المشــــــــــــاهدات

الأربعاء، يونيو 20، 2012

صـــهــــــــوة الــــــــبوح - العشماوي


مدَّ نحوي كفَّه اليُمْنى وسلَّمْ

وبرغم الحزن في عينيه حيَّا وتبسَّمْ

وامتطى صَهْوَةَ بَوْحٍ وتكلَّمْ

وإلى ساحة تصوير المعاناة تقدَّمْ

كلُّ حرفٍ قاله كان جريحاً يتألَّم

لم أكنْ أعلم - إلا حينما باحَ -..

بأنَّ البَوْحَ نارٌ تتضرَّمْ

كلُّ صوتٍ زفَّه كان كصوتِ الرِّيحِ..

بالحسرةِ مُفْعَمْ

خِلْتُ أنَّ الحزنَ في الدنيا..

تلاقى بين عينيه وخيَّمْ

أنتَ مَنْ؟؟

قال: أنا قلبٌّ محطَّمْ

وأنا وجهٌ مهشَّمْ

أنتَ من؟؟

قال: أنا ثغرٌ مكمَّمْ

وأنا طفلٌ تَيَتَّمْ

وأنا جيلُ نساءٍ قد تأيَّمْ

أنا في ذاكرةِ الأحزانِ مَعْلَمْ

أنا سيفٌ يشتكي الغِمْدَ (مُثَلَّمْ)

أنا وجهٌ حاضرٌ في لجَّة العصرِ..

ولكنِّي مُلَثَّمْ

أنتَ مَنْ؟؟

قال: ألم تُدْرِكْ وتفَهمْ

غُصْتُ في ذاكرتي حيناً..

فلم أمكُثْ لأنَّ الذِّهنَ أظْلَمْ

عدتُ محفوفاً بجيشٍ من سؤالاتي عَرَمْرَمْ

أنتَ من؟

قل لي بربي:

أنت مَنْ؟

أغمض عينيه وهَمْهَمْ

وبنى حائطَ صَمْتٍ دون إصغائي وأَحْجَمْ

أنتَ مَنْ؟ ثار سؤالي قائلاً:

حدِّثْ فما أنتَ بأبكَمْ

ربمَّا تغنّمُ بالبَوْحِ وأغَنَمْ

أنتَ مَنْ؟

قال: أنا أنتم ولكنْ بيننا شيءٌ مهشَّمْ

أنت مَنْ؟

قال: أنا الأقصى الذي ما زال يخشى أنْ يُهدَّمْ

أنا بغدادُ التي أمستْ بلا كف ومِعْصَمْ

وبلا دفترِ تعبيرٍ ومرسَمْ

أنا في (غَزَّةَ) دارٌ غَيَّبَ الصاروخ مَنْ فيها..

وحطَّمْ.

حاصرتها قَسْوةُ الباغي الذي عاثَ وأَجْرَمْ

أنا ثَغْرٌ لم يَزَلْ عن بَوْحِه الصادقِ يُلْجَمْ

أنا من آدمَ، من نوحٍ وإبراهيمَ، من موسى..

ومن عيسى ابنِ مَرْيَمْ

أنا من خاتم رُسْلِ الله، من خيرِ نبي جاءَ بالخير..

وقدَّمْ

هكذا الجوهرُ بالأغلى من الجَوْهرِ يُخْتَمْ

أنا من مسجد خير الناسِ..

من مسجدنا الأقصى..

من البيتِ المحرَّمْ..

أنا من غار حراءٍ، غار ثَوْرٍ، بئرِ زَمْزَمْ

أنا من مَأْرِبَ، من غُوطةِ شام العزِّ، من سَفْح المقطَّمْ

أنا من هذا الخليج المحتفي باللُّؤْلُؤِ الصافي..

وبالوّشْي المُنَمْنَمْ

أنا من كلِّ مكانٍ فيه معنىً من معاني منهج اللهِ..

يُعَلَّمْ

أنا... واستَوْقَفْتُهُ، لكنَّه زاد من البَوْح وتمَّم

ثم حيَّا وتبسَّمْ

ورمى نحوي سؤالاً وَجِلاً:

مالك مني تتبرَّمْ ؟!

قلت: كلاَّ، إنَّما أبصرتُ صَبْري فيكَ يُهْزَمْ

أَكْمِلِ التعريفَ - يا هذا - لأفهمْ

قال، والجمرةُ في الأماقِ تُضْرَمْ:

أنا تاريخٌ عظيمٌ...

جلَّ عن وهم (ابنِ سوداءٍ) وعن غَدْرِ (ابنِ عَلْقَمْ)

أنا أنتم، غيرَ أن القيد في رِجْلَيِّ مُحْكمْ

غايةُ القصَّةِ أني:

أنا هذا الوطنُ الغالي المُقَسَّمْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق