المشــــــــــــاهدات

السبت، يونيو 16، 2012

في التعــــــزية


روي البيهقي بإسناده في مناقبِ الإمام الشافعي عليه رحمة الله أنه قال : أنّ عبد الرحمن ابن مهدِي مات له ابن فجزِعَ عليه جزعاً شديداً فبعث إليه الشافعي يقولُ له:

يا أخي عزِي نفسكـ بما تُعزِي به غيرك ، واستقبح من فعلك ما تستقبحه من غيرك ،
واعلم أنّ أعظم المصائبُ فقدُ أُجُور وحرمانُ أجر ، فكيف اجتمعا مع إكتسابِ وِزْر ، ألهمك الله عند المصائبِ صبرا وأحرز لنا ولك بالصبر أجراً ثمّ أنشد قائلاً :

إنِي مُعزيك لا إنِّي علي ثقةٍ
             من الحياة ولكن سُنَّةَ الدِينِ
 فلا المُعزَّي بباقٍ بعدَ ميِتِهِ
         ولا المُعزِي ولو عاشا إلي حينِ

ويشاء الله جلّ وعلا فيموتُ ابنٌ للشافعي رحمه الله الذي كان يُعزِي أصبح يُعزَّي فجاؤوا يعزُونهُ فأنشد قائلاً :

وما الدهرُ إلاَّ هكذا فاصطبر لهُ
                      رزيةُ مالٍ أو فراقُ حبيبِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق