكَ أنتَ الطاعِمُ الكاسي

فهدم شرفه وضعضع مجده فاستعدى عليه عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وأنشده الشهر، فقال: لا أرى موضع هجاءٍ، فأحضر حسان بن ثابت وسأله، فقال: يا أمير المؤمنين ما يسُرّني أن يلحقني ما لحقه ولي حُمر النّعم، فحبسَ الحطيئة فكتب إليه من محبسه:

ماذا تقول لأفراخٍ بذي مَرَخٍ
        زُغْبِ الحواصل لا ماءٌ ولا شَجَرُ
أُلْقيتُ كالمَيْتِ في سِجنٍ لمَظْلَمةٍ
          فاغفرْ عليكَ سلامُ اللهِ يا عُمَرُ
أنت الإمامُ الذي من بعدِ صاحبهِ
           ألقتْ إليكَ مقاليدَ النهى البَشَرُ
لم يُؤْثِروكَ بها إذْ قدَّموكَ لها
             لكنْ لأَنْفُسهم كانتْ بِكَ الإثَرُ

فبكى وعفا عنه واشترى منه أعراض المسلمين بدراهم وتقلَّد الزبرقان عارَه على الأبد وأخنى على شرفه الذي أخنى على لُبَد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق