المشــــــــــــاهدات

الأربعاء، مايو 23، 2012

من مناظرة الهمذاني مع الخوارزمي

قال لهما الشريف : انسجا على منوال المتنبي :

أرق على أرق ومثلي يأرق

فابتدأ أبو بكر وكان إلى الغايات سباقاً وقال :

فإذا ابتدهت بديهة يا سيدي             فآراك عند بديهتي تتقلق
مالي أراك ولست مثلي في الورى    متموهاً بالترهات تُمخرق

ونظم أبياتاً ثم أعتذر فقال : هذا كما يجيء لا كما يجب ، فقال البديع : قبلنا عذرك ، لكن رققت بين قافات خشنة ، كل قاف كجبل قاف ، فخذ الآن جزاء عن قرضك ، وأداء لفرضك :

مهلاً أبا بكر فزندك أضيق      وأخرس فإن أخاك حي يرزق
يا أحمقاً وكفاك تلك مصيبة    جربت نار معرتي هل تحرق ؟

فقال له أبو بكر : " يا أحمقاً " لا يجوز فإنه لا ينصرف .
فقال البديع : لا نزال نصفعك حتى ينصرف وتنصرف معه ، وللشاعر أن يرد ما لا ينصرف ، وإن شئت قلت : يا كودناً ، ثم قولك في البيت يا سيدي ، ثم قلت تتقلق مدحت أم قدحت؟
فإن اللفظين لا يركضان في حلبة .
إلى أن ...
قام أبو بكر الخوارزمي وأشار إلى إلى البديع وقال : لأتركنك بين الميمات .
فقال : ما معنى الميمات !؟
فقال : بين مهدوم ، ومهزوم ، ومغموم ، ومحموم ، ومرجوم ، ومحروم .
فقال البديع : لأتركنك بين الهيام والسقام والسام والبرسام والجذام والسرسام .
وبين السينات : بين منحوس ، ومنخوس ، ومنكوس ، ومعكوس .
وبين الخاءَات : من مطبوخ ، ومسلوخ ، ومشدوخ ، ، ومفسوخ وممسوخ .
وبين الباءات : بين مغلوب ، ومسلوب ، ومصلوب ، ومنكوب
فخرج البديع وأصحاب الشافعي يُعظِمونه بالتقبيل والاستقبال ، والإكرام والإجلال ، وما خرج الخوارزمي حتى غابت الشمس ، وعاد إلى بيته وانخذل إنخذالاً شديداً .
------------
المصدر : معجم الأدباء / الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق