المشــــــــــــاهدات

الاثنين، مايو 14، 2012

أَطْمَعُ مِنْ أَشْعَبَ‏ - مثل


أشعب رجل من أهل المدينة يقال له ‏"‏أشْعَبُ الطَّمَّاع‏"‏
وهو أشْعَبُ بن جُبَير مولَى عبدِ الله بن الزبير، وكنيته أبو العلاء ،
سأل أبو السمراء أبا عبيدة عن طَمَعه،
فقال‏:‏ اجتمع عليه يوماً غِلْمان من غِلْمان المدينة يُعَابثونه، وكان مَزَّاحاً ظريفاً مغنياً، فآذاه الغِلْمة ،
فقال لهم‏:‏ إن في دار بني فلان عُرْساً ، فانْطَلِقُوا إلى ثمَّ فهو أنْفَعُ لكم، فانْطَلَقُوا وتركوه،
فلما مَضَوْا قال‏:‏ لعل الذي قلتُ من ذلك حَقّ، فمضى في أثرهم نحو الموضع، فلم يجد شيئاً، وظفر به الغلمانُ هناك فآذوْهُ ‏.‏

وكان أشعب صاحبَ نوادر وإسناد ، وكان إذا قيل له حدثنا ،
يقول‏:‏ حدثنا سالم بن عبد الله - وكان يبغضني في الله -
فيقال له‏:‏ دَعْ ذا، فيقول‏:‏ ما عَنِ الحقِّ مَدْفع ،
وكانت عائشة بنت عثمان كَفَلَته وكفلت معه ابن أبي الزناد ,
فكان أشعب يقول ‏:‏ تربيت أنا وابن أبي الزناد في مكان واحد ، فكنْتُ أسْفُلُ ويعلو حتى بلغنا إلى ما ترون‏.‏

قال مصعب بن الزبير : خرج سالم بن عبد الله بن عمر إلى ناحية من نواحي المدينة هو وحُرَمُه وجَوَارِيه، وبلغ أشعبَ الخبرُ،
فوافى الموضع الذي هم به، يريد التطفل،
فصادف البابَ مُغْلقاً فتسوَّرَ الحائط ،
فقال له سالم‏:‏ وَيْلَكَ يا أشعب من بناتي وحُرَمي ‏؟‏
فقال‏:‏ لقد علمْتَ ما لنا في بناتك من حق، وإنك لتعلم ما نريد،
فوجَّهَ إليه من الطعام ما أَكلَ وحَمَلَ إلى منزله‏.‏

وقال أشعب‏:‏ وُهِبَ لي غلامٌ، فجئت إلى أمي بحمار موقور من كل شيء والغلام ،
فقالت أمي‏:‏ ما هذا الغلام ‏؟‏ فأشفقت عليها من أن أقول‏:‏ وُهب لي ، فتموت فرحا ،
فقلت‏:‏ وهب لي غين، فقالت ‏:‏ وما غين‏ ؟‏
قلت‏:‏ لام، قالت‏:‏ وما لام ‏؟‏
قلت‏ :‏ ألف، قالت‏:‏ وما ألف ‏؟
‏قلت‏:‏ ميم، قالت‏:‏ وما ميم‏؟‏
قلت‏:‏ وهب لي غلام ، فغشى عليها فَرَحاً، ولو لم أقطع الحروف لماتت‏.‏

وقال له سالم بن عبد الله‏:‏ ما بلغ من طَمَعِك‏؟
‏قال‏:‏ ما نظرتُ قَطُّ إلى اثنين في جنازة يتسَارَّان إلا قَدَّرْتُ أن الميتَ قد أوصى لي من ماله بشيء،
وما أدخل أَحَدٌ يده في كُمِّهِ إلا أظنه يعطيني شيئاً‏.‏

وبلغ من طمعه أنه مَرَّ برجل يعمل طَبَقاً فقال‏:‏ أُحِبُّ أن تزيدَ فيه طوقا ، قال‏:‏ ولٍم‏َ ؟‏ قال‏:‏ عسى أن يُهْدَي إلى فيه شيء ‏.‏

ومن طمعه أنه مَرّ برجل يمضغ علكا ،
فتبعه أكثر من ميل حتى علم أنه علك‏ ,
فضرب به المثل في شدة الطمع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق