المشــــــــــــاهدات

الاثنين، مايو 28، 2012

يا قــــادمـــا من بـــلاد الشـــــام - عبد الله الجرابلسي


يَا قَادِماً مِنْ بِلَادِ الشَّامِ مِنْ وَطَنِي
 مَاذَا تُخَبِّرُنِي عَنْ دَارِسِ الدِّمَنِ
 هَلْ دَارُ زَيْنَبَ مَا زَالَتْ بِرَوْضَتِهَا
 وُرْقُ الْحَمَائِمِ تَشْدُو فِي ذُرَا فَنَنِ
 أَمْ صَيَّرَتْهَا أَيَادِي الْغَدْرِ خَاوِيَةً
 إِذْ لَمْ تَطُلْهَا عَوَادِي الدَّهْرِ وَالزَّمَنِ
 وَصَارَتِ الطَّيرُ بَعْدَ الشَّدْوِ نَائِحَةً
 تَبْكِي المَنَازِلَ في تغريدها الشَّجِنِ
 حَلّتْ بِهَا حَادِثَاتُ البَغْي فَاسْتَلَبَتْ
 مِنْ مُقْلَتَيّ لَذِيذَ النَّومِ والْوَسَنِ
وَكَيْفَ يَرْقُدُ جَفْنٌ بَعْدَ رُؤْيَتِهِ
 سُورِيَّة الْمَجْدِ تَكْوِيها يَدُ الْمِحَنِ
 الطّفْلُ يُذْبَحُ وَالْأَعْرَاضُ قَدْ هُتِكَتْ
 وَالْهَوْلُ فَوْقَ بَيَانِ الْوَاصِفِ الْلَّسِنِ
 دَمْعُ الْيَتَامَى يُذِيْبُ الصَّخْرَ مَشْهَدُهُ
 نَوْحُ الثّكَالَى كَمَا الزّلْزَالِ فِي أُذُنِي
 لَا تَعْذُلِوا بَعْدَها حُرّاً يَمُوتُ أَسَى
 لَيْتَ الْحَيَاةَ عَلَى الِإذْلَالِ لَمْ تَكُنِ
 هَيّا انْفِرِي يَا عِتَاقَ الْخَيلِ حَامِلَةً
 فُرْسَانَكِ الْغُرَّ مِنْ شَامٍ وَمِنْ يَمَنِ
 لَا يُذْهِبُ الْهَمَّ مِثْلُ الْبِيْضِ مُشْرَعَةً
 فِي حَدِّهَا الْبُرْءُ مِنْ ذُلٍّ وَمِنْ حَزَنِ
 يَا زُمْرَةَ الْبَغْيِ قَدْ حَانَتْ نِهَايَتُكُمْ
 اللهُ لَا يُهْمِلُ الْبَاغِي مَدَى الزمنِ
 لَنْ يَخْلُدَ الدَّهْرَ بِالْإجْرَامِ طَاغِيَةٌ
 إِهْلَاكُهُ قَدَرٌ من أوضحِ السُّنَنِ
مَا أَرْخَصَ النَّفْسَ لِلرَّحْمَنِ نَبْذُلُهَا
 مَهْرُ الْجِنَانِ لدينا باهظُ الثمنِ
 نحيى كراماً ونأبى الذلَّ ما بَقِيَتْ
 هذي النفوسُ ولم تُنْزَعْ من البدنِ
 الموتُ أشْهَى إلى الأحرارِ من ضِعَةٍ
 نَفْسُ الْأَبِيِّ لِغَيْرِ اللهِ لَمْ تَهُنِ
 يا أهلَ حِمْصَ حياةُ العارِ كالعدمِ
 تاجُ الأذلةِ لا يسمو على الكفنِ
  يا أهل درعا هنيئًا حُزْتُمُ سَبْقا
 حوران ثارت عليهم أول المدن
  يا أهل إدلب قد فاقت عزائمُكم
 شُمَّ الجبال ولم تخمد من الوهن
 أنتم ليوث الشرى في صورة البشر
 أكرم بزاوية الراسي من القُنَنِ
  ما زلتِ يا حلبُ الشهباءُ شامخةً
 للمجدِ عاشقةً للعهدِ لم تخن
 يا شام يا درة الدنيا وزهرتها
 أيامك الغر لم ترحل ولم تَبِنِ
 فراتنا العذب من دَيْرٍ ورقَّتِهِ
 يفيض عزاً مدى التاريخ والزمن
والساحل البطل المغوار مفخرة
 بنياس جبلة والبيضا جُذَا المدن
وفي الجزيرة آساد قد انتفضت
فيها بقية عدنانٍ وذي يزن
حماة في ساحة العاصي جحافلها
لا يصبرون على ضيم ولا غبن
 دماء حمزة والقاشوش نذكرها
 فلن تضيع سدى من دونِمَا ثمن
 في كل شبر ترى الأبطال زاحفةً
هذي المكارم لا قعبان من لبن
 يا أيها القرد مهلاً إننا بشر
 لله نسجد لا للرجس والوثن
الجُرْحُ ينزفُ والأعرابُ لاهيةٌ
 أبواقُها شُغِلَت في الرقصِ والدَدَنِ
  الفخر عندهمُ أنغامُ جاريةٍ
 والمجدُ عندهمُ في صوتِها الحَسَنِ
 لا يُرجِعُ القدسَ ترنيمٌ وأغنيةٌ
 لا بد للحق من وقع القنا اللُّدُنِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق