المشــــــــــــاهدات

الأربعاء، يونيو 06، 2012

من القصائدالممحصات - لابن عبد ربه الأندلسي

هَلاَّ ابتكَرْتَ لِبَيْنٍ أنتَ مُبتكِرُ
هَيهاتَ يأبى عليكَ اللهُ وَالقدَرُ
مازِلْتُ أبكِي حِذَاْرَ الْبَينِ مُلْتَهِفاً
حَتَّىْ رَثا لِيَ فِيكَ الرِّيحُ وَالْمَطرُ
يا بَرْدَهُ مِنْ حَيا مُزْنٍ على كَبِدٍ
نِيرانُها بِغلِيلِ الشّوقِ تَسْتَعِرُ
آلَيْتُ ألاَّ أرَىْ شَمْساً وَلا قمَراً
حَتَّىْ أرَاكَ، فأنتَ الشَّمْسُ وَالقمَرُ
وبعدما تاب مَحَّصَها بقطعة شعرية جاء فيها:
يا قادراً لَيْسَ يَعْفُوْ حِين يَقتدِرُ
وَلا يُقَضَّى لهُ مِن عيشِهِ وَطَرُ
عايِنْ بقلبكَ إنَّ العَيْنَ غافلةٌ
عَنِ الْحَقِيقةِ، وَاعْلَمْ أَنَّها سَقرُ
سَوداءُ تزفرُ مِن غيظٍ إذا سُعِرَتْ
لِلظَّالِمينَ فمَا تُبقِيْ ولا تَذرُ
إِنَّ الذينَ اشْتَرَوْا دُنيا بِآخِرَةٍ
وَشِقْوَةً بِنَعِيْمٍ سَاءَ مَا تَجَرُوا
يا مَنْ تلَهَّىْ، وشيبُ الرَّأسِ يَنْدُبُهُ
ماذا الذي بَعْدَ شيبِ الرّأسِ تَنْتَظِرُ؟
لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ غَيْرَ الْمَوتِ مَوْعِظةٌ
لَكانَ فِيهِ عَنِ اللَّذاتِ مُزْدَجَرُ
أنتَ الْمَقولُ لَهُ ما قلْتُ مُبتدِئاً:
هَلاّ ابتكَرْتَ لِبَيْنٍ أَنْتَ مُبْتكِرُ؟
ومن ممحِّصاته قوله:
أَلا إنِّمَا الدُّنيا نَضارَةُ أيْكَةٍ
إذا اخْضَرَّ منها جانِبُ جَفَّ جانِبُ
هِيَ الدَّارُ ما الآمالُ إلاّ فَجَاْئِعٌ
عليها، ولا اللَّذَّاتُ إلاّ مَصائِبُ
وَكَمْ أسْخَنَتْ بالأمس عَيناً قريرَةً
وقرَّت عيوناً دَمْعُها الآنَ سَاكِبُ
فلا تَكْتَحِلْ عَيناكَ مِنْها بِعَبْرَةٍ
على ذاهِبٍ مِنها فإنّكَ ذاهِبُ

ومن آخر شعره :
، فكان آخر شعر قاله فيما قيل:
كِلاْنِيْ لِمَا بِي عاذِلَيَّ كَفانِيْ
طَويتُ زمَانِي بُرهةً وطَوَانِيْ
بَليتُ وَأبْلَتْني اللَّيالِي بِكَرِّهَا
وصَرْفانِ لِلأيامِ مُعْتَوِرَاْنِ
وَمَالِيَ لا أبكِي لِسَبعينَ حجَّةً
وَعَشْرٍ أتَتْ مِن بَعْدِها سَنتانِ؟
فلا تسألانِيْ عن تبارِيحِ عِلَّتِيْ
ودُوْنَكُمَا مِنِّي الذي تَرَيَاْنِيْ
وإنِّيْ بِحَمْدِ اللهِ رَاجٍ لِفضلِهِ
وَلِي مِن ضَمَانِ اللهِ خَيْرُ ضَمَانِ
وَلسْتُ أُبالِيْ عنْ تَبارِيْحِ عِلَّتِيْ
إذا كَانَ عَقلِيْ بَاقِياً ولِسَانِيْ
هُمَا مَا هُمَا في كُلِّ حَالٍ تُلِمُّ بِيْ
فَذَاْ صَارِمِيْ فِيها، وَذاكَ سِنَانِيْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق