المشــــــــــــاهدات

الاثنين، يوليو 16، 2012

في خبر الشباب و المشيب

أنشد المبرد قال: أنشدنا أبو عثمان المازني لأبي حية النميري:

زمان الصبا ليتَ أيامنا
       رجعنَ لنا الصالحاتِ القصارا
زمانٌ عليَّ غرابٌ غدافٌ
           فطيّرهُ الدهرُ عني فطارا
فلا يُبعد اللهُ ذاك الغرابَ
         وإن هو لم يبقَ إلاّ ادِّكارا
كأنَّ الشابَ ولذاتهِ
       وريقَ الصبا كانَ ثوباً مُعارا

*  ريق الصبا وريّقه ورونقه أوّله.

وهازئةٍ إذْ رأت لمّتي
            تلفعَ شيبٌ بها فاستدارا
وقلدني منه بعد الخطام
    عذاراً فما أسطيعُ عنه اعتذارا
أجارتنا إنَّ ريبَ الزما
        ن قبليَ غالَ الرجالَ الخيارا
فأما تريْ لمَّتي هكذا
      فأسرعتِ منها لشيبي النفارا
فقد أرتدي طلةً وحفةً
         وقد أُبرزُ الفتياتِ الخفارا

الطلة: اللذيذة، وشعرٌ وحفٌ: أي كثير حسن أسود، ووحفٌ، بالتحريك، والخفر شدة الحياء، وامرأة خفرة، ويقال: خفِرة بالكسر، يقول: ارتديت شيبةً طلةً، أي لذيذة. قوله: وكان عليَّ غراب غداف: أراد به الشباب ويشبه أن يكون مثل قول الأعشى:
وما طلابكَ شيئاً لستَ مدركهُ
   إنْ كانَ عنكَ غرابُ الجهل قد وقعا

ومنه أخذ القائل، أظن الأبيات للإمام الشافعي:

أيا بومةً قد عشعشتْ فوقَ هامتي
     على الرغمِ مني حينَ طارَ غرابُها
علمتِ خرابَ العمرِ مني فزرتني
          ومأواك من كلِّ الديارِ خرابُها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق