المشــــــــــــاهدات

السبت، مايو 05، 2012

من قتيلة الجوع ( النظرات ) - المنفلوطي

لقد كان الإحسان في مصر كثيراً في عصر الاكتتابات والحفلات وفي العهد الذي تسجّل فيه حسنات المحسنين على صفحات الصحف تسجيلا يشهدهُ أربعة عشر مليونا من الشهود ، أما اليوم وقد أصبح كل امرئ موكولاً إلى نفسه ومسئولاً أمام ربه وضميره أن يتفقد جيرته وأصدقاءه وذوي رحِمِه ويتلمس موضع خلاتهم وحاجاتهم ليسدّها ، فهاهم الفقراء يموتون جوعاً بين تلال الرمال وفوق شقاق الجبال من حيث لا رحمة ولا معين، لقد كان في استطاعة تلك المرأة المسكينة أن تسرق رغيفاً تتبلّغ به أو درهما تبتاع به رغيفاً ، فلم تفعل لأنها امرأة شريفة تفضل ان تموت بحسرتها على أن تعيش بعارها ، فما أعظم جريمة الأمة التي لا يموت فيها جوعاً غير شرفائها وأعفّائها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق