المشــــــــــــاهدات

الثلاثاء، يوليو 10، 2012

ليلة في الوادي - ماجدة م


دب الليل...و كنت أستسلم لنوم ثقيل داخل خيمتي بعدما وضعت طاردا للبعوض همّ النعاس أن يأخذني .. و إذا بضجة كبيرة تفزعني ، لم تكن بعيدة ، كانت كأن شيئا ثقيلا سقط في مياه الوادي، و لأني في عمق الغابة ، توقعت أن السبب قد يكون النمر الذي أريد تصويره ، تملكني الخوف و مسكت انفاسي و اطفأت القنديل ، تريثت بعض الشيء علني ألتقط مزيدا من الأصوات ، لم يبقى منها إلا جلبة خفيفة آتية دائما من ناحية الوادي ،و كأنها قريبة من المكان الذي نصبت فيه الكاميرا، لم يكن لدي من خيار سوى المجازفة و التوجه الى مكان شكي، خرجت زاحفا على بطني ، محاولا أن لا أصدر اي ضجيج، تحركت ببطئ شديد حتى أن قلبي راح يخفق بشدة ، حسبته سيتوقف و العرق تصبب و بلل كل جسدي و وجهي و ملابسي، بدت لي المسافة طويلة مع انها لم تتجاوز عشرة أمتار ، مسحت خلالها كل ما اعترض طريقي من حجر و عشب و طين و عناكب ..و رجوت الله ان لا اصادف عقربا او افعى ..
في الأخير تمكنت من الوصول عند الكاميرا ، انتصبت محاولا فعل ذلك بهدوء مع أني كنت أرتجف و ألهث، و حينما استقرت عيني امام العدسة وجهتها الى ناحية الوادي و بدأت أمسح في المنطقة ببطئ ، توقفت امام منظر لم اتبين معالمه في البداية ، كان هناك شيء في الماء، كبرت الصورة ، حاولت أدققها ، بدا مثل جسد ظبي أو ما شابه ، قوائمه الخلفية كانت منتصبة قليلا و تهتز ، و لكن ما ذاك السواد الذي يغطي نصفه الأمامي، تطلب مني الأمر بعض الثواني قبل أن أكتشف المنظر المروع...لثعبان يوشك أن يبتلع نصف جسد الحيوان . . . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق