المشــــــــــــاهدات

الثلاثاء، أبريل 10، 2012

وصـــف الجبـــــــل - لابن خفاجة



وأرعنَ طماحَ الذؤابة باذخٍ               يُطاول أعنانَ السماء بغاربِ
 يسُد مهب الريح عن كل وجهة            ويزحم ليلا شهبه بالمناكب
 وقورٌ على ظَهر الفلاة كأنه         طوال الليالي مطرق في العواقب
 يلوث عليه الغيمُ سودَ عمائمٍ      لها من وميض البرق حمرُ ذوائب
 أصختُ إليه وهو أخرس صامت       فحدثني ليل السرى بالعجائب
 وقال إلى كم كنتُ ملجأ قاتل                   وموطن أواه تبتل تائب
 وكم مر بي من مدلج ومُأوَّب            وقال بظلي من مطيٍّ وراكب
 ولاطم من نكب الرياح معاطفي     وزاحم من خضر البحار جوانبي
 فما كان إلا أن طوتهم يد الردى         وطارت بهم النوى والنوائب
 وما غيض السلوان معي وإنما     ترفت دموعي في فراق الأصاحب
 فحتى متى أرعى الكواكب ساهرا    فمن طالع أخرى الليالي وغارب
 فرحماك يا مولاي دعوة ضارع             يد إلى نعماك راحة راغب
 فاسمعني من وعظة كل عَبرة           يترجمها عنه لسان التجارب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق