المشــــــــــــاهدات

الثلاثاء، يونيو 05، 2012

من كتاب أدباء العرب في الأعصر العباسية - بطرس البستاني

العصر العباسي الأول 750-847م
يبتدئ بقيام الدولة العباسية وينتهي بخلافة المتوكل على الله
الكتاب المولدون :
العصر الأول :
ميزة النثر : تجدد النثر لفظاً ومعنى . التزيين . تنويع العبارة . الإيجاز والإطناب . الفارسية واليونانية
لغة التخاطب : دب فيها الفساد . ظهور اللهجات العامية
أنواع النثر : تعدد أغراض الرسائل . ظهور الكتب المصنفة . ضعف الخطابة . إنشاء المترسلين .
ميزة النثر :
لم يكن أثر امتزاج العرب بلأعاجم مقصوراً على لغة الشعر وحدها ، بل تعداها إلى لغة النثر ، فجدد في ألفاظها ومعانيها ، ونوع في فنونها وأغراضها ، وذلل اوضاعه لمباحث ليس لها عهد بها . فبلغ الغنشاء العربي أرقى درجات الفن والبلاغة ، وأمتاز في سهولة العبارة ، ووضوح المعنى ، وحسن تخير اللفاظ وتزيينها . وذاع التسجيع القصير الفقرات ، فتكلفه المترسلون تكلفاً ، وقصدوا غليه قصداص ، ولكنهم لم يلتزموا التزاماً ، ولا انزلوه منزل السخف والإسفاف .
وليس تزيين اللفظ من مواليد هذا العصر بل هو خدن الآداب العربية من أبعد عصورها . ولنا في إنشاء القرآن شاهد على ذلك .
إنشاء المترسلين :
كان عبدالحميد بن يحيى أول من وضع للرسائل أصولها ، وميز فصولها ، وأطنب في بعض شؤونها وأسهب ، في بعضها الآخر وأوجز ، وأطال التحيدات في صدورها ، وجعل لها استهلالت يفتتحها بها ، وذيولاً يختمها بها . فترسم الخطاب خطاه ، واقتفروا معالمه . حتى إذا اطمأن الملك في بني العباس ، وأنشئت له الدواوين ووضعت له الأنظمة ، تعددت أغراض الرسائل بتعدد الأعمال .
إنشاء المصنفين :
إن هذا العصر ، لا جرم يعتبر مثالاً للنشاط الفكري ، فقد عم فيه التدوينة والتأليف والجمع والنقل ، فتكاثرت الكتب المصنفة ، واختلفت أساليبها باختلاف موضوعاتها . وكان إنشاء الكتب الأدبية على الإجمال بليغاً فنياً .واضحاً طلياً .
....... ونحن نجترئ الآن بدرس ابن المقفع لأنه أقدم كاتب بليغ وصلت إلينا مؤلفاته ، فكانت في اسلوبها قدوة للمنشئين من بعده .ونرجئ دراسة الجاحظ إلى العصر التالي متتبعين حياته فيه ، وإن يكن عاش أكثر عمرهخى في هذا العصر .
علوم اللغة :
الصرف والنحو :
ذكرنا في الكتاب الأول أن اللحن اخذ يفشو في صدر الغسلام بسبب اختلاط العرب بالأعاجم ، وإن أبا الأسود الدؤلي أول من أشتغل بالنحو ونسب إليه وضع بعض أبوابه . فلما استشرى الفساد في اللغة ايام الدولة العباسية نشط العلماء إلى وضع قواعد الصرف والنحو ، وكانا يومئذ علماً واحداً غير منقسم . ويرجع الفضل في ضبط الأصول واستقراءها إلى البصرة ثم الكوفة .

هناك تعليق واحد: