المشــــــــــــاهدات

الأربعاء، مايو 30، 2012

أبو علقمة و الحجام

قال أبو الحسن: هاج بأبي علقمة الدم، فأُتِيَ بحجام فقال للحجام: اشدُدْ قصب الملازم وأَرْهِفْ ظباتِ المشارط، وأسرِعِ الوضع، وعجِّلِ النزع، وليكن شرطك وخزا، ومصك نهزا، ولا تكرهن أبيّا، ولا تردن أتيّا، فوضع الحجام محاجمه في جونته وانصرف.

أبو الأسود و المتقعر


قال أبو الحسن: كان غلام يقعّر في كلامه فأتى أبا الأسود الدؤلي يلتمس بعض ما عنده فقال له أبو الأسود: ما فعل أبوك، قال: أخَذتْهُ الحُمَّى فطبَخَتْه طبْخًا، و فتَخَتْه فتخا، وفضخته فضخا، فتَرَكَتْه فرخا، فقال أبو الأسود: فما فعلت امرأته التي كانت تُشَارُّهُ وتُمارُّهُ وتُهارُّهُ وتُزارُّهُ، قال: طلّقها وتزوَّجتْ غيرَه فرَضِيَتْ وحَظِيَتْ وبَظِيَتْ، قال أبو الأسود: قد علمنا رضيت وحظيت فما بظيت، قال: بظيت حَرْفٌ من الغريب لم يَبْلُغْكَ، قال أبو الأسود: يا بُنيَّ كلُّ كلمة لا يعرفها عمُّك فاسترها كما تستر السِّنَّوْر خَرْءَهَا.

أسماء صغار الحيوانات في العربية

أسماء صغار الحيوانات في العربية

وَلَدُ الفِيلِ دَغْفَل
وَلَدُ النَّاقَةِ حوَارٌ
وَلَدُ الفَرَسِ مُهْر

وَلَد الحِمَارِ جَحْشٌ

وَلَدُ البَقَرَةِ عِجْل
وَلَدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ بَحْزَجٌ وَبَرْغَز
وَلَدُ الشّاةِ حَمَل
وَلَدُ العَنْزِ جَدْي
وَلَدُ الأسَدِ شِبْل
وَلَد الظَبيِ خَشْفٌ
وَلَدُ الأرْويَّةِ وَعْل وَغًفْر
وَلَدُ الضَّبُع فُرْعُلٌ
وَلَدُ الدُّبِّ دَيْسَمٌ
وَلَدُ الخِنْزِيرِ خِنَّوْص
وَلَدُ الثَّعْلَب هِجْرِسٌ
وَلَدُ الكَلْبِ جَرْو
وَلَدُ الفَأْرَةِ دِرْصٌ
وَلَدُ الضَّبِّ حِسْل
وَلَدُ القِرْدِ قِشَّةَ
وَلَدُ الأرْنَبِ خِرْنِق
وَلَدُ الحيّةِ حِرْبِشٌ
وَلَدُ الدَّجَاجِ فَرُّوجٌ

وَلَدُ النَّعامِ رَأْلٌ.

* فقه اللغة للثعالبي.

إنَّ الجوَادَ عَيْنُهُ فُرَارُهُ


الفِرار بالكسر‏:‏ النظر إلى أسنان الدابة لتعرُّفِ قدر سِنِّها، وهو مصدر، ومنه قول الحجاج ‏"‏فُرِرْتُ عَنْ ذكاء‏"‏ ويروى فُرَاره بالضم، وهو اسم منه‏.
يضرب لمن يدلُّ ظاهره على باطنه فيغني عن اختباره، حتى لقد يقال‏:‏ إنَّ الخبيثَ عينه فُرَاره‏.

هذا الرجل قد لقن حجته!!!


روي أن زيادا أخذ رجلا من الخوارج فأفلت منه فأخذ أخا له فقال له : إن أتيتني بأخيك وإلا ضربت عنقك.
 فقال الرجل : أرأيت إن جئتك بكتاب من أمير المؤمنين تخلي سبيلي.
قال : نعم
قال : فإني آتيك بكتاب من العزيز الحكيم:وأقيم عليه شاهدين موسى وإبراهيم عليهما السلام ، ثم تلا قوله تعالى : (أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى) .
فما كان من زياد إلا أن قال : خلو سبيله !!!هذا الرجل قد لقن حجته.

* من كتاب/طرائف وفوائد

البخلاء : للجاحظ


المؤلف هو أبو عثمان بحر بن محبوب الكناني الليثي ولد في البصرة ، توفي والده وهو طفل ، تلقى العلم في الكتاتيب ، واتصل بعلماء عصره الذين تصدروا الحركة الفكرية.
أخذ اللغة عن الأصمعي وأبي عبيدة وأبي يزيد ، وعاصر بشار بن برد وأبا نواس ومسلم بن الوليد وأبا العتاهية وأبا تمام والبحتري وابن الرومي وابن المقفع وإبراهيم الصولي وابن قتيبة وابن الزيات وعاصر الأئمة الأربعة البخاري والشافعي ومالك وأحمد بن حنبل.
كان الجاحظ يكتري دكاكين الوراقين ليروي نهمه للقراءة.
قال عنه المسعودي : "لايعلم أحد من الرواة وأهل العلم أكثر كتبا منه "
من أهم مؤلفاته : البيان والتبيين ، والحيوان ، والتاج في أخلاق الملوك والبخلاء.
ويصور كتاب البخلاء حياة البخلاء الذين قابلهم في بيئته الخاصة وخص بلدة مرو عاصمة خراسان ، وقد صوره الجاحظ تصويرا واقعيا حسيا نفسيا فكاهيا فأبرز تحركاتهم.ونظراتهم القلقة.
ويعتبر الكتاب موسوعة أدبية اجتماعية جغرافية تاريخية.

الثلاثاء، مايو 29، 2012

ذنب قبيح وعذر مليح

يروى في بعض الأخبار أن ملكا من الملوك أمر أن يصنع له طعام و احضر قوما من خاصته .فلما مدت السفرة أقبل خادم و معه صحن طعام فلما قرب من الملك هابه فعثر. ووقع من المرق على طرف ثوب الملك فأمر بدق عنقه ... 
فلما رأى الخادم ذلك صب الصحن كله على رأس الملك .فقال له " ويحك...ماهذا؟" 
فقال الخادم " أيها الملك إنما فعلت هذا خوفا على عرضك و غيرة عليك لئلا يقول الناس قتله في ذنب صغير وينسبوك إلى الجرم والجور فصنعت هذا الذنب العظيم لتعذر في قتلي و ترفع عنك الملامة ".
وهنا أطرق الملك رأسه و فكر مليا ثم رفعه وقال " يا قبح الفعل يا حسن الاعتذار قد وهبنا قبيح فعلك و عظيم ذنبك إلى حسن اعتذارك اذهب فأنت حر لوجه الله ".

جاء الكتاب من الحبيب مبشرا - إبراهيم الرياحي

جاء الكتاب من الحبيب مُبَشِّراً       بقدومه يا مَرْحَباً يا مَرْحَبَا 
قَدْ رَدَّ لي عَهْدَ المسرّةِ مِثْلَمَا      بقميص يُوسُفَ رُدَّ ما قَدْ أُذْهِبَا 
أُهْدِي إليك تحيَّةً مِسْكِيَّةً           يا مصطفى يا منتقى يا مجتبى 
مُسْتَدْعِيا منك الدّعاَء وأنتَ في          حالٍ تراها للإجابة أَقْرَبا

( حتـــــــاك ) - طه حسين والصحفي

هذه قصة طريفة وقعت للأديب المصري الراحل طه حسين ، وأغلبنا يعلم مدى المضايقات التي تعرّض لها بسبب بعض أفكاره الغريبة والقبيحة ولكنه يظل أديباً قديراً وكان غالبية أدباء مصر آنذاك وفي مقدمتهم أنور الجندي يضايقونه كلما سنحت لهم الفرصة من خلال كتاباته وكان طه حسين يتقبل هذه الإساءات منهم بحكم أنهم أدباء مثله ولكن وفي إحدى المرات وبينما كان يقضي أحد أيامه في فرنسا ومعه عشيقته الفرنسية التي تعاونه ( فهو كما نعلم أعمى ) استلم رسالة أتت إليه من مصر فقرأتها له عشيقته فإذا هي رسالة من إحدى الصحفيين الشباب الذين لم يبرزوا بعد وفيها يسيل السباب عليه ، فعندها غضب طه حسين وأمر بأن يرسل لذلك الصحفي رسالة يرد له عليها ...... فعندما وصلت رسالة الرد للصحفي فتحها فإذا مكتوب بها (( حتـّـاك !!)) فاستغرب منها الصحفي ، وفي إحدى لقاءات طه حسين الصحفية سأله أحدهم عن هذه الكلمة وماذا يقصد بها ، فقال: لم أشأ أن أعطيه أكبر من حجمه في رسالة الرد فأردت أن أقول (( حتى أنت تهاجمني !! )) فلما نظرت إليها وجدتها كبيرة جداً بالنسبة له فكتبت (( حتى أنت )) فلم أستسغ أن أعطيه ضميراً منفصلاً وبثلاثة أحرف فوجدت أفضل ضمير له هو الكاف لأنه من حرف واحد فقط فكتبت له (( حتاك ))

ابن العميد والقاضي

علم  ابن العميد أن قاضيا أفطر خطأ في أول رمضان .. وصام خطأ أيضا في أول أيام عيد الفطر .. فقال فيه :

يا قاضيا .. بات أعمى       عن الهلال السعيد

أفطرت في رمضان         وصمت في يوم عيد

بين ابن الرومي وصديقه

طلب الشاعر ابن الرومي من صديق له أن يهديه ثوباً، فوعده به، ولكنه أبطأ في إنجاز وعده فقال يعاتبه:


جُعِلتُ فداك، لم أسألـــ *** كَ ذاك الثوب للكفــــــن

سألتكَــهُ لألبســـــــه *** وروحي بــعد فــي البـدن

من طــــرائف الحكمـــــة

روى أولي الأخبارِ .. عن رجلٍ سيارِ
أبصر في صحراءِ.. فسيحه الأرجاءِ
دبا عظيما موثقا.. في سرحة معلقا
يعوي عواء الكلبِ.. من شدةِ وكربِ
فأدركته الشفقه .. عليه حتى أطلقه
وحلّه من قيده .. لأمنه من كيده
ونام تحت الشجرة .. منام من قد أضجره
طول الطريق والسفر .. ونام من فرط الضجر
فجاء ذاك الدب .. عن وجهه يدب
فقال هذا الخلِ .. جفاه لا يحل
أنقذني من أسري .. وفك قيد عسري
فحقه أن أرصده .. من كل سوء قصده
فأقبلت ذبابه .. ترن كالربابه
فوقعت لحينه .. على شفار عينه
فجاش غيظ الدب .. وقال لا وربي
لا أدع الذباب .. يسيمه عذابا
فأسرع الدبيبا.. لصخرة قريبه
فقلها وأقبلا .. يسعى إليه عجلا
حتى إذا حذاه .. صك بها محذاه
ليقتل الذباب .. قتلا بلا إرابا
فرضّ منه الرأس .. وفرق الاضراسا
وأهلك الخليلا .. بفعله الجميلا
وهذة الروايه تنهى عن الغوايه
في طلب الصداقه .. عند أولي الحماقه
إذ كان فعل الدب .. هذا لفرط الحبِ
وجاء في الصحيحِ نقلا عن المسيحِ
عالجت كل أكمه وأبرص مشوه..
لكني لم أطق قط علاج الأحمقِ

أنشودة : يا طفلة أبكت حروفي والقلم


يا طفلةً أبكت حروفي والقلم    ...   وبكا لها قلبي ومزقه الألم
لما رأيت الدمع في أحداقها ....      تبكي أباها بالتوجع والندم
لو أن صخراً لامسته دموعها .... وأحس حرقتها تفتت وانقسم
أو عابد الأوثان أو أصنامه ....   سمعوا توجعها لحن له الصنم
ياقاتلاً وأد الطفولة هل ترى ....   قلب البراءة كيف يتم وانظلم
من أجل ماذا تقتلون ضياءها .... ماذنبها في من تنحى أو حكم
يا طفلتي كفي دموعك واسمعي .. أباؤك الأحرار قد قطعوا القسم
أن لا يعودو بعد دمعك والدماء .... إلا وعهد الظلم ولى وانهزم
أو يهنئوا عيشاً وأنتي حزينة ... .  إلا وثغرك قد تهلل وابتسم

في الأرض للحر الكريم منادِح - مثل

في الأرض للحر الكريم منادِح
أي متسع ومرتزق ، والمنادح : جمع مندوحة ، وهي السعة ، ويجوز أن يكون جمع مندح ومنتدح ، وجمع ندح أيضا ، كالمقابح في جمع قبح ، ومعنى كلها الرحب والسعة.

* مجمع الأمثال للميداني.

الاثنين، مايو 28، 2012

من بــــــدائـــــع البــــدائــه


قال علي بن ظافر: هو المعروف بابن التلميذ : اجتمعت في بعض الأيام بأمين الدولة أبي الحسن هبة الله ابن صاع فأخذنا في ذم الدهر وإخنائه على أهل الفضل، وإذا بكلاب الصيد التي برسم الخليفة قد أبرزت في جلال الوشي والديباج، فحرك ذلك ماكناً نتجاذب أهدابه في ذم الدهر، فقلت :
من كان يكسو الكلب وشـ ـياً ثم يقنع لي بجلدي
واستجزته فقال:
الكلب خير عنـــــــده. مني وخير منه عندي

من فقــــــــه اللغــــــــــــة


في الخُلُوِّ مِنَ اللِّبَاسِ والسِّلاح :

رَجُلٌ حَافِ مِنَ النَّعْلِ والخُفِّ
عُرْيَان مِنَ الثِّيَابِ
حَاسِر مِنَ العِمَامَةِ
أَعْزَلُ مِنَ السِّلاحِ
أَكْشَفُ مِنَ التُّرْسِ
أَمْيَلُ مِنَ السَّيْفِ
أَجَمُّ مِنَ الرُّمْحِ
أَنْكَبُ مِنَ ا لقَوْسَ

* فقه اللغة - للثعالبي.

ذبح النشيد - حاتم بن عارف العوني

قال الشريف حاتم بن عارف العوني : أردت أن أكتب قصيدة في مدح سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه , فأبت القصيدة إلا أن تكون هي هذه القصيدة :
                      
ذُبِحَ النشيدُ

ذُبِحَ النشيدُ وصُدّتِ الأصداءُ
وتحشرجتْ ألحانُهُ الغَنّاءُ

سالت على قدم الطُّغاةِ حُروفُه
وصداهُ في سجنِ البُغاةِ عُواءُ

سُلخت شِفاهٌ كان ينوي أن يَـمُــ
ــرَّ بها النشيدُ , وللسانِ عَفاء

غُصَصٌ تغور,فتكبتُ الصوتَ الشَّريـ
ــفَ , وتحرق الدمعَ العفيفَ , غِواءُ

خنقت نُواحَ الذّلِّ , حتى نَبْحَه
لم تَبْدُ حتى الدمعةُ الخرساءُ

كم من قصيدةِ حُرّةٍ قد أُجْهِضتْ
فالنفسُ عاقرُ أو زنًا لَـقْحاءُ

وأنا أريدُ النفسَ في هذا السِّبا
ءِ وَلُـودةً أبناؤها نُـجباءُ

وأنا أريدُ بأن أغني خالدًا
مَدْحِـيهُ في هذا الزمانِ هِجاءُ

هو آيةٌ لله رتّلها الجها
دُ مُقَعْقِعًا ,محرابُه الهيجاءُ

يتلو له سُوَرًا من النصرِ المـؤ
زَّرِ , فالدموعُ من الخشوعِ دماءُ

هو مُـعْجِزٌ : ذلّت له الأبطالُ , والــ
ــقُرآنُ قد خضعتْ له الفُـصَـحاءُ

تُلِيتْ بسمعِ الكونِ آيةُ خَـتْمه
فتجلجلتْ : لا نامتِ الجُـبَـناءُ

وطواهُ غِـمْـدٌ , فهو لَـحْدُ سِنانه
ولِواؤه أكفانُـه الحمراءُ

فبكتْكَ خالدُ أمْـهُرٌ عربيّةٌ
لَـمَعتْ على تَـعْدائها الجوزاءُ

أَلِـفَتْ زغاريدَ البُطولةِ, فارْبُضي
فاليومَ أنتِ والنّعامُ سواءُ

وبكتْكَ من دمِها السُّيوفُ , وكنت تُضْـ

ــحِـكُ سِنَّها , والغارةُ الشعواءُ

فبكتْكَ مخزومٌ , فقيل لها : ارْبَعي
تبكيه أرضٌ شَجْوَها , وسماءُ

وَحْيُ الجهادِ تَغَـلَّـقتْ أبوابُـه
ما عاد في إلهامه إيحاءُ

لكنّ مصحفَ خالدٍ باقٍ , سَيَـتْـــ
ــلوهُ الخلودُ , فيسجدُ الشُّهداءُ

سجدوا , فأين السامعون بأُمّتي
آذانُـهم وقلوبُـهم صـمّاء

هم يعلمون بأنّ ذِكْرَكَ نَدْبةٌ :
(الله أكبرُ) للجهادِ نداءُ

فإذا ذكرتُـكَ مدّتِ الرُّقَباءُ قَــ
ــصَّاصًا إليَّ , فأيُّـنا الأشلاءُ؟!

وإذا نويتُ بأن أُغنّي خالدًا
ذُبحَ النشيدُ وصُدّتِ الأصداءُ

بشــــــار أبشـــــــر - للدكتورسعود الشريم

بئسَ القريبُ إذا أهـَـانَ قريْبـــــَـــا
وأذاقـــــهُ الَّتنـكيــلَ والتَّعذيْبــــــَــا

بئـسَ النِّـظـــامُ إذا تجبَّرَ حُكْـمـُـــهُ
فغـَــَـدا على أهلِ البِّـلادِ كئــيْــبــَـــا

ياشَـامَـنـا يا أرضَ أسلافٍ مَضَـواْ
مــنْ مُـسْمِعٌ فـي العالمـين لَبـيْـبـَــا

مـَـــنْ مُبْصرٌ قـَهْرَ الطًّغـاةِ ومُبْلِـغٌ
عــــنَّا شُـجـاعاً للـنـِّــداءِ مُجيْبــَـــا

يامـَـــنْ قـتـلتُـمْ دونَ قـلـبٍ أمَّـــــةً
وذبحتـموا صِبـيـانـَـهمْ وشَبــيْــبــَـا

أرْهَـبْتـُمُـوْا أمَّ الْيَـتِـيْـمِ وزوْجـَـــــةً

وأهَـنْـتُمـوْا شـيْخـــاً يدبُّ دبـِيْـبَـــــا

يامَــنْ أدرْتـُمْ لِلْـيهُـودِ ظُـهـورَكُـــمْ

ورَمَـْيتُـمُـوْا بالقـاتـِـلاتِ حَبـِيـْبــــَــا

قدْ كُـنْـتمٌـوْا صَوبَ العـدوِّ نَعـامــَـةً
وَعَوَيْـتـُمُـوْا نحوَالأقـَاربِ ذِيْـبــــَـا

يامَــنْ قـتـلْـتـمْ بالْخِيـانـةِ حـــمْــزةً
نَـجْـلَ الْخطِـيـبِ مُـعَـذَّباً ومَعِـيْـبـَـــا


إنا نُـبشِّــــرُكمْ بِـشَــرِّ عـقــوبـــــةٍ
ولـسَــوفَ تـلْـقَونَ الْـغـداةَ نَـصِـْيبَا


قُـلْـنا لَـكُـمْ لِـيْـنُـوْا علـى إخْوانِكـُــمْ
ولْـتـتَّـقُوْا التَّضْيِيـــقَ والتـأْلـيْـبـــَــا

ولْـتذكروا الَأيـْـامَ فـهْـيَ تـــَــدَاُولٌ
ولْـتسْـمعُـوْا الـَّتوبـِيْـخَ والتَّأنـِيْـبــَــا

كُـفُّوْاعنِ التَّـقْـتِـيلِ يا ويْـلَ الــَّــذي
لَـمْ يَخـْشَ ربَّاً للْـعـِبادِ رَقِـيْـبــــــَـــا

بـشَّارُ أبْـشِـرْ بالـبَـوارِ أقولـُــــــهَا
قـَـدْ كـانَ ربُّك شـَاهِداً وحسِـيْـبـــَــا

بـشَّـاْر إنَّ الـذُّلَ يـأْتـي بـغْـتــــَــــةً
لِـيـَصِيـرَ عِـزُّ الظالِمـيـنَ نحِـيْبــَــــا

هلْ كـنتَ يـوماً في البلادِ حمـامَــةً
أوْ كـنـتَ يوماً في الزَّمانِ طبِـيْـبــَـا

باللهِ قُـلْ لـِـيْ كـيـفَ تـرْقـُـدُ آمِـنـــاً
ويـَـدَاكَ تـَهــوَى الْقـَتْلَ والتَّخْرِيْبــَـا

باللهِ قـُـلْ لِـيْ كيــفَ تـهْـنـأُ لحْـظـةً
والأمْـرُ باتَ علـى الْعـِبَادِ عَصِيْـبـَـا

هَـلَّا تـذكـرْتَ الْحِسـَـابَ وسـَــاعَـةً
قـَـدْ تجْــعـَـلُ الوِلْدانَ فـِيْـهِ مَشِيْبَـــا

فاللهُ يُـمْـلِـــيْ لِلـظَّلـُــوْمِ زيــــَـــادةً
فـي الإثمِ كَيْ يصْلَى بذاكَ لَهِـيْبــَـــا

لكِنَّها الأيـــْـامُ خـَـيـْـرً شـــَـوَاهـِـــدٍ
مَنْ كانَ رَمْزَ الْقتلِ مَاتَ صَلِـيْـبـَـــا

فانْظُرْ إلى الْعِنبِ الَّلطِيفِ نَظَــــارَةً
لابُـدَّ يَوْمـَــاً أنْ يَحـُــوْلَ زَبِيـْـبـــَـــا

إنَّـا لَـنَرْجُــوْ ذُ لَّ كـُــــلِّ مُخــَـــرِّبٍ
قـُـلْنَا عَسَـاهُ أنْ يكـُـــوْنَ قريْـبــَــا

إنَّ احْـتِرَاقَ الـنَّارِ فــِيْ أعْـَوادِنـَـــا
قَدْ يُوْرِثً الْعـُـوْدَ الْمُحَرَّقَ طِيـْبـــَــا

مَنْ ذاقَ طَعْـمَ اْلمُرِّ وسْطَ مَظاْلــِــمٍ
لابُدَّ يوْمــَــــاً أنْ يَـذوْقَ جَنِيْبـــــَـــا

إلى أطفال المذابح في سورية - حسان الجاجة

قلبي تفطَّر والمنامُ جفاني
              وتقرحت لجراحِهم أجفاني
ماذا جنى طفلٌ رضيع يصطلي
         حقدَ المجوسِ وعصبةِ الشيطانِ
من ذا رآى ذاك الوليدَ مضرّجاً
                 بدمائِه، ومشوّهَ الأركانِ
لكأنّ في أذنيّ صوتُ أنينه
             والعلج ينزِعه من الأحضانِ
ماما ويقبض شعرَها متشبثاً
                  متمنعاً من مجرمٍ خوّانِ
ماما ويبكي يستغيثُ ولا ترى
           إلا حرابَ الذئبِ في الحِملان
ماما وتمتزجُ الدموعُ وصوتُها
   متحشرجاً - لا تقتلوه - فداه كلُّ كَياني
ذبحوكِ يا أختاه ألفَ مَنيّة
             والشَّعر يشَهد في يدِ الفِتيان
وكأنما تلك القلوبُ حجارةٌ
       بل شرُّ ما وطئت ثَرى الأوطانِ
يا قبضةَ الطفل الذبيح معفراً
          هل توقظين ضمائرَ الإنسان
قسماً ورب العالمين نقولُها
               قسماً وعزّةِ واحدٍ ديانِ
أو ما درت تلك الكلابُ بأننا
              سندوسُها كصغائرِ الجعلانِ
لو ينطق الجبلُ الأصمُّ لقالها
             حمصٌ تدكُّ معاقلَ الطغيانِ
وحماةُ في أمِّ الفداءِ أسودُها
              والرستنُ الشماءُ لستَ تُداني
وبغوطةٍ أرضُ الملاحمِ عزةٌ
                     والشامُ شامخةٌ مدى الأزمانِ
والكُردُ مقبرةُ الطغاة ديارُهم
                   والدَّيرُ أرضُ بواسلِ الشجعان
وبإدلبٍ سبقَت جيوشٌ حرةٌ
                    والساحلُ الغربِيْ عزيزُ الشانِ
حورانُ فخرٌ للشآم بأسرِها
                           منها تفجَّرُ ثورةُ البركانِ
شهباءُ قمتِ فللمعالي أقدمي
                      ولتلحقي بالركبِ دونَ تواني
سنعودُ يا شامَ الصمود أعزة
                   وندوسُ عرشَ الذُلِّ والطغيانِ

يا قــــادمـــا من بـــلاد الشـــــام - عبد الله الجرابلسي


يَا قَادِماً مِنْ بِلَادِ الشَّامِ مِنْ وَطَنِي
 مَاذَا تُخَبِّرُنِي عَنْ دَارِسِ الدِّمَنِ
 هَلْ دَارُ زَيْنَبَ مَا زَالَتْ بِرَوْضَتِهَا
 وُرْقُ الْحَمَائِمِ تَشْدُو فِي ذُرَا فَنَنِ
 أَمْ صَيَّرَتْهَا أَيَادِي الْغَدْرِ خَاوِيَةً
 إِذْ لَمْ تَطُلْهَا عَوَادِي الدَّهْرِ وَالزَّمَنِ
 وَصَارَتِ الطَّيرُ بَعْدَ الشَّدْوِ نَائِحَةً
 تَبْكِي المَنَازِلَ في تغريدها الشَّجِنِ
 حَلّتْ بِهَا حَادِثَاتُ البَغْي فَاسْتَلَبَتْ
 مِنْ مُقْلَتَيّ لَذِيذَ النَّومِ والْوَسَنِ
وَكَيْفَ يَرْقُدُ جَفْنٌ بَعْدَ رُؤْيَتِهِ
 سُورِيَّة الْمَجْدِ تَكْوِيها يَدُ الْمِحَنِ
 الطّفْلُ يُذْبَحُ وَالْأَعْرَاضُ قَدْ هُتِكَتْ
 وَالْهَوْلُ فَوْقَ بَيَانِ الْوَاصِفِ الْلَّسِنِ
 دَمْعُ الْيَتَامَى يُذِيْبُ الصَّخْرَ مَشْهَدُهُ
 نَوْحُ الثّكَالَى كَمَا الزّلْزَالِ فِي أُذُنِي
 لَا تَعْذُلِوا بَعْدَها حُرّاً يَمُوتُ أَسَى
 لَيْتَ الْحَيَاةَ عَلَى الِإذْلَالِ لَمْ تَكُنِ
 هَيّا انْفِرِي يَا عِتَاقَ الْخَيلِ حَامِلَةً
 فُرْسَانَكِ الْغُرَّ مِنْ شَامٍ وَمِنْ يَمَنِ
 لَا يُذْهِبُ الْهَمَّ مِثْلُ الْبِيْضِ مُشْرَعَةً
 فِي حَدِّهَا الْبُرْءُ مِنْ ذُلٍّ وَمِنْ حَزَنِ
 يَا زُمْرَةَ الْبَغْيِ قَدْ حَانَتْ نِهَايَتُكُمْ
 اللهُ لَا يُهْمِلُ الْبَاغِي مَدَى الزمنِ
 لَنْ يَخْلُدَ الدَّهْرَ بِالْإجْرَامِ طَاغِيَةٌ
 إِهْلَاكُهُ قَدَرٌ من أوضحِ السُّنَنِ
مَا أَرْخَصَ النَّفْسَ لِلرَّحْمَنِ نَبْذُلُهَا
 مَهْرُ الْجِنَانِ لدينا باهظُ الثمنِ
 نحيى كراماً ونأبى الذلَّ ما بَقِيَتْ
 هذي النفوسُ ولم تُنْزَعْ من البدنِ
 الموتُ أشْهَى إلى الأحرارِ من ضِعَةٍ
 نَفْسُ الْأَبِيِّ لِغَيْرِ اللهِ لَمْ تَهُنِ
 يا أهلَ حِمْصَ حياةُ العارِ كالعدمِ
 تاجُ الأذلةِ لا يسمو على الكفنِ
  يا أهل درعا هنيئًا حُزْتُمُ سَبْقا
 حوران ثارت عليهم أول المدن
  يا أهل إدلب قد فاقت عزائمُكم
 شُمَّ الجبال ولم تخمد من الوهن
 أنتم ليوث الشرى في صورة البشر
 أكرم بزاوية الراسي من القُنَنِ
  ما زلتِ يا حلبُ الشهباءُ شامخةً
 للمجدِ عاشقةً للعهدِ لم تخن
 يا شام يا درة الدنيا وزهرتها
 أيامك الغر لم ترحل ولم تَبِنِ
 فراتنا العذب من دَيْرٍ ورقَّتِهِ
 يفيض عزاً مدى التاريخ والزمن
والساحل البطل المغوار مفخرة
 بنياس جبلة والبيضا جُذَا المدن
وفي الجزيرة آساد قد انتفضت
فيها بقية عدنانٍ وذي يزن
حماة في ساحة العاصي جحافلها
لا يصبرون على ضيم ولا غبن
 دماء حمزة والقاشوش نذكرها
 فلن تضيع سدى من دونِمَا ثمن
 في كل شبر ترى الأبطال زاحفةً
هذي المكارم لا قعبان من لبن
 يا أيها القرد مهلاً إننا بشر
 لله نسجد لا للرجس والوثن
الجُرْحُ ينزفُ والأعرابُ لاهيةٌ
 أبواقُها شُغِلَت في الرقصِ والدَدَنِ
  الفخر عندهمُ أنغامُ جاريةٍ
 والمجدُ عندهمُ في صوتِها الحَسَنِ
 لا يُرجِعُ القدسَ ترنيمٌ وأغنيةٌ
 لا بد للحق من وقع القنا اللُّدُنِ