المشــــــــــــاهدات

السبت، مايو 05، 2012

رسالة ابن العميد إلى القاضي ابن خلاد

وصل كتابك الذي وصلت جناحه بفنون صلاتك وتفقدك ، وضروب برك وتعهدك ، فارتحت لكل ما أوليت ، وابتهجت بجميع ما أهديت وأضفت إحسانك في كل فضل نظائره التي وكلت بها ذكرى ، ووقفت عليها شكري . وتأملت النظم فملكني العجب به ، وبهرني التعجب منه . وقد رمت أن أجري على العادة في تشبيهه بمستحسن من زهر جَنَى ، وحُللٍ وحلُيٍ ، وشُذور الفوائد في نُحور الخرائد :

كالعذارى غدون في الحُللِ البيض : وقد رحن في الخطوط السود

فلم أرى لشيء عدلاً ، ولا أرضى ما عددته له مثلاً . والله يزيدك من فضله ولا يخليك من فضله ولا يخليك من إحسانه ، ويُلهمك من بر إخوانك ما تُتَمم به صنيعك لديهم ويَرُب معه إحسانك إليهم .
ولابن العميد من قصيدة اخوانية وجدانية :

قد ذبت غير حشاشة وذماء : ما بين حر الهوى وحر هواء
لا استفيق من الغرام ، ولا أدري : خلواً من الأشجان والبرحاء
وصروف أيامي أقمن قيامي : بنوى الخليط وفُرقة القُرناء
وجفاء خلً كنت أحسب أنه : عوني على السراء والضراء
أبكي ويضحكه الفراق ولن ترى : عجباً كحاضر ضحكه وبكائي
من يشف من داء بآخر مثله : أثرت جوانحه من الأدواء !
لا تغتنم إغضائتي فلعلها : كالعين تُغضيها على الأقذاء
واستبق بعض حُشاشتي فلعلني : يوماً أقيك بها من الأسواء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق