المشــــــــــــاهدات

السبت، ديسمبر 29، 2012

الـمِـــــــــــــرْآة - شعر عيسى جرابا

تُبْدِي لِيَ الـمِرْآةُ… مَا أَخْشَاهُ
... هَذَا أَنَا…؟! رُحْمَاكَ… يَا اللهُ!

فِي غَفْلَةٍ… عَبَرَ الزَّمَانُ مُسَافِراً
مِنْ أَرْبَعِيْـنَ… وَمَا تَزَالُ خُطَاهُ

فَتَّشْتُ عَنِّي… لَمْ يَعُدْ مِنِّي سِوَى
ذِكْرَى تَئِنُّ… فَتَسْتَفِيْقُ الآهُ

الرَّوْضَةُ الغَنَّاءُ… كَيْفَ تَصَحَّرَتْ؟
وَالبُلْبُلُ الصَّدَاحُ… أَيْنَ غِنَاهُ؟

وَالجَدْوَلُ الرَّقْرَاقُ… مَاذَا رَاعَهُ
حَتىَّ اسْتَطَارَ…؟ أَفَرَّتِ الَأمْوَاهُ؟

وَسَنَابِلُ الأَحْلامِ… تَهْتِفُ بِالحَصَـ
ـادِ… فَهَلْ يُبَشَّرُ مَنْ تُغَلُّ يَدَاهُ؟!

مِمَّا مَضَى… بَقِيَ الحَنِيْـنُ يَشُقُّ ثَـ
ـوْبَ الصَّبْرِ… حِيْـنَ تَعُوْدُنِي ذِكْرَاهُ

الصُّبْحُ لاحَ بِمَفْرِقِي… مِنْ بَعْدِ لَيْـ
ـلٍ حَالِمٍ… أَشْتَاقُهُ… أَهْوَاهُ

يَا لَيْلُ لا تَرْحَلْ فَدَيْتُكَ… قِفْ هُنَا
غَرَسَ الفُؤَادُ… عَلَى يَدَيْكَ مُنَاهُ

أَنَا آخِرُ البُؤَسَاءِ… أَحْمِلُ رَايَةً
مِنْ غُصَّةٍ… وَأَمَامِيَ الأَشْبَاهُ

دَرْبٌ مِنَ الَألَمِ الـمُمِضِّ… أَسُوْقُهُ
وَتَسُوْقُنِي… أَشْوَاكُهُ وَحَصَاهُ

زَوَّادَتِي أَمَلٌ… أَكَادُ أَرَى بِهِ
مَا لا يَرَاهُ… العَابِدُ الَأوَّاهُ

مَا لِي وَلِلمِرْآةِ؟ هَلْ يَرْنُو بِهَا
وَجْهٌ سَنَاهُ خَبَا… وَجَفَّ نَدَاهُ؟

العَيْشُ فِي الدُّنْيَا… فُصُوْلُ رِوَايَةٍ
فَصْلُ الخِتَامِ… أَشَدُّ مَا نَخْشَاهُ

نَادَيْتُ يَا اللهُ…! مِلْءَ جَوَانِحِي
لا… لَمْ يَخِبْ مَنْ قَالَ… يَا اللهُ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق