المشــــــــــــاهدات

السبت، يونيو 09، 2012

من كتاب الخيل - لأبي عبيدة بن المثنى


...لم تكن العرب في الجاهلية تصون شيء من أموالها ولا تكرمه صيانتها الخيل وإكرامها لها لما كان لهم فيها من العز والجمال والمنعة والقوة على عدوهم حتى أن كان الرجل من العرب ليبت طاوياً ويشبع فرسه ويؤثره على نفسه وأهلة وولده فيسقيه المحض ويشربون الماء القراح ويعير بعضاً بإذالة الخيل وهزلها وسوء صيانتها .....
.... فلم تزل العرب على ذلك من تثمير الخيل والرغبة في اتخاذها وصيانتها والصبر على مقاساة مؤنتها مع جدوبة بلادهم وشدة حالهم في معيشتهم لما كان لهم فيها من العز والمنعة والجمال حتى جاء الله بالإسلام فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم باتخاذها ، وارتباطها لجهاد عدوه ، قال الله تبارك وتعالى : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } . فاتخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحض المسلمين على ارتباطها ...
***
تستحب أن تكون ناصية الفرس شديدة السواد ، وتستحب لينها ولين شكيرها وطمأنينة عصفورها . والشكير ما أطاف بمنبت ناصيته من الزغب ، والعصفور منبت الناصية . وذلك كله للحسن إلا لين ناصيته ولين شكيرها فإن ذلك مما يستدل به على عتقه ، وهو أبين شاهد في الفرس على عتقه يجده اللامس تحت يديه كأنه السخام من لينه ، فإن وجد في خشونة فإنه لم يسلم من هجنة شائنة من العروق من غير العِراب ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق