فأُدخِل الأعرابيٌ
على مجلس هارون الرشيد ، عليه جبة خزٍّ ورداءُ يمان ، فلما نظر إليه الرشيد تبسم ثم
أُدنيَ فسلم فرد عليه ، فقال له سعيد بن سلم : تكلم بشرف أمير المؤمنين ،
فأَنْشَدَهُ شعراً حسناً ، واستوى الرشيد ، ثم قال له : أسمعك مُستحسناً ، وأُنكرك
متهماً !
فإن كنت صاحب هذا
الشعر فقل في هذين بيتين ، وأشار إلى أبنائه عبدالله ومحمد .
فقال الأعرابي : يا
أمير المؤمنين حملتني على غير الجَدَد ، روعةُ الخلافة وبُهر البديهة ، ونفور القول
في الروية إلا بفكرٍ يتألف لي نُفرانها ، فاليُمهلني أمير المؤمنين قليلاً
.
فقال الرشيد : أمهلك
وأجعل لك حُسن اعتذارك بدلاً في امتحانك .
قال الأعرابي :
نفَّست الخِناق ، وسهَّلت السباق ، ثم قال :
بـنـيـتَ بعبـداللهِ بـعـد مـحـمـدٍ .. ذُرى قُبَّة الإسلام فاخضرَّ عودهــا
هـمـا طُـنُباها بارك الله فيهما .. وأنتَ أمـيـر
الـمـؤمنين عــمـودهـا
فقال الرشيد : أحسنت بارك الله فيك ، فلا تجعل مسألتك دون
إحسانك .
فقال الأعرابي : الهُنيْدة يا أمير المؤمنين ، فأمر له بها
، والهنيدة المائة من الإبل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق