المشــــــــــــاهدات

الأحد، يونيو 17، 2012

قصــــــــة وقصيــــــــــدة

هذه القصة حدثت في عهد عضد الدولة أحد خلفاء الدولة العباسية وكان له وزير خير باذل عطوف على الفقراء والمساكين مهتم بأمر المسلمين ـ يوزع الصدقات على جميع المحتاجين من أهل بغداد , وقد وضع جائزة سنية لحفظ كتاب الله يسمى ابن بقية ــ أما عضد الدولة فكان باطشاً قوياً غضوباً عبوساً مهاباً ـ وقد أصابته الغيرة من ابن بقية فاحتال عليه ووضعه للفيلة فقتل ،، في ليل طويل على أهل بغداد ,, وأصبح ابن بقية مصلوباً على باب بغداد ,, وفي صلاة الفجر وصل الخبر للفقيه المفسروالشاعر الكبير ابي الحسن الأنباري وهوفي المسجد فدعا طلابه وقال هيا بنا لرد الجميل والحق لمسديه ابن بقيه وعندما وصلوا له والحراس مجتمعين حوله لمنع الناس من إنزاله ،، والنيران تشتعل ,,وإذا بالرياح تلفح وجهه وهو منتصب كأنه علم والناس مجتمعين حوله هذا يهلل وهذا يكبر وهذا يشير بيده وهذا ينظم قصيدة وهذا يترحم عليه ,,فنظر الشاعر إليه وقال قصيدته المشهورة وهذه أبياتها :

علو في الحياة وفي الممات
           لحقٌ أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا
              وفود نَداك أيام الصلات
كأنك قائم فيهم خطيبا
                    وكلهم قيامٌ للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاءً
                 كمدهما إليهم بالهبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن
             يضم علاك من بعد الوفاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا
            عن الأكفان ثوب السافيات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى
                   بحراسٍ وحفاظ ثقات
وتوقد حولك النيران ليلا
                   كذلك كنت أيام الحياة
ركبت مطيةً من قَبْلُ زيدٌ
            علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها تأس
                 تباعد عنك تعيير العداة
ولم أر قبل جذعك قط جذعا
              تمكن من عناق المكرمات
أسأت إلى النوائب فاستثارت
                   فأنت قتيل ثأر النائبات
وصير دهرك الإحسان فيه
                  إلينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشر سعدا فلما
               مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي
                يخفف بالدموع الجاريات
ولو أني قدرت على قيام
            بفرضك و الحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي
               ونحت بها خلاف النائحات
ولكني أصبر عنك نفسي
                مخافة أن أعد من الجناة
ومالك تربة فأقول تسقى
              لأنك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى
                  برحمات غواد رائحات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق