المشــــــــــــاهدات

الاثنين، مايو 28، 2012

ذبح النشيد - حاتم بن عارف العوني

قال الشريف حاتم بن عارف العوني : أردت أن أكتب قصيدة في مدح سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه , فأبت القصيدة إلا أن تكون هي هذه القصيدة :
                      
ذُبِحَ النشيدُ

ذُبِحَ النشيدُ وصُدّتِ الأصداءُ
وتحشرجتْ ألحانُهُ الغَنّاءُ

سالت على قدم الطُّغاةِ حُروفُه
وصداهُ في سجنِ البُغاةِ عُواءُ

سُلخت شِفاهٌ كان ينوي أن يَـمُــ
ــرَّ بها النشيدُ , وللسانِ عَفاء

غُصَصٌ تغور,فتكبتُ الصوتَ الشَّريـ
ــفَ , وتحرق الدمعَ العفيفَ , غِواءُ

خنقت نُواحَ الذّلِّ , حتى نَبْحَه
لم تَبْدُ حتى الدمعةُ الخرساءُ

كم من قصيدةِ حُرّةٍ قد أُجْهِضتْ
فالنفسُ عاقرُ أو زنًا لَـقْحاءُ

وأنا أريدُ النفسَ في هذا السِّبا
ءِ وَلُـودةً أبناؤها نُـجباءُ

وأنا أريدُ بأن أغني خالدًا
مَدْحِـيهُ في هذا الزمانِ هِجاءُ

هو آيةٌ لله رتّلها الجها
دُ مُقَعْقِعًا ,محرابُه الهيجاءُ

يتلو له سُوَرًا من النصرِ المـؤ
زَّرِ , فالدموعُ من الخشوعِ دماءُ

هو مُـعْجِزٌ : ذلّت له الأبطالُ , والــ
ــقُرآنُ قد خضعتْ له الفُـصَـحاءُ

تُلِيتْ بسمعِ الكونِ آيةُ خَـتْمه
فتجلجلتْ : لا نامتِ الجُـبَـناءُ

وطواهُ غِـمْـدٌ , فهو لَـحْدُ سِنانه
ولِواؤه أكفانُـه الحمراءُ

فبكتْكَ خالدُ أمْـهُرٌ عربيّةٌ
لَـمَعتْ على تَـعْدائها الجوزاءُ

أَلِـفَتْ زغاريدَ البُطولةِ, فارْبُضي
فاليومَ أنتِ والنّعامُ سواءُ

وبكتْكَ من دمِها السُّيوفُ , وكنت تُضْـ

ــحِـكُ سِنَّها , والغارةُ الشعواءُ

فبكتْكَ مخزومٌ , فقيل لها : ارْبَعي
تبكيه أرضٌ شَجْوَها , وسماءُ

وَحْيُ الجهادِ تَغَـلَّـقتْ أبوابُـه
ما عاد في إلهامه إيحاءُ

لكنّ مصحفَ خالدٍ باقٍ , سَيَـتْـــ
ــلوهُ الخلودُ , فيسجدُ الشُّهداءُ

سجدوا , فأين السامعون بأُمّتي
آذانُـهم وقلوبُـهم صـمّاء

هم يعلمون بأنّ ذِكْرَكَ نَدْبةٌ :
(الله أكبرُ) للجهادِ نداءُ

فإذا ذكرتُـكَ مدّتِ الرُّقَباءُ قَــ
ــصَّاصًا إليَّ , فأيُّـنا الأشلاءُ؟!

وإذا نويتُ بأن أُغنّي خالدًا
ذُبحَ النشيدُ وصُدّتِ الأصداءُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق