المشــــــــــــاهدات

السبت، يوليو 21، 2012

مصـــــطلحات رمضــــــــانيـــــــــة

الصوم: هو الإمساك عن الشيء والترك له، وقيل للصائم صائم لإمساكه عن المطعم والمشرب والمنكح، وقيل للصامت صائم لإمساكه عن الكلام وقيل للفرس صائم لإمساكه عن العلف مع قيامه.والفعل صام يصوم صوماً وصياماً، وقوم صوّام وصيام وصُوّم بالتشديد وصيِّم، وفي الوصف رجل صَوْْم ورجلان صَوْم وقوم صَوْم وامرأة صَوْم فلا يُثنى بالمصدر.رمضان: أصله من الرمض، والرمضاء شدة الحر والرَّمض حر الحجارة من شدة حر الشمس، والرمض شدة وقع الشمس على الرمل وغيره، والأرض رمضاء ومنه الحديث: ((فجعل يتتبع الفيء من شدة الرَمض))، وجمع رمضان رمضانات ورماضين وأرمضاء وأرمضه وأرمض، وأرمضَ الحرُ القومَ اشتد عليهم، ورمض الصائم يرمض إذا حر جوفه من شدة العطش، وسُمي الشهر برمضان قيل لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها فوافق رمضان أيام رمض الحر وشدته فسُمي به.الإمساك: مَسكَ بالشيء وأمسك به وتمسك وتماسك واستمسك ومسّك كله احتبس ومنه: الذين يمسكون بالكتاب، والمَسْكُ والمسكة ما يُمسكُ الأبدان عن الطعام والشراب وقيل ما يتبلغ به منهما، تقول امسك مسك إمساكاً وامسك الشيء حبسه  

أيهــــــــا الضيف الحبيب - العشماوي

أيها الضيف الحبيب ..
            أنت من روحي قريب
حينما أقبلتَ أهدى ..
           عطره الروض القشيب
وشدَت أطيار حبي ..
                    وتغنى العندليب
أيها الضيف الحبيب ..
                جئت والدمع صبيب
فملأتَ الروح أنساً ..
                 وصفا القلب الكئيب
رمضان الخير أهلا..
                     ثم أهلا يا حبيب
أنت للقلب المعنّى ..
                    من مآسيه طبيب
جئت ياأعظم ضيف ..
                وعلى الأرض لهيب
في نواحيها من الطغـ . .
                 ــيان والظلم كروب
وعليها من أعاصير
                     الأباطيل هبوب
جئتنا والشام تبكي ..
                قد علا فيها النحيب
أسرف الباغي عليها ..
                  وهو دجال كذوب
فعله فعل قبيح ..
                   قوله قول مريب
جئتنا يا ضيفنا والـ
             ـحال في الدنيا عجيب
فتجلّى منك فجر ..
                   وبدا نصر قريب
بك يا شهر الهدى..
                تمتد للخير الدروب
جئتنا نبعاً نقياً ..
                 ترتوي منه القلوب
نحن ندعو الله يا . .
           شهر الهدى وهو مجيب

           عبدالرحمن العشماوي
     مكة المكرمة -٢٩-٨-١٤٣٣هـ

الجمعة، يوليو 20، 2012

من آيـــــــــــــات الصيــــــــــــــــام

أولاً: آيات الصوم من سورة البقرة : الآيات (183-184) :

قال تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودٰتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 183 ـ 184].

أسبــــــاب النـــــــــزول:

1ـ قوله تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ...} [البقرة:183].
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويصوم يوم عاشوراء، فأنزل الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} إلى قوله: {طَعَامُ مِسْكِينٍ} فكان من شاء أن يصوم صام، ومن شاء أن يفطر ويطعم كل يوم مسكينًا أجزأه ذلك .

القـــــــــــراءات:

أ ـ قوله تعالى: {وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ}.
1 ـ (يُطوَّقونه): وهي قراءة ابن عباس رضي الله عنهما.
2 ـ (يُطيّقونه): بضم الياء الأولى وتشديد الياء الثانية، وهي قراءة سعيد بن المسيب.
2 ـ (يطّيّقونه): بتشديد الطاء والياء الثانية، وهي قراءة مجاهد وعكرمة.
4 ـ (يُطيقونه): وهي قراءة الجمهور.
ب ـ قوله تعالى: {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}.
1 ـ (فديةُ طعامِ) بالإضافة، وهي قراءة أهل المدينة والشام .
2 ـ (طعام مساكين) وهي قراءة أهل المدينة والشام أيضًا .
ج ـ قوله تعالى: {فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا}.
قرأ عيسى بن عمرو ويحيى بن وثاب وحمزة والكسائي (يطّوع) مشددًا مع جزم الفعل على معنى يتطوّع.

المفــــــــــــردات:

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ}: فرض عليكم الصيام.
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}: أي بالمحافظة عليها، وقيل: تتقون المعاصي بسبب هذه العبادة؛ لأنها تكسر الشهوة، وتضعف دواعي المعاصي.
{أَيَّامًا مَّعْدُودٰتٍ}: أي قليلة في غاية السهولة والمراد بها: شهر رمضان.
{وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ}: أي يطيقون الصيام.
وقيل: أي يتكلفونه، ويشق عليهم مشقة غير محتملة، كالشيخ الكبير.
{فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ} قيل: معناه: من أراد الإطعام مع الصوم، وقيل: من زاد في الإطعام على المدّ، وقيل: من أطعم مع المسكين مسكينًا آخر.
قال الطبري: "أي هذه المعاني تطوع به المفتدي من صومه، فهو خير له؛ لأن كل ذلك من تطوع الخير، ونوافل الفضل".

المعنى الإجمالي:

يخبر تعالى بما من به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي فيها من المصالح العظيمة للخلق في كل زمان، وفيه تنشيط لهذه الأمة المحمدية بأن تنافس غيرها من الأمم، وتسارع إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصت بها هذه الأمة عن غيرها.
ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} إذ الصيام من أعظم الأسباب الجالبة للتقوى؛ إذ إنه يضيق مجاري الشيطان، ويقوي النفس على طاعة الرحمن حقيقة مجربة.
ولما ذكر سبحانه فرض الصوم أخبر أنه أيام معدودات، أي: قليلة في غاية السهولة يستطيع أن يؤديها المكلف العادي.
ثم سهل تسهيلاً آخر فقال: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} وذلك فيما إذا حصلت المشقة، فإن الله قد أباح لهما الفطر، ولما كان لا بد من حصول مصلحة الصيام أمرهما أن يقضياه في أيام أخر إذا زال المرض، وانقضى السفر، وحصلت الراحة.
أما الذين يشق عليهم الصيام كالكبير والمريض مرضًا مزمنًا فدية عن كل يوم طعام مسكين عوضًا عن فوات الصوم في وقته، وامتثالاً لأمر الله تعالى، وتحقيقًا لمبدأ العبودية لله تعالى.

الأربعاء، يوليو 18، 2012

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب

يا ذا الذي ماكفاه الذنب في رجب
         حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعـدهـما
           فلا تصيره أيضا شهر عصيان
واتل القرءان وسبح فيه مجتهدا
          فإنه شـهـر تســبــيـــح وقرءان
فاحمل على جسد ترجو النجاة له
              فسوف تضرَم أجساد بنيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
            من بين أهل وجيران وإخوان
افناهم الموت واستبقاك بعدهم
        حيا فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها
            فأصبحت في غد أثواب أكفان

روّح فؤادك قد أتى رمضان - قصيدة

روّح فؤادك قد أتى رمضان
         فيه الهدى و البر و الاحسان
شهر يزيد على الشهور جلالة
             و هدى و فيه انزل القرآن
فيه الرضا للصائمين و فيه ما
            يرجونه و العفو و الغفران
قال النبي كما روى عن ربه
              فيما رواه السادة الأعيان
الصوم لي, و أنا الذي أجزي به
            فأفض علينا الجود يا حنان
سبحانك اللهم في الآصال و الــ
               أبكار حتى يملأ الميزان
يا رب جئنا تائبين فهب لنا
        سترا" جميلا" منك يا سلطان
يسّر لنا بصيامه و قيامه
            روح الفتوح ليكمل الايمان
و اشرح قلوب المسلمين به
            كما عودتنا يا رب يا منان
ثم الصلاة على النبي و آله
           و صحابه ما دارت الأزمان

غـــــريب الحــــديث و الأثــــــر

( بَضَضَ ) ( هـ ) فِي حَدِيثِ طَهْفَةَ : " مَا تَبِضُّ بِبِلَالٍ " أَيْ مَا يَقْطُرُ مِنْهَا لَبَنٌ . يُقَالُ بَضَّ الْمَاءُ إِذَا قَطَرَ وَسَالَ .

( هـ ) وَمِنْهُ حَدِيثُ تَبُوكَ : " وَالْعَيْنُ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ " .

( هـ ) وَمِنْهُ حَدِيثُ خُزَيْمَةَ : " وَبَضَّتِ الْحَلَمَةُ " أَيْ دَرَّتْ حَلَمَةُ الضَّرْعِ بِاللَّبَنِ .

* وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : " أَنَّهُ سَقَطَ مِنَ الْفَرَسِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وَعُرْضُ وَجْهِهِ يَبِضُّ مَاءً أَصْفَرَ " .

( س ) وَحَدِيثُ النَّخَعِيِّ : الشَّيْطَانُ يَجْرِي فِي الْإِحْلِيلِ وَيَبِضُّ فِي الدُّبُرِ أَيْ يَدِبُّ فِيهِ فَيُخَيَّلُ أَنَّهُ بَلَلٌ أَوْ رِيحٌ .

* وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ : " هَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضَاضَةِ الشَّبَابِ إِلَّا كَذَا " الْبَضَاضَةُ : رِقَّةُ اللَّوْنِ وَصَفَاؤُهُ الَّذِي يُؤَثِّرُ فِيهِ أَدْنَى شَيْءٍ .

( هـ ) وَمِنْهُ : " قَدِمَ عَمْرٌو عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ أَبَضُّ النَّاسِ " أَيْ أَرَقُّهُمْ لَوْنًا وَأَحْسَنُهُمْ بَشَرَةً .

وَمِنْهُ حَدِيثُ رُقَيْقَةَ : " أَلَا فَانْظُرُوا فِيكُمْ رَجُلًا أَبْيَضَ بَضًّا " .

( هـ ) وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ : " تَلْقَى أَحَدَهُمْ أَبْيَضَ بَضًّا " .

• النهاية في غريب الحديث و الأثر - لابن الأثير.

غــــــــــريب القــــــــــــــرآن


             ( ســـــــورة التوبـــــــة )

67- نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ أي تركوا أمر الله فتركهم.

69- فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ أي استمتعوا بنصيبهم من الآخرة في الدنيا.

70- وَالْمُؤْتَفِكَاتِ مدائن قوم لوط؛ لأنها ائتفكت أي انقلبت .

• تفسير غريب القرآن -- لابن قتيبة

الثلاثاء، يوليو 17، 2012

رمضــــــــان أقبل يا أولي الألباب

رمـضانُ أقـبلَ يا أُولي الألبابِ
             فاستَـقْـبلوه بعدَ طولِ غيـابِ
عـامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ
             فَتَـنَبَّهـوا فالعمرُ ظـلُّ سَحابِ
وتَهـيّؤوا لِـتَصَـبُّرٍ ومـشـقَّةٍ
          فأجـورُ من صَبَروا بغير حسابِ
اللهُ يَجزي الصائـميـنَ لأنـهم
            مِنْ أَجلِـهِ سَخِـروا بكلِّ صعابِ
لا يَدخـلُ الـريَّـانَ إلا صائـمٌ
            أَكْرِمْ بـبابِ الصْـومِ في الأبوابِ
وَوَقـاهـم المَولى بحرِّ نَهـارِهم
            ريـحَ السَّمـومِ وشرَّ كلِّ عـذابِ
وسُقوا رحيـقَ السَّلْسبيـلِ مزاجُهُ
               مِنْ زنجبـيـلٍ فاقَ كلَّ شَـرابِ
هـذا جـزاءُ الصائـمينَ لربِّهم
               سـَعِدوا بخيـرِ كرامةٍ وجَـنابِ
الصومُ جُنَّـةُ صائـمٍ مـن مَأْثَمٍ
           يَنْـهى عن الفحشـاء والأوشابِ
الصـومُ تصفيـدُ الغرائزِ جملةً
                   وتـحـررٌ منرِبْـقـةٍ بـرقابِ
ما صامَ مَنْ لم يَرْعَ حـقَّ مجاورٍ
                 وأُخُـوَّةٍ وقـرابـةٍ وصـحـابِ
ما صـامَ مَنْ أكَلَ اللحومَ بِغيـبَةٍ
                أو قـالَشـراً أو سَعَى لخـرابِ
ما صـامَ مَـنْ أدّى شهادةَ كاذبٍ
                   وأَخَـلَّ بـالأَخــلاقِ والآدابِ
الصومُ مـدرسةُ التعفُّـف ِوالتُّقى
                    وتـقـاربِالبُعَداءِ والأغـرابِ
الصومُ رابـطةُ الإخـاءِ قويـةً
                  وحبالُ وُدِّالأهْـلِ والأصحـابِ
الصومُ درسٌ في التسـاوي حافلٌ
                  بالجودِ والإيثـارِوالـتَّـرحْابِ
شهـرُ العـزيمة والتصبُّرِ والإبا
              وصفاءِ روحٍ واحتمالِ صعـابِ
كَمْ مِـنْ صيامٍ ما جَـنَى أصَحابُه
              غيرَ الظَّما والجوعِ والأتـعـابِ
ما كلُّ مَنْ تَرَك الطـعامَ بـصائمٍ
              وكذاك تاركُ شـهـوةٍ وشـرابِ
الصومُ أسـمى غايـةٍ لم يَرْتَـقِ
              لعُلاهُ مثلُ الرسْـلِ والأصحـابِ
صامَ الـنبيُّ وصـحْبُهُ فـتبرّؤوا
            عَنْ أن يَشيبوا صومَهـم بالعـابِ
قـومٌ هـمُ الأملاكُ أو أشباهُـها
                 تَمشي وتـأْكلُ دُثِّرَتْ بثـيـابِ
صَقَـلَ الصـيامُ نفوسَهم وقلوبَهم
               فَغَـدَوا حديـثَ الدَّهرِوالأحقابِ
صامـوا عـن الدنيا وإغْراءاتِها
             صاموا عن الشَّـهَواتِ والآرابِ
سـارَ الغزاةُ إلى الأعادي صُوَّماً
             فَتَحوا بشهْرِ الصْومِ كُلَّ رحـابِ
مَلكوا ولكن ما سَهَوا عن صومِهم
                   وقيامِـهـم لـتلاوةٍ وكـتـابِ
هم في الضُّحى آسادُ هـيجاءٍ لهم
              قَصْفُ الرعودِ و بارقاتُ حرابِ
لكـنَّهـم عند الدُّجى رهـبانُـه
              يَبكونَ يَنْتَحِبونَ في المـحـرابِ
أكـرمْ بهمْ في الصائمينَ ومرحباً
               بقدومِ شهرِ الصِّيدِ والأنـجـابِ

أبيـــــــات أعجبتني


رمضان أقبل هاتها يا ساقي
             مشتاقةً تسعى إلى مشتاق ِ
ليست بخمرٍ احتسيه وإنما
              كأس العبادة في ألذ مذاق ِ
هيا بنا يا إخوتي لقيامنا
              نحيي ليالينا إلى الإشراق ِ
هيا هلموا للإله وعفوه
              ها قد أتاكم حادي الأشواق ِ
ها قد أتى رمضان يدعو أهله
                  للعفو للغفران للإعتاقِ
للنور للإيمان حثوا ركبكم
              هيا تعالوا صُحبتي ورفاقي
لله حثوا السير لا تتقاعسوا
             إن التقاعس شيمة الفساقِ
ها قد أتى رمضان من ابوابه
               ريح الجنان تفوحُ للعشاقِ
حييت يا خير الشهور فقد بكت
              شوقاً إليك مسامعٌ و مأقي

غـــــريب الحــــديث و الأثــــــر

( بَصَرَ ) فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى : " الْبَصِيرُ " هُوَ الَّذِي يُشَاهِدُ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا ظَاهِرَهَا وَخَافِيَهَا بِغَيْرِ جَارِحَةٍ . وَالْبَصَرُ فِي حَقِّهِ عِبَارَةٌ عَنِ الصِّفَةِ الَّتِي يَنْكَشِفُ بِهَا كَمَالُ نُعُوتِ الْمُبْصَرَاتِ .

( هـ ) وَفِيهِ : " فَأَمَرَ بِهِ فَبُصِّرَ رَأْسُهُ " أَيْ قُطِعَ . يُقَالُ بَصَّرَهُ بِسَيْفِهِ إِذَا قَطَعَهُ .

( هـ ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ : " فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ شَاةً فَرَأَى فِيهَا بُصْرَةً مِنْ لَبَنٍ " تُرِيدُ أَثَرًا قَلِيلًا يُبْصِرُهُ النَّاظِرُ إِلَيْهِ .

( هـ ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : " كَانَ يُصَلِّي بِنَا صَلَاةَ الْبَصَرِ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ إِنْسَانًا رَمَى بِنَبْلَةٍ أَبْصَرَهَا " قِيلَ هِيَ صَلَاةُ الْمَغْرِبِ ، وَقِيلَ صَلَاةُ الْفَجْرِ لِأَنَّهُمَا يُؤَدَّيَانِ وَقَدِ اخْتَلَطَ الظَّلَامُ بِالضِّيَاءِ . وَالْبَصَرُ هَاهُنَا بِمَعْنَى الْإِبْصَارِ ، يُقَالُ بَصُرَ بِهِ بَصَرًا .

* وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : " بَصَرُ عَيْنِي وَسَمْعُ أُذُنِي " وَقَدْ تَكَرَّرَ هَذَا اللَّفْظُ فِي الْحَدِيثِ ، وَاخْتُلِفَ فِي ضَبْطِهِ ، فَرُوِيَ بَصُرَ وَسَمِعَ ، وَبَصَّرَ وَسَمَّعَ ، وَبَصَرٌ وَسَمْعٌ ، عَلَى أَنَّهُمَا اسْمَانِ .

* وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ : " وَيَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً " أَيْ شَيْئًا مِنَ الدَّمِ يَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَى الرَّمِيَّةِ وَيَسْتَبِينُهَا بِهِ .

[ ص: 132 ] * وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ : " وَلَتَخْتَلِفُنَّ عَلَى بَصِيرَةٍ " أَيْ عَلَى مَعْرِفَةٍ مِنْ أَمْرِكُمْ وَيَقِينٍ .

* وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ : " أَلَيْسَ الطَّرِيقُ يَجْمَعُ التَّاجِرَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالْمُسْتَبْصِرَ وَالْمَجْبُورَ " أَيِ الْمُسْتَبِينَ لِلشَّيْءِ ، يَعْنِي أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، أَرَادَتْ أَنَّ تِلْكَ الرُّفْقَةَ قَدْ جَمَعَتِ الْأَخْيَارَ وَالْأَشْرَارَ .

( هـ ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ : بُصْرُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ أَيْ سُمْكُهَا وَغِلَظُهَا ، وَهُوَ بِضَمِّ الْبَاءِ .
• النهاية في غريب الحديث و الأثر - لابن الأثير.

غــــــــــريب القــــــــــــــرآن


             ( ســـــــورة التوبـــــــة )

57- أَوْ مُدَّخَلا أي: مُدخلا يدخلونه.

 لَوَلَّوْا إِلَيْهِ أي لرجعوا عنك إليه.

 وَهُمْ يَجْمَحُونَ أي: يسرعون [روغانا عنك] ومنه قيل: فرس جَمُوح إذا ذهب في عَدْوه فلم يثنه شيء.

58- وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ يعيبك ويطعن عليك . يقال: هَمَزْتُ فلانا ولَمَزْته. إذا اغتبته وعبته [ومنه قوله تعالى]: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ .

* * *
60- إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وهم ضُعفاء الأحوال الذين لهم البُلْغة من العَيْش.

 وَالْمَسَاكِينِ الذين ليس لهم شيء. قال قتادة الفقير: الذي به زَمَانَة؛ والمسكين: الصحيح المحتاج.

 وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا أي عمال الصدقة وهم السّعاة.

 وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يَتَأَلَّفُهم على الإسلام .

 وَفِي الرِّقَابِ أي المُكَاتَبِين. أراد: فَكَّ الرِّقاب من الرِّق.

 وَالْغَارِمِينَ مَنْ عليه الدَّيْن ولا يجد قضاء. وأصل الغرم: الخسران. ومنه قيل في الرهن: له غُنْمُه وعليه غُرْمه. أي ربحه له وخسرانه أو هلاكه عليه. فكأن الغارم هو الذي خسر ماله. والخُسْران: النقصان. ويكون الهلاك. قال الله عز وجل: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ وقد يشتق من الغُرْم اسم للهلاك خاصة. من ذلك قوله: إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا أي هلاكا. ومنه يقال: فلان مُغْرَمٌ بالنساء أي مهلك بهن. ويقال: ما أشد غَرَامه بالنساء وإغْرَامه، أي هلاكه بحُبِّهن.

61- وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ أي يقبل كل ما قيل له.

 قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ أي يقبل منكم ما تقولون له خيرًا لكم إن كان ذاك كما تقولون ولكنه يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ أي يصدِّق الله ويصدق المؤمنين .

• تفسير غريب القرآن -- لابن قتيبة

الاثنين، يوليو 16، 2012

إِذا عَزَّ أَخُوكَ فَهُنْ - مثل

                إِذا عَزَّ أَخُوكَ فَهُنْ

قال أبو عبيد‏:‏ معناه مُيَاسَرتَكُ صديقَك ليست بضَيْم يركبك منه فتدخلك ‏الحميَّة به، إنما هو حسن خلُق وتفضّل، فإذا عاسَرَك فياسره‏.‏
وكان المفضل يقول‏:‏ إن المثل لهُذَيل ابن هُبَيرة التَّغْلبي، وكان أغار على بني ضبة فغنم فأقبل بالغنائم، فقال له أصحابه‏:‏ اقْسِمْهَا بيننا، فقال‏:‏ إني أخاف إن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب، فأبوا، فعندها قال‏:‏ إذا عزَّ أخوك فهُنْ، ثم نزل فقسم بينهم الغنائم، وينشد لابن أحمر‏:‏

دَبَبْتُ له الضَّرَاء وقُلْتُ‏:‏ أبْقَى
               إذا عَزَّ ابنُ عمك أنْ تَهُونَا

في الزيارة والوصال

كان سفيان بن عيينة يقول:لا تعمل الأقدام في الزيارة إلاّ إلى أقدارها ، وينشد :

فضع الزِّيارة حيث لا يزرى بها
              كرم المزور ولا يعاب الزَّائر

وقال العباس بن الأحنف :

يقرِّب الشَّوق داراً وهي نازحةٌ
        من عالج الشَّوق لم يستبعد الدَّارا
أزوركم لا أكافئكم بجفوتكم
              إنَّ المحبَّ إذا لم يستزر زارا

وقال الأحوص:
وماكنت زوَّاراً ولكنَّ ذا الهوى
                إذا لم يزر لا بدَّ أن سيزور
أزور على أن لست أفقد كلَّما
                   أتيت عدوَّاً بالبنان يشير

وقال آخر:
فإنَّي لزوَّارٌ لمن لا يزورني
                إذا لم يكن في ودِّه بمريب
ومستقربٌ دار الحبيب وإن نأت
               وما دار من أبغضته بقريب

وقال آخر:

رأيت تباعد الإخوان قرباً
             إذا اشتملت على الودِّ القلوب
وليس يواصل الإلمام إلاَّ
                    ضنينٌ في مودَّته مريب

وقال إبراهيم بن العباس الصولي:

دنت بأناسٍ من تناءٍ زيارةٌ
               وشطَّ بليلى عن دنوٍ مزارها
وإنَّ مقيماتٍ بمنقطع الِّلوى
             لأقرب من ليلى وهاتيك دارها

لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأةً

أتى الغاضري الحسن بن زيد وهو أمير المدينة. فقال: جعلت فداك ! إني عصيت الله ورسوله، قال: بئس ما صنعت ! وكيف ذاك ؟ قال: لأن الله عز وجل يقول " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأةً. وأنا أطعت امرأتي فاشتريت غلاماً فأبق، فقال الحسن: اختر واحدةً من ثلاث؛ إن شئت ثمن الغلام، فقال: بأبي أنت ! قف عند هذه فلا تجاوزها.

في خبر الشباب و المشيب

أنشد المبرد قال: أنشدنا أبو عثمان المازني لأبي حية النميري:

زمان الصبا ليتَ أيامنا
       رجعنَ لنا الصالحاتِ القصارا
زمانٌ عليَّ غرابٌ غدافٌ
           فطيّرهُ الدهرُ عني فطارا
فلا يُبعد اللهُ ذاك الغرابَ
         وإن هو لم يبقَ إلاّ ادِّكارا
كأنَّ الشابَ ولذاتهِ
       وريقَ الصبا كانَ ثوباً مُعارا

*  ريق الصبا وريّقه ورونقه أوّله.

وهازئةٍ إذْ رأت لمّتي
            تلفعَ شيبٌ بها فاستدارا
وقلدني منه بعد الخطام
    عذاراً فما أسطيعُ عنه اعتذارا
أجارتنا إنَّ ريبَ الزما
        ن قبليَ غالَ الرجالَ الخيارا
فأما تريْ لمَّتي هكذا
      فأسرعتِ منها لشيبي النفارا
فقد أرتدي طلةً وحفةً
         وقد أُبرزُ الفتياتِ الخفارا

الطلة: اللذيذة، وشعرٌ وحفٌ: أي كثير حسن أسود، ووحفٌ، بالتحريك، والخفر شدة الحياء، وامرأة خفرة، ويقال: خفِرة بالكسر، يقول: ارتديت شيبةً طلةً، أي لذيذة. قوله: وكان عليَّ غراب غداف: أراد به الشباب ويشبه أن يكون مثل قول الأعشى:
وما طلابكَ شيئاً لستَ مدركهُ
   إنْ كانَ عنكَ غرابُ الجهل قد وقعا

ومنه أخذ القائل، أظن الأبيات للإمام الشافعي:

أيا بومةً قد عشعشتْ فوقَ هامتي
     على الرغمِ مني حينَ طارَ غرابُها
علمتِ خرابَ العمرِ مني فزرتني
          ومأواك من كلِّ الديارِ خرابُها

يا ابن الوليد ألا سيف تؤجره - نزار قباني

فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدبـا فيا دمشـق... لماذا نبـدأ العتبـا؟

حبيبتي أنـت... فاستلقي كأغنيـةٍ على ذراعي، ولا تستوضحي السببا

أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍ أحببت بعدك.. إلا خلتها كـذبا

يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا

وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا

تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها وكم تركت عليها ذكريات صـبا

وكم رسمت على جدرانها صـوراً وكم كسرت على أدراجـها لعبا

أتيت من رحم الأحزان... يا وطني أقبل الأرض والأبـواب والشـهبا

حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـنافمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟

أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـها ومن دموعي سقيت البحر والسحبا

فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةً و كـل مئذنـةٍ رصـعتها ذهـبا

هـذي البساتـين كانت بين أمتعتي لما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغتربا

فلا قميص من القمصـان ألبسـه إلا وجـدت على خيطانـه عنبا

كـم مبحـرٍ.. وهموم البر تسكنه وهاربٍ من قضاء الحب ما هـربا

يا شـام، أيـن هما عـينا معاويةٍ وأيـن من زحموا بالمنكـب الشهبا

فلا خيـول بني حمـدان راقصـةٌ زهــواً... ولا المتنبي مالئٌ حـلبا

وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـه فـيرجف القبـر من زواره غـضبا

يا رب حـيٍ.. رخام القبر مسكنـه ورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـبا

يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا

دمشـق، يا كنز أحلامي ومروحتي أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟

أدمـت سياط حزيران ظهورهم فأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا

وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعوا متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟

سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً وأطعموها سخيف القول والخطبا

وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةً تبيح عـزة نهديها لمـن رغبـا..

هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني عمن كتبت إليه.. وهو ما كتبا؟

وعن بساتين ليمونٍ، وعن حلمٍ يزداد عني ابتعاداً.. كلما اقتربا

أيا فلسطين.. من يهديك زنبقةً؟ ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟

شردت فوق رصيف الدمع باحثةً عن الحنان، ولكن ما وجدت أبا..

تلفـتي... تجـدينا في مـباذلنا.. من يعبد الجنس، أو من يعبد الذهبا

فواحـدٌ أعمـت النعمى بصيرته فانحنى وأعطى الغـواني كـل ما كسبا

وواحدٌ ببحـار النفـط مغتسـلٌ قد ضاق بالخيش ثوباً فارتدى القصبا

وواحـدٌ نرجسـيٌ في سـريرته وواحـدٌ من دم الأحرار قد شربا

إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبي على العصـور.. فإني أرفض النسبا

يا شام، يا شام، ما في جعبتي طربٌأستغفر الشـعر أن يستجدي الطربا

ماذا سأقرأ مـن شعري ومن أدبي؟ حوافر الخيل داسـت عندنا الأدبا

وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ قال الحقيقة إلا اغتيـل أو صـلبا

يا من يعاتب مذبوحـاً على دمـه ونزف شريانه، ما أسهـل العـتبا

من جرب الكي لا ينسـى مواجعه ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا

حبل الفجيعة ملتفٌ عـلى عنقي من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا؟

الشعر ليـس حمامـاتٍ نـطيرها نحو السماء، ولا ناياً.. وريح صبا

لكنه غضـبٌ طـالت أظـافـره ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا

أبيـــــــات أعجبتني

كتمت الهوى حتى أضر بك الكتم
         ولامـك أقـوام ولومهـم ظلـم
ونمّ عليـك الكاشحون و قبلهـم
     عليك الهـوى قد نم لو نفع النم
وزادك إغـراء بها طـول بخلها
      عليك وأبلى لحم أعظمك الهـم
فأصبحت كالنهدي إذ مات حسرة
   على إثر هند أو كمن سقي السم
ألا من لنفس لا تمـوت فينقضي
     شقاها ولا تحيا حياة لها طعـم
تجنبـت إتيـان الحبيـب تأثمـا
   ألا إن هجران الحبيب هو الإثـم
فـذق هجـرها إن كنت تزعم أنه
      رشاد ألا يا ربما كذب الزعـم

     عبيد الله بن عبدالله بن عتبة

غـــــريب الحــــديث و الأثــــــر

( بَصْبَصَ ) ( س ) فِي حَدِيثِ دَانِيَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : " حِينَ أُلْقِيَ فِي الْجُبِّ وَأُلْقِيَ عَلَيْهِ السِّبَاعُ فَجَعَلْنَ يَلْحَسْنَهُ وَيُبَصْبِصْنَ إِلَيْهِ " يُقَالُ بَصْبَصَ الْكَلْبُ بِذَنَبِهِ إِذَا حَرَّكَهُ ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ طَمَعٍ أَوْ خَوْفٍ .

• النهاية في غريب الحديث و الأثر - لابن الأثير.

غــــــــــريب القــــــــــــــرآن


          ( ســـــــورة التوبـــــــة )

50- إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ أي ظفر.

 وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ أي نكبة يفرحوا بها و يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ أي أخذنا الوَثيقَةَ فلم نخرج.

52- إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ الشهادة. والأخرى: الغنيمة.

• تفسير غريب القرآن -- لابن قتيبة

الأحد، يوليو 15، 2012

خفاف بن ندبة


                خفاف بن ندبة

   "...- نحو 20هـ/ ...- نحو 640م"

أبو خراشة، خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد السلمي، من مضر، أما (ندبة) فهي أمه: أخذ السواد عنها وإليها يُنسب..

شاعر وفارس وهو أغربة العرب وابن عم الشاعرة الخنساء رضي الله عنها، وهو قاتل مالك (سيد بني شمخ بن فزارة) عاش زمناً في الجاهلية.

وله قصص مع العباس بن مرداس ودريد بن الصمة.
أدرك الإسلام وأسلم، وعاش إلى زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

عده ابن سلام في الطبقة الخامسة من الفرسان، وله ديوان شعر جيد جمعه وحققه د. نوري حمودي القيسي.

وهو القائل:

فلم يك طبهم جبنٌ ولكن
                     رميناهم بثالثة الأثافي

لواء ابن أبي عامر والثريا

قيل إن المنصور ابن أبي عامر الأندلسي كان إذا قصد غزاة عقد لواءه بجامع قرطبة ولم يسر إلى الغزاة إلا من الجامع فاتفق أنه في بعض حركاته للغزاة توجه إلى الجامع لعقد اللواء فاجتمع عنده القضاة والعلماء وارباب الدولة فرفع حامل اللواء اللواء فصادف ثريا من قناديل الجامع فانكسرت على اللواء وتبدد عليه الزيت فتطير الحاضرون من ذلك وتغير وجه المنصور فقال رجل أبشر يا أمير المؤمنين بغزاة هينة وغنيمة سارة فقد بلغت أعلامك الثريا وسقاها الله من شجرة مباركة فأستحسن المنصور ذلك واستبشر به وكانت العزوة من أبرك الغزوات.

فَاسْتَقْبِلُوا شَهْرَكُمْ - عبد الرحمن الأهدل

أَهْـلاً وَسَهْلاً بِشَهْرِ الصَّوْمِ وَالذِّكْرِ
         وَمَرْحَبًا بِوَحِيـدِ الدَّهْـرِ فِي الأَجْرِ
شَهْـرُ التَّرَاويْـحِ يَا بُشْرَى بِطَلْعَتِهِ
       فَالْكَوْنُ مِنْ طَرَبٍ قَدْ ضَّاعَ بِـالنَّشْرِ
كَـمَ رَاكِـعٍ بِخُشُوْعٍ للإِ لَهِ وَكَمْ
         مِنْ سَاجِـدٍ وَدُمُـوْع العَيْنِ كَالنَّهْرِ
فَاسْتَقْبِلُوا شَهْرَكُمْ يَاقَوْمُ وَاسْتَبِقُوا
       إِلَى السَّعَـادَةِ وَالْخَـيْرَاتِ لاَ الوِزْرِ
إِحْيُوا لَيَالِيهِ بِالأَذْكَـارِ وَاغْتَنِمُـوا
          فَلَيْلَةُ الْقَـدْرِ خَـيْرٌ فِيهِ مِـنْ دَهْـرِ
فِيْهَا تَـنَـزَّلُ أَمْـلاَكُ السَّمَاءِ إِلَى
       فَجْرِ النَّهَارِ وَهَـذِيْ فُرْصَـةُ الْعُمْـرِ

غـــــريب الحــــديث و الأثــــــر


( بَشَمَ ) ( س ) فِي حَدِيثِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ : " وَقِيلَ لَهُ إِنَّ ابْنَكَ لَمْ يَنَمِ الْبَارِحَةَ [ ص: 131 ] بَشَمًا ، قَالَ : لَوْ مَاتَ مَا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ " الْبَشَمُ : التُّخَمَةُ عَنِ الدَّسَمِ . وَرَجُلٌ بَشِمٌ بِالْكَسْرِ .

( س ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ : " وَأَنْتَ تَتَجَشَّأُ مِنَ الشِّبَعِ بَشَمًا " .

* وَفِي حَدِيثِ عُبَادَةَ : " خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ شَاءٌ تَأْكُلُ مِنْ وَرَقِ الْقَتَادِ وَالْبَشَامِ " الْبَشَامُ : شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُسْتَاكُ بِهِ ، وَاحِدَتُهَا بَشَامَةٌ .

( س ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ : " لَا بَأْسَ بِنَزْعِ السِّوَاكِ مِنَ الْبَشَامَةِ " .

* وَمِنْهُ حَدِيثُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ : " مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقَ الْبَشَامِ " .

• النهاية في غريب الحديث و الأثر - لابن الأثير.

غــــــــــريب القــــــــــــــرآن


           ( ســـــــورة التوبـــــــة )

41- انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا أي: لينفر منكم من كان مخفا ومثقلا. و"المخف": يجوز أن يكون: الخفيف الحال، ويكون: الخفيف الظهر من العيال. و"المثقل": يجوز أن يكون: الغني. [ويجوز أن يكون الكثير العيال].

ويجوز أن يكون [المعنى] شبابا وشيوخا. والله أعلم بما أراد. وقد ذهب المفسرون إلى نحو مما ذهبنا إليه .

42- الشُّقَّةُ السَّفَر.

47- مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا أي شرا. [والخبال] والخبل: الفساد.

 وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ من الوَضْع، وهو سرعة السير. يقال: وضَع البعير وأوضَعْته إيضاعا. والوجِيفُ: مثله. و خِلالَكُمْ فيما بينكم.

 يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ يعني الشرك .

 وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ يعني المنافقين يسمعون ما يقولون ويقبلونه.

• تفسير غريب القرآن -- لابن قتيبة

السبت، يوليو 14، 2012

أتَتْك بحَائِنٍ رِجْلاَهُ - مثل

كان المفضَّل يخبر بقائل هذا المثل فيقول‏:‏ إنه الحارث بن جَبَلَة الغَسَّاني، قاله للحارث بن عيف العبدي، وكان ابن العيف قد هَجَاه، فلما غزا الحارث بن جَبَلة المنذرَ ابن ماء السماء كان ابن العيف معه، فقُتِل المنذر، وتفرقت جموعُه، وأسِرَ ابنُ العيف، فأتى به إلى الحارث بن جَبَلة، فعندها قال‏:‏ أتتك بحائن رجلاه، يعني مسيرَه مع المنذر إليه، ثم أمر الحارث سيافه الدلامص فضربه ضربةً دقت منكبه، ثم برأ منها وبه خَبَل وقيل‏:‏ أول مَنْ قاله عَبيدُ بن الأبْرَصِ حين عَرَض للنعمان بن المنذر في يوم بؤسه، وكان قَصده ليمدحه، ولم يعرف أنه يومُ ‏[‏ص 22‏]‏ بؤسه، فلما انتهى إليه قال له النعمان‏:‏ ما جاء بك يا عَبيد‏؟‏ قال‏:‏ أتتك بحائن رجلاه، فقال النعمان‏:‏ هلا كان هذا غَيْرَك‏؟‏ ?قال‏:‏ الْبَلاَيا على الْحَوَايا، فذهبت كلمتاه مثلا.

هـــــــــــــــل ؟ - جبران خليل

هل تَخَذْتَ الغاب مثلي
         منزلا دون القصورْ
فتتبعت السواقي
           وتسلقت الصخورْ
هل تحممت بعطرٍ
               وتنشفت بنورْ
وشربت الفجر خمرًا
         في كؤوس من أثيرْ
هل جلست العصر مثلي
           بين جفنات العنبْ
والعناقيد تدلتْ
              كثريات الذهبْ
فهي للصَّادي عيونٌ
          ولمن جاعَ الطعامْ
وهي شهدٌ وهي عطرٌ
          ولمن شاء المدامْ
هل فرشت العشبَ ليلاً
            وتلحفت الفضا
زاهدًا فيما سيأتي
          ناسيًا ماقد مضى
وسكونُ الليلِ بحرٌ
       موجُهُ في مسمعكْ
وبصدرِ الليل صدرٌ
        خافقٌ في مضجعكْ

تَقَسَّمَ الناس دنياهم - "بدوي الجبل"

تَقَسَّمَ الناس دنياهم وفتنتها
             وقد تفرّد من يهوى بدنياهُ
مافارق الريُّ قلبًا أنت جَذْوَتُهُ
             ولا النعيم محبا أنت سلواهُ
غمرت قلبي بأسرارٍ معطرةٍ
             والحب أَمْلَكُهُ للروحِ أخفاهُ
مُدَلّهٌ فيك مافجرٌ ونجمته
               مُوَلّهٌ فيك ماقيسٌ وليلاهُ
في مقلتيك سماوات يهدهدها
        من أشقر النور أصفاهُ وأحلاهُ
ورنوة لك راح النجم يرشفها
             حتى ترنح سكرٌ في محياهُ
من كان يسكب عينيه ونورهما
             لتستحم رؤاك الشكرَ لولاهُ
سما بحسنك عن الشكوى تكرمة
        وراح يسمو عن الدنيا بشكواهُ
يريد بدعا بين الأحزان مؤتلفًا
       ومن شقاء الهوى يختار أقساهُ 

أَهْلاً بِشَهْرِ التُّقَى - عبد الرحمن الأهدل


أَهْلاً بَِشَهْرِ التُّقَى وَالْجُـوْدِ وَالْكَرَمِ
       شَهْـرِ الصِّيَامِ رَفِيْعِ الْقَدْرِ فِي الأُمَمِ
أَقْبَلْتَ فِيْ حُلَّـةٍ حَفَّ الْبَهَـاءُ بِهَا
         وَمِـنْ ضِيَائِكَ غَابَتْ بَصْمَـةُ الظُّلَمِ
أَهْلاً بِصَوْمَعَةِ الْعُبَّادِ - مُـذْ بَزَغَتْ
      شَمْسٌ - وَمَجْمَعِ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْقِيَمِ
أَهْلاً بِمَصْقَلَـةِ الأَوَّابِ مِـنْ زَلَلٍ
       وَمُنْتَـدَى مَنْ نَأَى عَنْ بُـؤْرَةِ اللَّمَمِ
هَذِي الْمَـآذِنُ دَوَّى صَوْتُهَا طَرَبًا
           تِلْكَ الْجَـوَامِـعُ فِيْ أَثْوَابِ مُبْتَسِمِ
نُفُوْسُ أَهْلِ التُّقَى فِيْ حُبِّكُمْ غَرِقَتْ
      وَهَزَّهَا الشَّوْقُ شَوْقُ الْمُصْلِحِ الْعَلَمِ
تُحِبُّ فِيْكَ قِيَامًا طَـابَ مَشْرَبُـهُ
         تُحِبُّ فِيْكَ جَمَالَ الذِّكْرِ فِي الْغَسَمِ
وَلَيْلَةٌ فِيْكَ خَيْرٌ- لَوْ ظَفِرْتُ بِهَـا -
       مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَجُدْ يَا بَـارِئَ النَّسَمِ
رَبَّـاهُ جِئْتُ إِلَى عَلْيَـاكَ مُعْتَرِفًـا
             بِمَـاجَنَتْـهُ يَـدِيْ أَوْ زَلَّـةُ الْقَدَمِ
فَجُدْ بِعَفْـوٍ إِلَهِـيْ أَنْتَ ذُو كَـرَمٍ
          فَكَـمْ مَنَنْتَ عَلَى الْعَاصِيْنَ بِالنِّعَمِ
وَاخْتِمْ لِعَبْدِكَ بِالْحُسْنَـى فَلَيْسَ لَهُ
           سِـوَاكَ يُنْقِـذُهُ مِنْ مَـوْقِفِ النَّدَمِ
صَلَّى الإِلَـهُ عَلَى طـهَ وَعِتْـرَتِـهِ
      وَمَـنْ قَفَا الإِثْرَ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ

غـــــريب الحــــديث و الأثــــــر


( بَشَكَ ) ( هـ ) فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ : " أَنَّ مَرْوَانَ كَسَاهُ مِطْرَفَ خَزٍّ فَكَانَ يَثْنِيهِ عَلَيْهِ إِثْنَاءً مِنْ سَعَتِهِ ، فَانْشَقَّ ، فَبَشَكَهُ بَشْكًا " أَيْ خَاطَهُ . الْبَشْكُ : الْخِيَاطَةُ الْمُسْتَعْجِلَةُ الْمُتَبَاعِدَةُ .

• النهاية في غريب الحديث و الأثر - لابن الأثير.

غــــــــــريب القــــــــــــــرآن


             ( ســـــــورة التوبـــــــة )

37- و النَّسِيءُ نَسْءُ الشهور، وهو تأخيرها . وكانوا يؤخرون تحريم المحرم منها سنة، ويحرمون غيره مكانه لحاجتهم إلى القتال فيه، ثم يردونه إلى التحريم في سنة أخرى. كأنهم يستنسئون ذلك ويستقرضونه.

 لِيُوَاطِئُوا أي ليوافقوا.

 عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ يقول: إذا حرموا من الشهور عدد الشهور المحرمة لم [يُبَالُوا] أن يحلُّوا الحرام ويحرِّموا الحلال.

38- اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أراد تثاقلتم فأدغم التاء في الثاء وأحدث الألف ليسكن ما بعدها. وأراد: قعدتم ولم تخرجوا [وركنتم] إلى المقام.

40- فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ السكينة: السكون والطمأنينة. (عليه) قال قوم: على أبي بكر واحتجوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلمُ كان مطمئنا يقول لصاحبه: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا والمَذْعُورُ صاحبه فأنـزل الله السكينة.

 وَأَيَّدَهُ أي قواه بملائكة. قال الزهري الغار في جبل يسمى "ثورا" ومكثا فيه ثلاثة أيام.

• تفسير غريب القرآن -- لابن قتيبة

الجمعة، يوليو 13، 2012

أجهش الفجر بالبكاء - عبدالرحمن العشماوي

أجهش الفجر بالبكاء...

             بكاء على دماء التريمسة....

أجهش الفجر بالبكاء ونادى
                أين أنتم عن ظالم يتمادى؟
ليت نوري الحزين كيف رقدتم
           واستطبتم على الأنين الرقادا؟
يقتل الشام كله شر قتل
               والطواغيت يحرقون البلادا
يقتلون الرضيع والشيخ قتلا
                لو رآه الصخر الأصم لمادا
والعذارى ياحسرتي للعذارى
             أعلن العرض عندهن الحدادا
يتوارين خجلة وانكسارا
               ويرين البياض صار سوادا
والشباب الأبي ياويح قلبي
                 أحرقوهم فحولوهم رمادا
أين أنتم يامسلمون شربتم
                كأس ذل فما قدحتم زنادا؟
تشعلون الدنيا كلاما كثيرا
                     وحوارا مكررا معتادا
تلقمون البيان نص بيان
                      بعده مثله حديثا معادا
والفتاوى تجر ذيل الفتاوى
              دون جدوى فلم تردوا فسادا
تتبارون في الكلام نهارا
                  ومساء تلازمون الوسادا
أين أنتم يامسلمون أتاكم
              من يرى غيه هدى ورشادا؟
من يرى قتلكم عليه حلالا
                   ويرى موتكم له ميلادا؟
ويرى عرضكم مباحا متاحا
                    ويراكم عبيده الأوغادا
جاءكم من يبيح قتل رجال
                     ونساء ويقتل الأولادا
جاءكم معلنا عليكم حروبا
          سوف تخلي من ساكنيها البلادا
أنا فجر أبكي عليكم بنوري
          ليت نوري هل تفهمون المرادا
إسمعوني يا مسلمون فإني
             لأرى الوحش قادما والجرادا
إن سكتم على المذلة ضعتم
                   وجنيتم خسارة وكسادا
أنقذوا شامكم ولا تتركوها
          في أيادي من يكرهون الرشادا
أخرجوا من خنادق الوهم عودوا
                مثلما كنتم الرجال الشدادا
إنها الشام تقتل اليوم قتلا
                همجيا وتصرخ استنجادا
أنقذوها لتسلموا وأعيدوا
              هيبة الحق وابعثوا الأمجادا

                عبدالرحمن العشماوي
                  الباحة قرية عراء
        فجر يوم الجمعة 23-8-1433

أجهش الفجر بالبكاء - عبدالرحمن العشماوي

أجهش الفجر بالبكاء...

             بكاء على دماء التريمسة....

أجهش الفجر بالبكاء ونادى
                أين أنتم عن ظالم يتمادى؟
ليت نوري الحزين كيف رقدتم
           واستطبتم على الأنين الرقادا؟
يقتل الشام كله شر قتل
               والطواغيت يحرقون البلادا
يقتلون الرضيع والشيخ قتلا
                لو رآه الصخر الأصم لمادا
والعذارى ياحسرتي للعذارى
             أعلن العرض عندهن الحدادا
يتوارين خجلة وانكسارا
               ويرين البياض صار سوادا
والشباب الأبي ياويح قلبي
                 أحرقوهم فحولوهم رمادا
أين أنتم يامسلمون شربتم
                كأس ذل فما قدحتم زنادا؟
تشعلون الدنيا كلاما كثيرا
                     وحوارا مكررا معتادا
تلقمون البيان نص بيان
                      بعده مثله حديثا معادا
والفتاوى تجر ذيل الفتاوى
              دون جدوى فلم تردوا فسادا
تتبارون في الكلام نهارا
                  ومساء تلازمون الوسادا
أين أنتم يامسلمون أتاكم
              من يرى غيه هدى ورشادا؟
من يرى قتلكم عليه حلالا
                   ويرى موتكم له ميلادا؟
ويرى عرضكم مباحا متاحا
                    ويراكم عبيده الأوغادا
جاءكم من يبيح قتل رجال
                     ونساء ويقتل الأولادا
جاءكم معلنا عليكم حروبا
          سوف تخلي من ساكنيها البلادا
أنا فجر أبكي عليكم بنوري
          ليت نوري هل تفهمون المرادا
إسمعوني يا مسلمون فإني
             لأرى الوحش قادما والجرادا
إن سكتم على المذلة ضعتم
                   وجنيتم خسارة وكسادا
أنقذوا شامكم ولا تتركوها
          في أيادي من يكرهون الرشادا
أخرجوا من خنادق الوهم عودوا
                مثلما كنتم الرجال الشدادا
إنها الشام تقتل اليوم قتلا
                همجيا وتصرخ استنجادا
أنقذوها لتسلموا وأعيدوا
              هيبة الحق وابعثوا الأمجادا

                عبدالرحمن العشماوي
                  الباحة قرية عراء
        فجر يوم الجمعة 23-8-1433

الخميس، يوليو 12، 2012

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

لم يكن حال النبي - صلى الله عليه وسلم- في رمضان كحاله في غيره من الشهور ، فقد كان برنامجه - صلى الله عليه وسلم- في هذا الشهر مليئاً بالطاعات والقربات ، وذلك لعلمه بما لهذه الأيام والليالي من فضيلة خصها الله بها وميزها عن سائر أيام العام ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - وإن كان قد غفر له ما تقدم من ذنبه ، إلا أنه أشد الأمة اجتهادا في عبادة ربه وقيامه بحقه .

وسنقف في هذه السطور مع شيء من هديه عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان المبارك حتى يكون دافعا للهمم ومحفزاً للعزائم أن تقتدي بنبيها ، وتلتمس هديه .

فقد كان - صلى الله عليه وسلم- يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات ، فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان ، وكان عليه الصلاة والسلام - إذا لقيه جبريل- أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان ، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن ، والصلاة والذكر والاعتكاف .

وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور ، حتى إنه ربما واصل الصيام يومين أو ثلاثة ليتفرغ للعبادة ، وينهى أصحابه عن الوصال ، فيقولون له : إنك تواصل ، فيقول : ( إني لست كهيئتكم ، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ) أخرجاه في الصحيحين .

وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور ، وصح عنه أنه قال : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه ، وكان من هديه تعجيل الفطر وتأخير السحور ، فأما الفطر فقد ثبت عنه من قوله ومن فعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس وقبل أن يصلي المغرب ، وكان يقول ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) كما في الصحيح ، وكان يفطر على رطبات ، فإن لم يجد فتمرات ، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء , وأما السحور فكان يؤخره حتى ما يكون بين سحوره وبين صلاة الفجر إلا وقت يسير ، قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية .

وكان يدعو عند فطره بخيري الدنيا والآخرة.

وكان - صلى الله عليه وسلم- يقبل أزواجه وهو صائم ، ولا يمتنع من مباشرتهن من غير جماع ، وربما جامع أهله بالليل فأدركه الفجر وهو جنب ، فيغتسل ويصوم ذلك اليوم .

وكان - صلى الله عليه وسلم- لا يدع الجهاد في رمضان بل إن المعارك الكبرى قادها - صلى الله عليه وسلم- في رمضان ومنها بدر وفتح مكة حتى سمي رمضان شهر الجهاد .

وكان يصوم في سفره تارة ، ويفطر أخرى ، وربما خيَّر أصحابه بين الأمرين ، وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله ، وفي صحيح مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنا في سفر في يوم شديد الحر ، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم و عبد الله بن رواحة ، وخرج عام الفتح إلى مكة في شهر رمضان ، فصام حتى بلغ كُراع الغميم ، فصام الناس ، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ، ثم شرب ، فقيل له بعد ذلك : إن بعض الناس قد صام ، فقال : ( أولئك العصاة أولئك العصاة ) رواه مسلم .

وكان - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ، ليجتمع قلبه على ربه عز وجل ، وليتفرغ لذكره ومناجاته ، وفي العام الذي قبض فيه - صلى الله عليه وسلم - اعتكف عشرين يوما .

وكان إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره مجتهدا ومثابرا على العبادة والذكر .

هذا هو هديه - صلى الله عليه وسلم - ، وتلك هي طريقته وسنته ، فما أحوجنا - أخي الصائم - إلى الاقتداء بنبينا والتأسي به في عبادته وتقربه ، والعبد وإن لم يبلغ مبلغه ، فليقارب وليسدد ، وليعلم أن النجاة في اتباعه والسير على طريقه .

الأربعاء، يوليو 11، 2012

زيف مبـــــــــــاح - مصعب السحيباني

على كرسي طبيبة الأسنان قالت لي الطبيبة وهي تصلح أسنانا أفناها الدهر : لي أخ اسمه مصعب ، ثم صمتت وأكملت : لكن .. أعطاك عمره .. فقلت في نفسي : لقد استراح .. فإذا بها تسألني  : استراح… مو ؟ فوافق ما قالته ما قال قلبي فكانت القصيدة :

نعم استراحْ

من هذه الدنيا وراحْ

ما عاشَ مثلي في الحياة سنينه

بل جاء للدنيا كطيفٍ عابرٍ

حينا َ.. وراحْ



نعم استراح

ومضى ولم يلقَ الجراحَ النازفاتِ على الجراح

ولّى وآمنَ أنّ أنساً في الحياةِ خديعةٌ

كبرى بطولتها سجاحْ



نعم استراحْ

وبقيتُ في عرضِ الحياةِ كزورقٍ

صارت تقلبه الرياحْ

وترنّ في أُذني مقالة قائلٍ :

" تأبى الرماح إذا اجتمعنَ تكسراً "

أين الرماحْ ؟

أين العوالي النازلاتُ قواتلاً ؟

أين الأسنة والصفاح ؟

وحدي أنا

وتمر من حولي مراكبُ جمةٌ

وأنا بزورقي الصغير أصارع الدنيا

فتثخنني الجراح

ما حيلة القلب الشجاع إذا الوغى

دارت عليه بلا سلاحْ !!



نعم استراحْ

ورواية الدنيا تظلّ طويلة

تحكي حياة البائسين

المتعبين بلا صياحْ

وإذا أنا

وحدي غدوتُ مجلداً

قلّبت فيه لكي أرى

فرحا قديما شافعا

أو ربما

ألقى لياليّ الملاحْ

قلّبتُ فيه فلم أرَ

غير الشقاءِ

وغير أحلامي الفساحْ



ما حيلتي

والقلب من فيض الهمومِ

فداكِ روحي مستباحْ

تأتيه بالوخزات دوماً

في الغدوّ وفي الرواحْ

قالت : تبسم

فالحياة جميلةٌ

وأرى ابتسامتكَ الرقيقةَ من مزاياك الملاحْ

رغم الذي تلقاه في الدنيا ابتسمْ

فالضيقُ يتبعه انشراحْ

والليلُ يعقبه الصباحْ

فأجبتها:

إن ابتسامتيَ التي أبصرتِها

زيفٌ مباحْ

لكنني

سأظل مبتسماً إلى

أنْ أبصرَ الدنيا كما أرجو

ويغمرني ارتياحْ

أو أنني

أغدو إلى حيث استراح

الثلاثاء، يوليو 10، 2012

لِعَيْنَيِّ بغداد

ناديت في البين يا تغريبتي بيني
ويا ضروب الجفاْ حِنِّي لها .. ليني

ويا معلمتي في هجرها ابتعدي
ويا معلقتي في حبــــــها حيني

(أرض السواد) و(غاب النخل) في مقلي
وفي سويداء قلبي في شــراييني

فيا طيوف الرؤى حُطِّي على هُدبي
وفي جفوني فهذا الكحـل يكفيني

أو احمليني على الأشواق طائرة
إن سال كحلي وفي بغداد حُطِّيني

عين العراق على كل العيون علت
فبلغيني بها أحلى الأفانين ِ

أو انثريني (بسامراء )أطيبة
روحي تحنُّ إليها( بنت عشرين)

بغداد ..بغداد يا أماه يا وطني
أشتاق ضمك لي .. بالله ضميني

أشتاق (للكرخ) (للمنصور) (للسمك ال
مسكوف) ناديت حالت غربتي دوني

أطعمت خبز الكرى لليل أرغفة
حتى يسامرني والهجــر يكويني

نظمت شوقي إلى بغداد أغنية
لعين بغداد غَنَّى السُّهد تلحيني

بعيدة..بَيْدَ مرآها يعاودني
نقوشها في ضلوعي بالتلاوين ِ

بغداد .. بغداد في ظعني و مرتحلي
بغداد زادي وماعوني وتمويني

ما حاجتي يا نوى للزاد أطلبه
ما دام بغداد تغذوني وتسقيني

ما دام بغداد أنَّى كنت حاضرة
تلبَّستني وصارت كل تكويني

ما دامها جنتي أطيافها ظُلَلَــي
كل الجنان عداها شَوبُ سِجِّيِنِ

بغداد ..بغداد يا مهدي و مرتبعي
يا حضن أمي ويا نوني وتنويني

لا درَّ.. درَّ زمان بالشتات رمى
أفدي ثــرى تربة فيها يواريني

شعر \بلقيس \اكرام الجنابي

ليلة في الوادي - ماجدة م


دب الليل...و كنت أستسلم لنوم ثقيل داخل خيمتي بعدما وضعت طاردا للبعوض همّ النعاس أن يأخذني .. و إذا بضجة كبيرة تفزعني ، لم تكن بعيدة ، كانت كأن شيئا ثقيلا سقط في مياه الوادي، و لأني في عمق الغابة ، توقعت أن السبب قد يكون النمر الذي أريد تصويره ، تملكني الخوف و مسكت انفاسي و اطفأت القنديل ، تريثت بعض الشيء علني ألتقط مزيدا من الأصوات ، لم يبقى منها إلا جلبة خفيفة آتية دائما من ناحية الوادي ،و كأنها قريبة من المكان الذي نصبت فيه الكاميرا، لم يكن لدي من خيار سوى المجازفة و التوجه الى مكان شكي، خرجت زاحفا على بطني ، محاولا أن لا أصدر اي ضجيج، تحركت ببطئ شديد حتى أن قلبي راح يخفق بشدة ، حسبته سيتوقف و العرق تصبب و بلل كل جسدي و وجهي و ملابسي، بدت لي المسافة طويلة مع انها لم تتجاوز عشرة أمتار ، مسحت خلالها كل ما اعترض طريقي من حجر و عشب و طين و عناكب ..و رجوت الله ان لا اصادف عقربا او افعى ..
في الأخير تمكنت من الوصول عند الكاميرا ، انتصبت محاولا فعل ذلك بهدوء مع أني كنت أرتجف و ألهث، و حينما استقرت عيني امام العدسة وجهتها الى ناحية الوادي و بدأت أمسح في المنطقة ببطئ ، توقفت امام منظر لم اتبين معالمه في البداية ، كان هناك شيء في الماء، كبرت الصورة ، حاولت أدققها ، بدا مثل جسد ظبي أو ما شابه ، قوائمه الخلفية كانت منتصبة قليلا و تهتز ، و لكن ما ذاك السواد الذي يغطي نصفه الأمامي، تطلب مني الأمر بعض الثواني قبل أن أكتشف المنظر المروع...لثعبان يوشك أن يبتلع نصف جسد الحيوان . . . 

الحــــــاكـــــــم و العصـــــــفور - نزار قباني

أتجول في الوطن العربي

لا أقرأ شعري للجمهور

فأنا مقتنع

أن الشعر رغيف يخبز للجمهور

و أنا مقتنع ـ منذ بدأت ـ

بأن الأحرف أسماك

وبأن الماء هو الجمهور
 
******

أتجول في الوطن العربي

وليس معي إلا دفتر

يرسلني المخفر للمخفر

يرميني العسكر للعسكر

و أنا لا أحمل في جيبي إلا عصفور

لكن الضابط يوقفني

ويريد جوازا للعصفور

تحتاج الكلمة في وطني

لجواز مرور
 
******

أبقى ملحوشا ساعات

منتظرا فَرَمَانَ المأمور

أتأمل في أكياس الرمل

ودمعي في عيني بحور

و أمامي كانت لافتة

تتحدث عن ( وطن واحد )

تتحدث عن ( شعب واحد )

و أنا كالجرد هنا قاعد

أتقيأ أحزاني ..

و أدوس جميع شعارات الطبشور

و أظل على باب بلادي

مرميا ..

كالقدح المكسور .

تعريف موجز بالمعلقات


     كان فيما اُثر من أشعار العرب ، ونقل إلينا من تراثهم الأدبي الحافل بضع قصائد من مطوّلات الشعر العربي ، وكانت من أدقّه معنى ، وأبعده خيالاً ، وأبرعه وزناً ، وأصدقه تصويراً للحياة ، التي كان يعيشها العرب في عصرهم قبل الإسلام ، ولهذا كلّه ولغيره عدّها النقّاد والرواة قديماً قمّة الشعر العربي وقد سمّيت بالمطوّلات ، وأمّا تسميتها المشهورة فهي المعلّقات . نتناول نبذةً عنها وعن أصحابها وبعض الأوجه الفنّية فيها :

     فالمعلّقات لغةً من العِلْق : وهو المال الذي يكرم عليك ، تضنّ به ، تقول : هذا عِلْقُ مضنَّة . وما عليه علقةٌ إذا لم يكن عليه ثياب فيها خير ، والعِلْقُ هو النفيس من كلّ شيء ، وفي حديث حذيفة : «فما بال هؤلاء الّذين يسرقون أعلاقنا» أي نفائس أموالنا . والعَلَق هو كلّ ما عُلِّق .

     وأمّا المعنى الاصطلاحي فالمعلّقات : قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أو العشر ـ على قول ـ برزت فيها خصائص الشعر الجاهلي بوضوح ، حتّى عدّت أفضل ما بلغنا عن الجاهليّين من آثار أدبية4 .

     والناظر إلى المعنيين اللغوي والاصطلاحي يجد العلاقة واضحة بينهما ، فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة ، بلغت الذّروة في اللغة ، وفي الخيال والفكر ، وفي الموسيقى وفي نضج التجربة ، وأصالة التعبير ، ولم يصل الشعر العربي إلى ما وصل إليه في عصر المعلّقات من غزل امرئ القيس ، وحماس المهلهل ، وفخر ابن كلثوم ، إلاّ بعد أن مرّ بأدوار ومراحل إعداد وتكوين طويلة .

     وفي سبب تسميتها بالمعلّقات هناك أقوال منها :

     لأنّهم استحسنوها وكتبوها بماء الذهب وعلّقوها على الكعبة ، وهذا ما ذهب إليه ابن عبد ربّه في العقد الفريد ، وابن رشيق وابن خلدون وغيرهم ، يقول صاحب العقد الفريد : « وقد بلغ من كلف العرب به )أي الشعر) وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيّرتها من الشعر القديم ، فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة ، وعلّقتها بين أستار الكعبة ، فمنه يقال : مذهّبة امرئ القيس ، ومذهّبة زهير ، والمذهّبات سبع ، وقد يقال : المعلّقات ، قال بعض المحدّثين قصيدة له ويشبّهها ببعض هذه القصائد التي ذكرت :

برزةٌ تذكَرُ في الحسـ ـنِ من الشعر المعلّقْ
  كلّ حرف نـادر منـ     ـها له وجـهٌ معشّ

     أو لأنّ المراد منها المسمّطات والمقلّدات ، فإنّ من جاء بعدهم من الشعراء قلّدهم في طريقتهم ، وهو رأي الدكتور شوقي ضيف وبعض آخر . أو أن الملك إذا ما استحسنها أمر بتعليقها في خزانته .

هل علّقت على الكعبة؟

     سؤال طالما دار حوله الجدل والبحث ، فبعض يثبت التعليق لهذه القصائد على ستار الكعبة ، ويدافع عنه ، بل ويسخّف أقوال معارضيه ، وبعض آخر ينكر الإثبات ، ويفنّد أدلّته ، فيما توقف آخرون فلم تقنعهم أدلّة الإثبات ولا أدلّة النفي ، ولم يعطوا رأياً في ذلك .

المثبتون للتعليق وأدلّتهم :

     لقد وقف المثبتون موقفاً قويّاً ودافعوا بشكل أو بآخر عن موقفهم في صحّة التعليق ، فكتبُ التاريخ حفلت بنصوص عديدة تؤيّد صحّة التعليق ، ففي العقد الفريد ذهب ابن عبد ربّه ومثله ابن رشيق والسيوطيوياقوت الحموي وابن الكلبي وابن خلدون ، وغيرهم إلى أنّ المعلّقات سمّيت بذلك; لأنّها كتبت في القباطي بماء الذهب وعلّقت على أستار الكعبة ، وذكر ابن الكلبي : أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركان الكعبة أيّام الموسم حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر ، فعلّقت الشعراء ذلك بعده .

     وأمّا الاُدباء المحدّثون فكان لهم دور في إثبات التعليق ، وعلى سبيل المثال نذكر منهم جرجي زيدان حيث يقول :

»      وإنّما استأنف إنكار ذلك بعض المستشرقين من الإفرنج ، ووافقهم بعض كتّابنا رغبة في الجديد من كلّ شيء ، وأيّ غرابة في تعليقها وتعظيمها بعدما علمنا من تأثير الشعر في نفوس العرب؟! وأمّا الحجّة التي أراد النحّاس أن يضعّف بها القول فغير وجيهة ; لأنّه قال : إنّ حمّاداً لمّا رأى زهد الناس في الشعر جمع هذه السبع وحضّهم عليها وقال لهم : هذه هي المشهورات   ، وبعد ذلك أيّد كلامه ومذهبه في صحّة التعليق بما ذكره ابن الأنباري إذ يقول :  وهو ـ أي حمّاد ـ الذي جمع السبع الطوال ، هكذا ذكره أبو جعفر النحاس ، ولم يثبت ما ذكره الناس من أنّها كانت معلّقة على الكعبة     . »

     وقد استفاد جرجي زيدان من عبارة ابن الأنباري : « ما ذكره الناس » ، فهو أي ابن الأنباري يتعجّب من مخالفة النحاس لما ذكره الناس ، وهم الأكثرية من أنّها علقت في الكعبة .

النافون للتعليق :

     ولعلّ أوّلهم والذي يعدُّ المؤسّس لهذا المذهب ـ كما ذكرنا ـ هو أبو جعفر النحّاس ، حيث ذكر أنّ حمّاداً الراوية هو الذي جمع السبع الطوال ، ولم يثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة ، نقل ذلك عنه ابن الأنباري  . فكانت هذه الفكرة أساساً لنفي التعليق :

     كارل بروكلمان حيث ذكر أنّها من جمع حمّاد ، وقد سمّاها بالسموط والمعلّقات للدلالة على نفاسة ما اختاره ، ورفض القول  : إنّها سمّيت بالمعلّقات لتعليقها على الكعبة ، لأن هذا التعليل إنّما نشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليس سبباً لها ، وهو ما يذهب إليه نولدكه .

     وعلى هذا سار الدكتور شوقي ضيف مضيفاً إليه أنّه لا يوجد لدينا دليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابة وسيلة لحفظ أشعارهم ، فالعربية كانت لغة مسموعة لا مكتوبة . ألا ترى شاعرهم حيث يقول :

    فلأهدينّ مع الرياح قصيدة
                  منّي مغـلغلة إلى القعقاعِ
    ترد المياه فـما تزال غريبةً
              في القوم بين تمثّل وسماعِ؟

     ودليله الآخر على نفي التعليق هو أنّ القرآن الكريم ـ على قداسته ـ لم يجمع في مصحف واحد إلاّ بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) (طبعاً هذا على مذهبه) ، وكذلك الحديث الشريف . لم يدوّن إلاّ بعد مرور فترة طويلة من الزمان (لأسباب لا تخفى على من سبر كتب التأريخ وأهمّها نهي الخليفة الثاني عن تدوينه) ومن باب أولى ألاّ تكتب القصائد السبع ولا تعلّق .

     وممّن ردّ الفكرة ـ فكرة التعليق ـ الشيخ مصطفى صادق الرافعي ، وذهب إلى أنّها من الأخبار الموضوعة التي خفي أصلها حتّى وثق بها المتأخّرون  .

     ومنهم الدكتور جواد علي ، فقد رفض فكرة التعليق لاُمور منها :

    1 ـ أنّه حينما أمر النبي بتحطيم الأصنام والأوثان التي في الكعبة وطمس الصور ، لم يذكر وجود معلقة أو جزء معلّقة أو بيت شعر فيها .

     2 ـ عدم وجود خبر يشير إلى تعليقها على الكعبة حينما أعادوا بناءَها من جديد .

     3 ـ لم يشر أحد من أهل الأخبار الّذين ذكروا الحريق الذي أصاب مكّة ، والّذي أدّى إلى إعادة بنائها لم يشيروا إلى احتراق المعلّقات في هذا الحريق .

     4 ـ عدم وجود من ذكر المعلّقات من حملة الشعر من الصحابة والتابعين ولا غيرهم .

     ولهذا كلّه لم يستبعد الدكتور جواد علي أن تكون المعلّقات من صنع حمّاد  ، هذا عمدة ما ذكره المانعون للتعليق .

     بعد استعراضنا لأدلة الفريقين ، اتّضح أنّ عمدة دليل النافين هو ما ذكره ابن النحاس حيث ادعى أن حماداً هو الذي جمع السبع الطوال .

     وجواب ذلك أن جمع حماد لها ليس دليلا على عدم وجودها سابقاً ، وإلاّ انسحب الكلام على الدواوين التي جمعها أبو عمرو بن العلاء والمفضّل وغيرهما ، ولا أحد يقول في دواوينهم ما قيل في المعلقات . ثم إنّ حماداً لم يكن السبّاق إلى جمعها فقد عاش في العصر العباسي ، والتاريخ ينقل لنا عن عبد الملك أنَّه عُني بجمع هذه القصائد (المعلقات) وطرح شعراء أربعة منهم وأثبت مكانهم أربعة  .

     وأيضاً قول الفرزدق يدلنا على وجود صحف مكتوبة في الجاهلية :

أوصى عشية حين فارق رهطه
        عند الشهادة في الصحيفة دعفلُ

أنّ ابن ضبّة كـان خيرٌ والداً
           وأتمّ في حسب الكرام وأفضلُ

     كما عدّد الفرزدق في هذه القصيدة أسماء شعراء الجاهلية ، ويفهم من بعض الأبيات أنّه كانت بين يديه مجموعات شعرية لشعراء جاهليين أو نسخ من دواوينهم بدليل قوله :

والجعفري وكان بشرٌ قبله
       لي من قصائده الكتاب المجملُ

     وبعد أبيات يقول :

دفعوا إليَّ كتابهنّ وصيّةً
             فورثتهنّ كأنّهنّ الجندلُ

     كما روي أن النابغة وغيره من الشعراء كانوا يكتبون قصائدهم ويرسلونها إلى بلاد المناذرة معتذرين عاتبين ، وقد دفن النعمان تلك الأشعار في قصره الأبيض ، حتّى كان من أمر المختار بن أبي عبيد و إخراجه لها بعد أن قيل له : إنّ تحت القصر كنزاً  .

     كما أن هناك شواهد أخرى تؤيّد أن التعليق على الكعبة وغيرها ـ كالخزائن والسقوف والجدران لأجل محدود أو غير محدود ـ كان أمراً مألوفاً عند العرب ، فالتاريخ ينقل لنا أنّ كتاباً كتبه أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة في حلف خزاعة لعبد المطّلب ، وعلّق هذا الكتاب على الكعبة . كما أنّ ابن هشام يذكر أنّ قريشاً كتبت صحيفة عندما اجتمعت على بني هاشم وبني المطّلب وعلّقوها في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم  .

     ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواه البغدادي في خزائنه  من قول معاوية : قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدة الحارث بن حِلزه من مفاخر العرب كانتا معلّقتين بالكعبة دهراً  .

     هذا من جملة النقل ، كما أنّه ليس هناك مانع عقلي أو فنّي من أن العرب قد علّقوا أشعاراً هي أنفس ما لديهم ، وأسمى ما وصلت إليه لغتهم; وهي لغة الفصاحة والبلاغة والشعر والأدب ، ولم تصل العربية في زمان إلى مستوى كما وصلت إليه في عصرهم . ومن جهة أخرى كان للشاعر المقام السامي عند العرب الجاهليين فهو الناطق الرسمي باسم القبيلة وهو لسانها والمقدّم فيها ، وبهم وبشعرهم تفتخر القبائل ، ووجود شاعر مفلّق في قبيلة يعدُّ مدعاة لعزّها وتميّزها بين القبائل ، ولا تعجب من حمّاد حينما يضمّ قصيدة الحارث بن حلزّة إلى مجموعته ، إذ إنّ حمّاداً كان مولى لقبيلة بكر بن وائل ، وقصيدة الحارث تشيد بمجد بكر سادة حمّاد ، وذلك لأنّ حمّاداً يعرف قيمة القصيدة وما يلازمها لرفعة من قيلت فيه بين القبائل .

     فإذا كان للشعر تلك القيمة العالية ، وإذا كان للشاعر تلك المنزلة السامية في نفوس العرب ، فما المانع من أن تعلّق قصائد هي عصارة ما قيل في تلك الفترة الذهبية للشعر؟

     ثمّ إنّه ذكرنا فيما تقدّم أنّ عدداً لا يستهان به من المؤرّخين والمحقّقين قد اتفقوا على التعليق .

     فقبول فكرة التعليق قد يكون مقبولا ، وأنّ المعلّقات لنفاستها قد علّقت على الكعبة بعدما قرئت على لجنة التحكيم السنوية ، التي تتّخذ من عكاظ محلاً لها ، فهناك يأتي الشعراء بما جادت به قريحتهم خلال سنة ، ويقرأونها أمام الملإ ولجنة التحكيم التي عدُّوا منها النابغة الذبياني ليعطوا رأيهم في القصيدة ، فإذا لاقت قبولهم واستحسانهم طارت في الآفاق ، وتناقلتها الألسن ، وعلّقت على جدران الكعبة أقدس مكان عند العرب ، وإن لم يستجيدوها خمل ذكرها ، وخفي بريقها ، حتّى ينساها الناس وكأنّها لم تكن شيئاً مذكوراً .

أبيـــــــات أعجبتني


إني ليهجرني الصديق تجنّيا
                    فأريه أن لهجره أسبابا
وأخاف إن عاتبته أغريته
                فأرى له ترك العتاب عتابا
وإذا بليت بجاهل متغافل
          يدعو المحال من الأمور صوابا
أوليته مني السكوت وربما
           كان السكوت عن الجواب جوابا

أآمِدُ هَل ألَمَّ بكِ النهارُ - المتنبي

أآمِدُ هَل ألَمَّ بكِ النهارُ
            قَديماً أو أُثيرَ بكِ الغُبارُ
إذا ما الأرضُ كانت فيكِ ماءً
            فأين بها لغرقاكِ القرارُ
تغَضَّبَتِ الشموسُ بها علينا
      وماجَت فوقَ أرؤسِنا البحارُ
حنينَ البُختِ وَدَّعَها حجيجٌ
             كأنَّ خيامَنا لهمُ جمارُ
فلا حيّا الإلهُ ديارَ بكرٍ
        ولا روَّت مزارِعَها القِطارُ
بلادٌ لا سمينٌ من رعاها
          ولا حسَنٌ بأهليها اليسارُ
إذا لُبِسَ الدروعُ ليومِ بُؤس
       فأحسَنُ ما لَبِستَ بها الفرارُ

غـــــريب الحــــديث و الأثــــــر


( بَشَقَ ) فِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ : بَشَقَ الْمُسَافِرُ وَمُنِعَ الطَّرِيقَ قَالَ الْبُخَارِيُّ : أَيِ انْسَدَّ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ : بَشَقَ ، أَسْرَعَ ، مِثْلَ بَشَكَ . وَقِيلَ مَعْنَاهُ تَأَخَّرَ . وَقِيلَ حُبِسَ . وَقِيلَ مَلَّ . وَقِيلَ ضَعُفَ . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : بَشَقَ لَيْسَ بِشَيْءٍ وَإِنَّمَا هُوَ لَثِقٌ مِنَ اللَّثَقِ : الْوَحْلُ ، وَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَةِ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : فَلَمَّا رَأَى لَثَقَ الثِّيَابِ عَلَى النَّاسِ . وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِأَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَمَّا كَثُرَ الْمَطَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَثِقَ الْمَالُ . قَالَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَشَقَ ، أَيْ صَارَ مَزِلَّةً وَزَلَقًا ، وَالْمِيمُ وَالْبَاءُ يَتَقَارَبَانِ . وَقَالَ غَيْرُهُ : إِنَّمَا هُوَ بِالْبَاءِ مِنْ بَشَقْتُ الثَّوْبَ وَبَشَكْتُهُ إِذَا قَطَعْتَهُ فِي خِفَّةٍ ، أَيْ قُطِعَ بِالْمُسَافِرِ . وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ بِالنُّونِ ، مِنْ قَوْلِهِمْ نَشِقَ الظَّبْيُ فِي الْحِبَالَةِ إِذَا عَلِقَ فِيهَا . وَرَجُلٌ نَشِقٌ : إِذَا كَانَ مِمَّنْ يَدْخُلُ فِي أُمُورٍ لَا يَكَادُ يَخْلُصُ مِنْهَا .

• النهاية في غريب الحديث و الأثر - لابن الأثير.

غــــــــــريب القــــــــــــــرآن


          ( ســـــــورة التوبـــــــة )

8 - و ( الإلُّ ): العهدُ ويقال: القرابة، ويقال: الله جل ثناؤه . و( الذمة ): العهد.

6- ( الْوَلِيجَةُ ): البِطَانة من غير المسلمين، وأصله من الولوج. وهو أن يتخذ الرجل من المسلمين دخيلا من المشركين وخليطا ووُدًّا .

28- إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ أي: قذَر.

 وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً أي: فقرا بتركهم الحمل إليكم التجارات، فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ

29- حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ يقال: أعطاه عن يد وعن ظهر يَدٍ: إذا أعطاه مبتدئا غير مُكافئ .

30- يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ أي: يشبهون. يريد أن من كان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى يقولون ما قاله أَوَّلُوهم.

31- اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ يريد: أنهم كانوا يحلّون لهم الشيء فيستحلونه. ويُحَرِّمون عليهم الشيءَ فيحرمونه.

• تفسير غريب القرآن -- لابن قتيبة

الاثنين، يوليو 09، 2012

أزين نساء العالمين - للعباس بن الأحنف


أزين نساء العالمين أجبيبي
            دعاء مشوق بالعراق غريب
كتبت كتابي ما أقيم حروفه
            لشدة اعوالي و طول نحيبي
أخط و أمحو ما خططت بعبرة
       تسح على القرطاس سح غروب
وإني لأستهدي الرياح سلامكم
             إذا أقبلت من نحوكم بهبوب
و أسألها حمل السلام إليكم
              فان هي يوما بلغت فأجيبي
أرى البين يشكوه المحبون كلهم
               فيا رب قرب دار كل حبيب
أزوار بيت الله مروا بيثرب
                لحاجة مثبول الفؤاد كئيب
و قولوا لهم : يا أهل يثرب أسعدوا
                 على جلب للحادثات جليب
فانا تركنا بالعراق أخا هوى
             تنشب رهنا في حبال شعوب
به سقم أعيا المداوين علمه
      سوى ظنهم من مخطيء و مصيب

في زيارة مريض بخيل


حكى الهيثم بن عدي قال ماشيت الإمام أبا حنيفة رضي الله تعالى عنه في نفر من أصحابه إلى عيادة مريض من أهل الكوفة وكان المريض بخيلا وتواصينا على أن نعرض بالغداء فلما دخلنا وقضينا حق العيادة قال بعضنا آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال فتمطى المريض وقال ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج فغمز أبو حنيفة أصحابه وقال قوموا فما لكم هنا من فرج. 

الطفيلي والشعراء


نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين فلم يشك أنهم في دعوة ذاهبون إلى وليمة فقام وتبعهم فإذا هم شعراء قد قصدوا السلطان بمدائح لهم فلما أنشد كل واحد شعره وأخذ جائزته لم يبق إلى الطفيلي وهو جالس ساكت فقال له أنشد شعرك فقال لست بشاعر قيل فمن أنت قال من الغاوين الذين قال الله تعالى في حقهم " والشعراء يتبعهم الغاوون " فضحك السلطان وأمر له بجائزة الشعراء.

غـــــريب الحــــديث و الأثــــــر


( بَشِعَ ) فِيهِ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ الْبَشِعَ " أَيِ الْخَشِنَ الْكَرِيهَ الطَّعْمِ ، يُرِيدُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَذُمُّ طَعَامًا .

* وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : " فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ وَهِيَ بَشِعَةٌ فِي الْحَلْقِ " .

• النهاية في غريب الحديث و الأثر - لابن الأثير.

غــــــــــريب القــــــــــــــرآن


          ( ســـــــورة التوبـــــــة )

1- بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أي تَبَرؤٌ من الله ورسوله إلى من كان له عهد من المشركين.

2- فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ أي اذهبوا آمنين أربعة أشهر أو أقل [من كانت مدة عهده إلى أكثر من أربعة أشهر أو أقل] فإن أجله أربعة أشهر .

3- وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أي إعلام. ومنه أذَان الصلاة إنما هو إعلام بها. يقال: آذَنْتُهم إيذَانًا فأَذِنُوا إذْنًا. والأذن اسم مبنى منه.

 الْحَجِّ الأَكْبَرِ يوم النَّحْر . وقال بعضهم: يوم عَرَفَة. وكانوا يسمون العُمْرَة: الحج الأصغر .

4- وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا أي: لم يعينوه والظهير: العَوْن.

 فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ يريد: وإن كانت أكثر من أربعة أشهر. هؤلاء بَنُو ضَمرة خاصة .

5- فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ وآخرها المُحَرَّم .

 فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ يعني من لم يكن له عهد.

 وَخُذُوهُمْ أي: أسروهم. والأسير: أخِيذ.

 وَاحْصُرُوهُمْ احبسوهم. والحَصْر: الحبس

 كُلَّ مَرْصَدٍ أي: كل طريق يرصدونكم به.

• تفسير غريب القرآن -- لابن قتيبة

الأحد، يوليو 08، 2012

إنَّ الْبَيْعَ مُرْتَخَصٌ وَغَالٍ - مثل


           إنَّ الْبَيْعَ مُرْتَخَصٌ وَغَالٍ

قالوا‏:‏ أول مَنْ قال ذلك أُحَيْحَةُ بن الجُلاَح الأوْسِيُّ سيد يثرب، وكان سبب ذلك أن قيس بن زهير العبسي أتاه - وكان صديقا له - لما وقع الشر بينه وبين بني عامر، وخرج إلى المدينة ليتجَهَّز لقتالهم حيث قتل خالدُ بن جعفر زهيرَ بن جَذِيمة، فقال قيس لأحَيْحَة‏:‏ يا أبا عمرو، نُبِّئت أن عندك دِرْعا فبِعْنِيهَا أو هَبْها لي، فقال‏:‏ يا أخا بني عَبْس ليس مثلي يبيع السلاح ولا يفضل عنه، ولَولا أني أكره أن أستلئم إلى بني عامر لوهبتها لك ولحملتك على سَوَابق خيلي، ولكن اشْتَرِها بابن لَبُون فإن البيع مرتخص وغال، فأرسلها مثلا، فقال له قيس‏:‏ وما تكره من استلآمك إلى بني عامر‏؟‏ قال‏:‏ كيف لا أكره ذلك وخالد بن جعفر الذي يقول‏:‏

إذا ما أرَدْتَ العزَّ في دار يثرب
          فنادِ بصوتٍ يا أحَيْحَةُ تُمْنَعِ
رأينا أبا عَمْرٍ وأحَيْحَةَ جَارُهُ
        يَبيتُ قريرَ العين غيرَ مُرَوّعِ
ومن يأتِهِ من خائِفٍ يَنْسَ خوفَه
    ومن يأته من جائِعِ البطنِ يَشْبَعِ
فضائلُ كانت للجُلاَح قديمة
      وأكْرِمْ بفَخْرٍ من خصالك أربع

فقال قيس‏:‏ يا أبا عمرو ما بعد هذا عليك من لوم، ولهى عنه‏.‏

أبيـــــــات أعجبتني

أحبك في القنوط وفي التمنّي
            كأني منك صرت وأنت منّي
أحبك فوق ما وسعت ضلوعي
           وفوق مدى يدي وبلوغ ظنّي
هوىً مترنح الأعطاف طلقٌ
             على سهل الشباب المطمئنِِّ
أبوحُ إذاً, فكل هبوب ريح
            حديث عنك في الدنيا وعنّي

                               أمين نخلة

متمم و مالك ابنا نويرة


متمم : هو أبو نهشل متمم بن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبيد بن تغلب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم .. من سادات قومه وأشرافهم وفرسانهم وشعرائهم ..
يقال له أبو نهشل وأبو تميم وأبو إبراهيم .. وكان له ابنان إبراهيم وداود وكانا شاعرين خطيبين ..

شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم وحسن إسلامه وعدّ من الصحابة .. كان قصيراً أعوراً .. تزوج امرأة من المدينة فلم ترض أخلاقه لشدة حزنه على أخيه وقلة حفله بها فكانت تخاصمه وتؤذيه فطلقها
أسرته تغلب في الجاهلية فبلغ ذلك أخيه مالكا فجاء ليفديه فلما رآه القوم أعجبهم جماله وحديثه فأطلقوه له بدون فداء ..

و أخوه مالك بن نويرة الملقب بـ ( الجفول ) ويكنى أبا المغوار ويقال له أيضاً فارس ذي الخمار لفرس كانت عنده يقال لها ذو الخمار ..
وكان مالك شريفاً فارساً جميلاً جسيما ذا لمة كبيرة وكان فيه خيلاء وتقدم .. قتله ضراربن الأزور ( يقال ) بأمر من خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر ..
فبكاه متمم ورثاه وقدم على أبي بكر فأنشده مراثي أخيه وناشده في دمه وفي سبيهم فرد له ابو بكر السبي ..

توفي سنة 30 هـ رحمه الله

عبــــــــرات المنفلوطي

" الأشقياء في الدنيا كثير وليس في إستطاعة بائس مثلي أن يمحو شيئاً من بؤسهم وشقائهم ، فلا أقل من أن أسكب بين إيديهم هذه العبرات , عل لهم في بكائي عليهم تعزية و سلوى ..... "

هذا هو إهداء الكتاب الذى كتبه المنفلوطى " العبرات "

العبرات. ذلك الكتاب الذى يضم تسع قصص، ثلاثة وضعها المنفلوطي وهي: اليتيم، الحجاب، الهاوية. وواحدة مقتبسة من قصة أمريكية اسمها صراخ القبور، وجعلها بعنوان: العقاب. وخمس قصص ترجمها المنفلوطي وهي: الشهداء، الذكرى، الجزاء، الضحية ، الإنتقام . وقد طبع في عام 1916.

وفى ذلك الكتاب ضم المنفلوطى أكثر من ثقافه بين صفحاته . . .

وقد كتب المنفلوطى كتابا بعنوان التراحم ومضمونه هو الحديث عن صفه الرحمه وتاثيرها فى المجتمع وقد ذكر واستدل فيه بان الرحمه صفه من صفات الرحمن جل وعلا . . .
ومن بين سطور هذا الكتاب :
" لو تراحم الناس ما كان بينهم جائع ولا عريان ولا مغبون ولا مهضوم ولافقرت العيون من المدامع واطمأنت الجنوب في المضاجع ".

ولو انتبه المجتمع لعبرات المنفلوطى واقتباساته أظن أن العالم كان سيكون أفضل . . . لأن محتوى عبرات المنفلوطى هو استخلاص من خبرات وثقافات الآخرين ومنها ما كان سيقوم بمفعول السحر فى مجتمعنا إن طبقناه فى حياتنا . . .

غـــــريب الحــــديث و الأثــــــر


( بَشَشَ ) ( هـ ) فِيهِ : " لَا يُوَطِّنُ الرَّجُلُ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ بِهِ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْبَيْتِ بِغَائِبِهِمْ " الْبَشُّ : فَرَحُ الصَّدِيقِ بِالصَّدِيقِ ، وَاللُّطْفُ فِي الْمَسْأَلَةِ وَالْإِقْبَالُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ بَشِشْتُ بِهِ أَبَشُّ . وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ لِتَلَقِّيهِ إِيَّاهُ بِبِرِّهِ وَتَقْرِيبِهِ وَإِكْرَامِهِ .

* وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ : إِذَا اجْتَمَعَ الْمُسْلِمَانِ فَتَذَاكَرَا غَفَرَ اللَّهُ لِأَبَشِّهِمَا بِصَاحِبِهِ .

* وَمِنْهُ حَدِيثُ قَيْصَرَ : وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ بَشَاشَةُ اللِّقَاءِ : الْفَرَحُ بِالْمَرْءِ وَالِانْبِسَاطُ إِلَيْهِ وَالْأُنْسُ بِهِ .

• النهاية في غريب الحديث و الأثر - لابن الأثير. 

غــــــــــريب القــــــــــــــرآن

          ( ســـــــورة الأنفـــــــال )

68- لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ أي قضاء سبق بأنه سيحل لكم المغانم .

73- وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ يريد هذه الموالاة أن يكون المؤمنون أولياء المؤمنين. والمهاجرون أولياء الأنصار. وبعضهم من بعض - والكافرون أولياء الكافرين. أي: وإن لم يكن هذا كذا، كانت فتنة في الأرض وفساد كبير .

75- وَأُولُو الأَرْحَامِ الواحد منه "ذو" من غير لفظه وهو و"ذو" واحد.

• تفسير غريب القرآن -- لابن قتيبة