المشــــــــــــاهدات

الثلاثاء، مايو 15، 2012

الغــــــــــــروب - محمد عبدالرحمن آل عبدالقادر

تتثاءبين وتسكبين مرارة حولي حنين
وتغادرين أكلما حان الوصول تغادرينْ
وأنا المدله بالغــروب . . وكله ألم دفــين
أشتاق مركبك الجميلَ وأنت غربًا ترحلـينْ
يومًا رأيتك تغمضين وراء غابات النخيلْ
والطائر النشوان يرحل جاهلًا معنى الرحيل
والدرب أسكره الأصيل مرفّهٌ بين الحقول
وأنا المردد دائمـا . . لا ينتهي دربي يطول
 في كل يومٍ قصةٌ ! . . تسقينني وَلَهَ الشفقْ
وهناك كل مشاعر العشاق تستجدي الورق
لو يعلمون ! .. وأنتِ عشقٌ قد تولى واحترقْ
كالصبح كالآصال . . كالعمر الشهي المنطلقْ
يغريني إن جاء الغروب حديث حب منسكبْ
لم يـروِ قبـل لقـــــــــــائنا إلا صبابـــات عتبْ
فمتى أُروِّيه الحـــــــــــروف لعله يبقى يتبْ
من هجرةٍ طالت . .  وأنى أن يعود بما طلبْ
تغفو الشموس غريبةً في كف ألحان البحار
وأنا المشتت ههنا . . أطوي الشتاء بلا دثارْ
إلا مواويل تدلتْ  .  .  من بين أنوار الفنارْ
في الحب يكفي دفئنا . . لحنٌ بريء وانتظارْ
حتى أرى ليلًا يسافر بين أصواتٍ تموتْ
وارى النوافذ تستفيق لتملأ المرفا يخوت
فأعود أرقع ما فتقت على بيوت العنكبوت
من بعض أوهام الهوى والعمر من حولي يفوتْ
وأرى المغيب يزور طاولتي . . وذا المقهى نغم
ويعيد رســــــم خـرائط التفكير في قـــدح الألم
لا قهوتي تدري . . ولا بنٌ ولا شايٌ بِهَمّ
فهناك أدفن لوعتي . . ويموت في الغرب الندمْ
 
ضحكت حروفي من نشيجي من بكائي في السفوحْ
والشــــمس تلتثِمُ الجبـــال جــريحةً وأنا جـــــــريحْ
مــا ودعتْ أمـــــلًا بقبضٍ من ترانيـــــــــــمٍ تنوحْ
وتبعــــــــثرتْ في الأفقِ أدعيـــــــــة وآذانا وروحْ !
وأنا الوحــــــــــيدُ بدرب قافيتي ينـــــــاجيني الوتر
في دفتري أسرجتُ شمسًا كي تطيل ليَ السهرْ
وأزيدها من وشوشات الصحب إن طيف عبرْ
فإذا الغروب يذيبني . . ويذوب في الدرب الأثرْ
وإذا بأيامي حديثًا من أحــــــــاديث المسا
متفكرًا . . لكن قلبي في تفكره رسا
إني الصغير بحلمه . . فالغيم أحمله كسا
وأنام في عين الغـروب ، وأبني فيه المجلسا
وأتى المساء مضمخًا بالعطر مسحور الصدى
لبس الغـــرامُ عباءة واعتمَّ يومي موعــــــــدًا
واستبشرتْ فيه الغيوم . . وبحر عشقي غردا
بغرامنا ومسيرنا . . كان الغــــــــرام ُ الأوحدا
 أوهمتُ حرفي بالدروب الرائعات ولم أزلْ
متوهمًا بالعشق ينثر . . في دروبي والغزلْ
وتوهمت أطياف عشقي ليلة كُتبتْ ، فهلْ
أوهمتُ نفسي .. والغروبُ يزيدني وهمًا أملْ
فعلى الغيوم جداولٌ ليست لعشقي والقصيدْ
ليست سبيلَ الوالهين بطيف حسناءٍ شريدْ
ليست لقلبي قصةً ، أحتاجها حلمًا جــــــديدْ
لكنها ألمي القديم أزوره ، ضيفًا وحــــــــــــيدْ
لملمتُ أشيـــــائي وغادرتُ المكان ولا مكانْ
إني هنا . . ولربما ما كان يومي في الزمانْ
لملمتُ أشيائي الهوى خلفي . . وكان الحب كانْ
يكفيني أني قد كتبتُ . . ويبقى للزمن اللسانْ
وغدا يعود الصبح يا قلبي ونرتشف الضياءْ
أحلاه ما لثم الستائر وارتمى وسط الفناءْ
ليُلون الحرف المعتق بين أحلامي بهاءْ
ويزيد ظل الحرف تشكيلًا وينسكبُ الغناءْ
وغدا .. لنا ذكرى .. وأشواق ستسألني الرجوعْ
وأنا الــــــــــمودع كل ذاكرتي على تلك الربوعْ
لم يبقَ منــــــها غير هذا السطر . . أوجاعٌ وجوع
وهنا تجف براسمي . . حتى الدموع ولا دموعْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق