المشــــــــــــاهدات

الأحد، أبريل 08، 2012

الصـــــــديق

  لا أريد بالصديق ذلك القرين الذي يصحبك كما يصحبك الشيطان: لا خير لك إلا في معاداته ومخالفته ..
و لا ذلك الرفيق الذي يتصنع لك و يماسحك حتى كان فيك طعم العسل لآن فيه روح الذبابة ..
و لا ذلك الحبيب الذي يكون لك في هم الحب كأنه وطن جديد و قد نفيت إليه نفي المبعدين ..
و لا ذلك الصاحب الذي يكون كجلدة الوجه ، تحمر وتصفر لأن الصحة و المرض يتعاقبان عليها فكل أولئك الأصدقاء لا تراهم أبداً إلا على أطراف مصائبك، كأنهم هناك حدود تعرف بها من أين تبتدأ الصداقة .
و لكن الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها ، و إذا غاب أحسست أن جزءاً منك ليس فيك ، فسائرك يحن إليك ، فإذا أصبح من ماضيك بعد أن كان من حاضرك ، و إذا تحول عنك ليصلك بغير الحدود كما وصلك بالمحدود ، واذا مات ..
يومئذ لا تقول أنه مات لك ميت ..
بل مات فيك ميت، ذلك هو الصديق !

الرافعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق