المشــــــــــــاهدات

الاثنين، نوفمبر 12، 2012

أجـــــــواد الإســـــــلام

حكى الهيثم بن عدي قال :
تمارى ثلاثة من أجواد الإسلام فقال رجل : أسخى الناس في عصرنا هذا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وقال آخر : أسخى الناس عرابة الأوسي وقال آخر : بل قيس ابن سعد بن عبادة وأكثروا الجدال في ذلك وكثر ضجيجهم وهم بفناء الكعبة فقال لهم رجل قد أكثرتم الجدال في ذلك وكثر ضجيجهم وهم بفناء الكعبة ، فقال لهم رجل قد أكثرتم الجدال في ذلك فما عليكم أن يمضي كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله حتى ننظر ما يعطيه ونحكم على العيان فقام صاحب عبد الله إليه فصادفه قد وضع رجله في غرز ناقته يريد ضيعة له فقال يا ابن عم رسول الله.
قال : قل ما تشاء.
قال ابن سبيل ومنقطع به.
قال : فأخرج رجل من غرز الناقة وقال له : ضع رجلك واستو على الراحلة وخذ ما في الحقيبة واحتفظ بسيفك فإنه من سيوف علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : فجاء بالناقة والحقيبة فيها مطارف خز وأربعة آلاف دينار وأعظمها وأجلها السيف.
ومضى صاحب قيس بن سعد بن عبادة فصادفه نائماً فقالت الجارية : هو نائم فما حاجتك إليه؟
قال ابن سبيل ومنقطع به.
قالت : حاجتك أهون من إيقاظه هذا كيس فيه سبعمائة دينار والله يعلم أن ما في دار قيس غيره خذه وامض إلى معاطن الإبل إلى أموال لنا بعلامتنا فخذ راحلة من رواحله وما يصلحها وعبدا وامض لشأنك ، فقيل : إن قيسا لما انتبه من رقدته أخبرته بما صنعت فاعتقها ، ومضى صاحب عرابة الأوسي إليه فألفاه قد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يمشي على عبدين وقد كف بصره فقال : يا عرابة ابن سبيل ومنقطع به.
قال : فخلى العبدين وصفق بيمناه على يسراه وقال : أواه أواه ما تركت الحقوق لعرابة مالا ولكن خذهما يعني العبدين.
قال : ما كنت بالذين أقص جناحيك.
قال إن لم تأخذهما فهما حران فإن شئت تأخذ وإن شئت تعتق وأقبل يلتمس الحائط بيده راجعا إلى منزله.
قال : فأخذهما وجاء بهما فثبت أنهم أجود عصرهم إلا أنهم حكموا لعرابة لأنه أعطى جهده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق