وصل كتابك الذي وصلت جناحه بفنون صلاتك
وتفقدك ، وضروب برك وتعهدك ، فارتحت لكل ما أوليت ، وابتهجت بجميع ما أهديت وأضفت إحسانك
في كل فضل نظائره التي وكلت بها ذكرى ، ووقفت عليها شكري . وتأملت النظم فملكني العجب
به ، وبهرني التعجب منه . وقد رمت أن أجري على العادة في تشبيهه بمستحسن من زهر جَنَى
، وحُللٍ وحلُيٍ ، وشُذور الفوائد في نُحور الخرائد :
كالعذارى غدون في الحُللِ البيض : وقد رحن
في الخطوط السود
فلم أرى لشيء عدلاً ، ولا أرضى ما عددته
له مثلاً . والله يزيدك من فضله ولا يخليك من فضله ولا يخليك من إحسانه ، ويُلهمك من
بر إخوانك ما تُتَمم به صنيعك لديهم ويَرُب معه إحسانك إليهم .
ولابن العميد من قصيدة اخوانية وجدانية
:
قد ذبت غير حشاشة وذماء : ما بين حر الهوى
وحر هواء
لا استفيق من الغرام ، ولا أدري : خلواً
من الأشجان والبرحاء
وصروف أيامي أقمن قيامي : بنوى الخليط وفُرقة
القُرناء
وجفاء خلً كنت أحسب أنه : عوني على السراء
والضراء
أبكي ويضحكه الفراق ولن ترى : عجباً كحاضر
ضحكه وبكائي
من يشف من داء بآخر مثله : أثرت جوانحه
من الأدواء !
لا تغتنم إغضائتي فلعلها : كالعين تُغضيها
على الأقذاء
واستبق بعض حُشاشتي فلعلني : يوماً أقيك
بها من الأسواء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق