المشــــــــــــاهدات

الثلاثاء، أغسطس 28، 2012

كسرنا قوس حمزة - يوسف العظم

كسَرْنَا قَوْسَ حَمْزَةٍ عَنْ جَهَالَة
               وَحَطَّمْنَا بِلاَ وَعْيٍ نِبَالَهْ
فَمَزَّقَنَا العَدُوُّ وَلاَ جِهَادٌ
            وَدَمَّرَنَا الطُّغَاةُ وَلاَ عَدَالَة
وَبَاتَتْ أُمَّةُ الإِسْلاَمِ حَيْرَى
           وَبَاتَ رُعَاتُهَا فِي شَرِّ حَالَة
فَلاَ الصِّدِّيقُ يَرْعَاهَا بِحَزْمٍ
           وَلاَ الفَارُوقُ يَورِثُهَا فِعَالَهْ
وَلاَ عُثْمَانُ يَمْنَحُهَا عَطَاءً
             وَيُنْفِقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَالَهْ
وَلاَ سَيْفٌ ثَقِيلٌ مِنْ عَلِيٍّ
                 تَفَيَّأْنَا إِلَى عَدْلٍ ظِلاَلَهْ
وَلاَ زَيْدٌ يَقُودُ الجَمْعَ فِيهَا
              لِحَرْبٍ أَوْ يُعِدَّ لَهَا رِجَالَهْ
وَلاَ القَعْقَاعُ يَهْتِفُ بِالسَّرَايَا
           فَتَخْشَى سَاحَةُ الهَيْجَا نِزَالَهْ
وَلاَ حِطِّينُ يَصْنَعُهَا صَلاَحٌ
         طَوَى الجُبَنَاءُ فِي خَوَرٍ هِلاَلَهْ
تَرَى صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ فِي حِمَانَا
                وَقَدْ فَقَدَتْ مَآذِنُنَا بِلاَله
و أقصانا يدنسه يهود
           و تعبث في مرابعه حثالة
نَشُدُّ رِحَالَنَا شَرْقًا وَغَرْبًا
           وَأَوْلَى أَنْ نَشُدَّ لَهُ رِحَالَهْ
وَشَعْبٌ ضَائِعٌ فِي كُلِّ أَرْضٍ
        وَجُلُّ مُنَاهُ أَنْ يُرْضِي جَمَالَهْ
وَحَادِي الرَّكْبِ بُومٌ أَوْ غُرَابٌ
         وَقَدْ قَادَ الجُمُوعَ أَبُو رِغَالَهْ
يُلَمْلِمُ مِنْ فُتَاتِ الكُفْرِ قُوتًا
        وَيَلْعَقُ مِنْ كُؤُوسِهِمُ الثُّمَالَةْ
يُقَبِّلُ رَاحَةَ الطَّاغُوتِ حِينًا
            وَيَلْثُمُ دُونَمَا خَجَلٍ نِعَالَهْ
فَيَرْتَعُ فِي مَرَابِعِنَا دَخِيلٌ
      يُطَارِدُ فِي حَضَارَتِنَا الأَصَالَةْ
إِذَا شَأَلَ الزَّعِيمُ مَزِيدَ ذُلٍّ
           لِشَعْبٍ لاَ يَرُدُّ لَهُ سُؤَالَهْ
وَإِنْ نَصَحَ الْحَكِيمُ فَلاَ سَمِيعٌ
        وَلاَ قَلْبٌ يَعِي صِدْقَ الْمَقَالَةْ
وَهَمُّ الجَمْعِ ثَوْبٌ أَوْ رَغِيفٌ
         وَصَكٌّ مِنْ رَصِيدٍ أَوْ حَوَالَةْ
وَأَلْقَابٌ يَتُوهُ بِهَا قُرُودٌ
          وَلَيْسَ لَهَا مَعَانٍ أَوْ دِلاَلَةْ
"سَعَادَتُهُ" شَقَاءٌ فِي شَقَاءٍ
       وَقَدْ رَفَعَتْ "مَعَالِيهِ" السَّفَالَةْ
"سِيَادَتُهُ" يُقِيمُ عَلَى هَوَانٍ
     "سَمَاحَتُهُ" يَعِيشُ مَعَ الضَّلاَلَةْ
"فَخَامَتُهُ" هَزِيلٌ لَيْسَ يَدْرِي
       بِأَنَّ النَّاسَ قَدْ فَضَحُوا هُزَالَهْ
وَ"دَوْلَتُهُ" يَعِيشُ مَعَ الأَمَانِي
          وَيَخْشَى أَنْ تُفَاجِئَهُ الإِقَالَةْ
كَسَرْنَا قَوْسَ حَمْزَةَ وَانْثَنَيْنَا
          نَذُوقُ الْمُرَّ أَوْ نَجْنِي وَبَالَهْ
مُؤَامَرَةٌ يُدَبِّرُهَا يَهُودٌ
             وَيَرْعَاهَا عَلِيلَ لاَ أَبَا لَهْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق