المشــــــــــــاهدات

الخميس، يونيو 07، 2012

روائـــع الإجـــــــازات

قال أبو بكر اليكي الشاعر : خرجت من فاس قاصداً تلمسان، فدخلت في بعض الخانات ، وكانت ليلة مطيرة جداً، فأنزلني صاحب الخان في بيتٍ مفرد، وأوقد لي قنديلاً، فبينما أنا جالس، وإذا برجل قد فتح الباب، ودخل علي وعلى وجهه سلهامة قد سترته، فجلس وقد عرفني ولم أعرفه، فسألته عن صناعته، فقال: أنا شاعر، فقلت له كالمستهزئ به: أجز - وضربت بعيني إلى شيءٍ أصفه، فلم أجد غير القنديل فقلت :

وقنديلٍ كأن الضوء فيه
                محيا من أحب إذا تجلى

فقال في الحال:

أشار إلى الدجى بلسان أفعى
                فشمر زيله هرباً وولى

فجننت استحساناً لما أتى، فكشف السلهامة عن وجهه، فإذا هو أبو العباس البني الشاعر فقال: كيف ترى هذا الكهن وما فجأك منه! وبتنا بأطيب ليلة، فلما قام الركب للسفر سار هو إلى فاس، وسرت أنا إلى تلمسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق