المشــــــــــــاهدات

الأحد، أبريل 08، 2012

قصــــة مثـــل


ألا من يشتري سهرا بنوم

وأصله : أن ملكا من ملوك حمير يسمى ( حسانا ) كان سئ السيرة ، فتفرقت عنه حمير ولم تطعه ، وإنما أغروا أخاه ( عمرا ) بأن يقتله ، ويتولى مكانه ووعدوه حسن الطاعة والمؤازرة ، إلا أن ذا رعين نهاه عن قتله ، لأنه إن قتله فسيندم ولن يذوق طعم النوم ولن يهدأ له بال ، وسيعاقب كل من أشار عليه بذلك ، فرأى ذو رعين أن يحتاط لأمره فكتب بيتين في صحيفة ، وختم عليها بخاتم ( عمرو ) وقال له : هذه وديعة لي عندك إلى أن أطلبها منك . فأخذها عمرو ودفعها إلى خازنه ، ليحتفظ بها ، فلما قتل أخاه وجلس مكانه في الملك منع منه النوم وسلط عليه السهر ، فطلب الأطباء والكهنة والمنجمين والعرافين ثم عرض عليهم أمره وأخبرهم بقصته وشكا إليهم ما يجد . فقالوا له : ما قتل رجل أخاه وذو رحم منه إلا أصابه السهر، ومنع منه النوم .

فلما قالوا ذلك أمر بقتل كل من أشار عليه بقتل أخيه . حتى وصل إلى ذي رعين ، فقال له أيها الملك : إن لي براءة مما تريد أن تصنع بي . قال الملك : ومابراءتك وأمانك ؟ قال : مر خازنك أن يخرج الصحيفة التي استودعتكها يوم كذا وكذا . فأخرجها الخازن فنظر إليها عمرو ، ثم فضها فإذا فيها  :

ألا من يشتري سهرا بنوم  سعيد من يبيت قرير عين
فأما حمير غدرت وخانت    فمعذرة الإله لذي رعين

ثم قال لعمرو : قد نهيتك عن قتل أخيك . وعلمت أنك إن فعلت أصابك الذي قد أصابك فكتبت هذين البيتين براءة لي عندك . فعفا عنه وأحسن جائزته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق